"تسلف الإخوان" فى العدد الأول من سلسلة "مراصد" بمكتبة الإسكندرية

الإثنين، 29 نوفمبر 2010 05:58 م
"تسلف الإخوان" فى العدد الأول من سلسلة "مراصد" بمكتبة الإسكندرية "تسلف الإخوان" من سلسلة "مراصد"
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، العدد الأول من سلسلة "مراصد"، وهى كراسات علمية محكمة تعنى برصد أهم الظواهر الاجتماعية الجديدة، لا سيما فى الاجتماع الدينى العربى والإسلامى، رئيس تحريرها حسام تمام؛ الصحفى والباحث ورئيس وحدة الدراسات المستقبلية، ويشرف عليها الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بالمكتبة، وسكرتارية التحرير عبد الوهاب شاكر وأمنية الجميل.

ويقدم العدد الأول من سلسة "مراصد" دراسة حديثة عنوانها "تسلف الإخوان: تآكل الأطروحة الإخوانية وصعود السلفية فى جماعة الإخوان المسلمين"، للباحث حسام تمام. ويرصد الباحث فى دراسته مسألة التحولات الأخيرة التى عرفتها جماعة الإخوان المسلمين، كبرى الحركات الاجتماعية الإسلامية، مبينًا أن الإرباك الذى ظهر مؤخرًا فى مواقف الإخوان هو نتاج نمو توجهات سلفية كامنة فى جسم الجماعة تخرج بها عن نطاق الحركة الجامعة ذات الرؤية التوفيقية التى عرفت بها فى مرحلة التأسيس نحو حالة من "التسلف" أو التحول إلى السلفية.

ويؤكد تمام أن هذه التوجهات تعكس تحولات داخلية تتعرض لها التركيبة الإخوانية منذ فترة ليست بالقصيرة بحيث صارت السلفية تيارًا فاعلاً بل وأكثر التيارات فاعلية وتأثيرًا داخل الإخوان، مما يستدعى بحثًا معمقًا عن جذور المكون السلفى "الكامن" فى جماعة الإخوان، والعوامل التى تقف وراء تطوره ثم أبرز تجلياته الحالية.

ويشير الباحث إلى أن الحركة التى تشهد منذ شهور زخمًا سياسيًّا وإعلاميًّا كبيرًا كانت قد تعرضت لأكبر هزة تنظيمية فى داخلها منذ تلك التى عرفتها فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، خلال إجرائها انتخاباتها الداخلية نهاية 2009 وبداية 2010، والتى أسفرت عن تصدر رموز التيار التنظيمى المحافظ لنتائجها. ولا تتمظهر التحولات الجارية فى سيطرة الاتجاه المحافظ على مؤسسات الإخوان فحسب، فيلاحظ الباحث أن الحركة تتجه إلى إعادة النظر فى العديد من القضايا الخلافية التى تتعلق فى جوانب منها بمسائل فقهية لم يحسم فيها الخلاف بعد؛ إنها على نحو ما تحولات تطال إيديولوجية الحركة أيضًا.

ويوضح تمام أن الجماعة قد مرت بحالة من التحول للسلفية الوهابية منذ أوائل الخمسينيات، وتعززت مع اشتداد الحملة الناصرية على الجماعة وفرار عدد من كبار قادتها واستقرارهم بدول الخليج؛ وخاصة المملكة العربية السعودية محضن التيار السلفى الوهابي، ثم تأكدت تمامًا فى حقبة السبعينيات التى شهدت أقوى انطلاقة للتيار الوهابى خارج حدود السعودية، وقد دعمها مشروع التحديث الذى انطلقت فيه المملكة آنذاك.

ويقول الباحث أن رؤية حسن البنا لهوية الجماعة توضح أن سلفية الجماعة الإسلامية الأم فى مرحلة التأسيس كانت مختلفة عن ما هو متعارف عليه فى السلفية اليوم؛ من حيث إنها تضم كل المكونات الثقافية للمجتمع. ولقد كانت روح التصوف حاضرة فى البناء التنظيمى للجماعة، واحتلت جزءًا مهمًّا من مقررات التأطير والتربية فى الحركة.

وتبين الدراسة أن جماعة الإخوان بدت فى سنوات التأسيس الأولى وريثة للسلفية الإصلاحية التى كان الشيخ رشيد رضا أبرز رموزها قبل تلك الفترة، لكنها سلفية جامعة وتجميعية تقع فى أقصى مناطق المرونة، كما أن ظروف البيئة المحيطة لعبت دورًا هامًّا فى بلورة اتجاه السلفية الإخوانية نحو طابع عروبى إسلامى جامع لا ينفى أن فى الأمة مكونات مختلفة قابلة للاستيعاب، وهذا ما كان البنا يدركه جيدًا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة