مثقفون: كان متوقعاً أن يخلو البرلمان القادم من المعارضة

الإثنين، 29 نوفمبر 2010 07:10 م
مثقفون: كان متوقعاً أن يخلو البرلمان القادم من المعارضة الناقد الدكتور جابر عصفور
كتب وجدى الكومى وهدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمع عدد من المثقفين على أن ما حدث فى انتخابات مجلس الشعب الذى انطلقت أولى جولاتها أمس الأحد 28 نوفمبر، من أعمال شغب وبلطجة، كان متوقعا، وأشار عدد منهم إلى أن أعمال الشغب أمر أساسى فى التراث الانتخابى المصرى.

ففى الوقت الذى أرجع فيه بعض المثقفين أعمال الشغب لجميع المتسابقين فى هذا المارثون، أكد آخرون على أن الدورة البرلمانية القادمة كان يجب أن تخلو من المعارضة تمهيدا لأجندة قادمة، فيما أكد فريق ثالث على أن المشهد من خارج مصر أضر بها، ولم يكن متناسبا مع مكانتها الدولية.

قال الناقد الدكتور جابر عصفور، مدير المركز القومى للترجمة، إن ما حدث فى انتخابات مجلس الشعب 2010 كان أمرا متوقعا، مؤكدا على أن انتخابات البرلمان المصرى دائما ما تشهد بعض التجاوزات وأعمال الشغب والبلطجة.

وأضاف عصفور، أنه لم يندهش عندما سمع وقرأ عن الإصابات والوفيات التى خلفتها تلك الانتخابات، مشيرا إلى أن ماحدث بات جزءا واقعيا من التراث الانتخابى المصرى ولن يتغير إلا من خلال إرساء مبادئ السلوك الديمقراطى المعاصر فى نفوس المواطنين.

ونفى عصفور فكرة أن يكون مرشحو الحزب الوطنى هم السبب الرئيسى فى أعمال الشغب قائلا: كافة المرشحين مسئولون عما حدث، سواء كانوا مرشحى الحزب الوطنى أو مستقلين أو حتى إخوان، وإن كان البعض ينسب هذه المخالفات للحزب الوطنى فهذا يرجع إلى كثرة عدد مرشحيه ليس أكثر من ذلك.

أما الشاعر شعبان يوسف فوصف المشهد الانتخابى الذى شهدته مصر أمس الأحد، بـ"المذري"، قائلا إن الانتخابات جاءت كمقدمة ومؤشر للتوريث القادم.

وأضاف يوسف: المطلوب فى البرلمان القادم أن يخلو من الأصوات المعارضة والاحتجاجات، لذلك كان من الطبيعى أن يثير مرشحو الحزب الوطنى كل هذا الذعر والقلق بالتعاون مع أفراد الأمن.

وأشار يوسف إلى أن مرحلة الدعاية الانتخابية كانت مراقبة بشكل واضح من الأمن قبل الانتخابات بأسبوع، مضيفا أن الانتخابات هذه المرة شهدت حالات تزوير واستبعاد لعدد من المرشحين من بعض الدوائر، كما أن الأمن مارس أدواراً بشعة لحساب الحزب الوطنى الحاكم، أهمها إرساء تقنيات بيروقراطية من شأنها تعطيل ناخبى الأحزاب المعارضة والجماعة.

وأكد يوسف على أن ما حدث بالأمس أعطى صورة سلبية عن مصر والمشهد السياسى فيها الآن.

وأكد الروائى الجزائرى واسينى الأعرج على أن المشهد من خارج مصر، يبدو مختلفا، قائلا: يظهر جليا أن هناك دينماية وحركية ممتازة، لكن تظل مشكلة الإخوان المسلمين منحصرة بينهم وبين مرشحى الحزب الحاكم، مضيفا: لا أرى قوة ثالثة معهما، ونحن فى الوطن العربى بحاجة لهذه القوة الثالثة التى يمكنها أن تخلق بعض التوازن، مشيراً إلى أن تواجد هذه القوة ربما سيسمح للمجتمعات العربية بالتطور فى طريق أفضل وأكثر قبولا للجماهير.

وأوضح الأعرج أن هذه القوة الثالثة غائبة ليس فى مصر فقط، وإنما فى الوطن العربى كله، مؤكدا على أن هيمنة الأنظمة جعلت إمكانية التغيير مؤجلة عربيا، وأشار الأعرج إلى أن الناخبين يفضلون الاستقرار، لهذا تذهب اختياراتهم لتثبيت الأحزاب الموجودة أصلا فى السلطة، مضيفا: لم نستفد من تجربة الدول القريبة منا كالهند وباكستان، مؤكداً على وجود مشكلة بنيوية فى السلطة العربية التى تجعلها لا تتقدم أبدا.

وأشار الأعرج إلى أن التغيير لا يأتى إلا من قوة تشكل حلقة وصل قد تكون من جهة تنويرية ما، أو من النظام نفسه.

فيما أكد الشاعر الفلسطينى الكبير سميح القاسم على أسفه الشديد من المشاهد التى نقلتها الفضائيات أمس عن أحداث المشاحنات والغضب والعنف، وقال: لا يليق بمصر مع مكانتها الكبيرة أن يحدث فيها هذا، واصفاً ما رآه أمس بالـ" الصدمة"، وأبدى القاسم اندهاشه الشديد مما نقلته له الشاشات أمس، وقال: كفاكم سفكا لدمائكم، فلا يليق بمصر وبشعبها الأصيل أن يحدث فيها هذا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة