"و قال إنه لن يتكرر أن يحصل الإخوان على عدد المقاعد نفسها وإن مقاعد الإخوان سوف تستبدل بأحزاب المعارضة" (نص تصريح الدكتور مفيد شهاب المنشور بجريدة الدستور بتاريخ 21/11/2010).
"أهالى دائرة الرمل مزاجهم معارض فى الأساس ولا يحبون الحكومة ويصوتون دائماً للإخوان وإحنا لو رشحنا كلب ميت هينتخبوه" (تصريح لنائب جماعة الإخوان المسلمين عن دائرة الرمل لجريدة المصرى اليوم).
هذه هى نصوص تصريحات المسئولين بالدولة والمرشحين لعضوية مجلس الشعب، لقد أردت أن أختار تصريحين لفصيلين متعارضين فى الاتجاهات والأفكار والسياسات ولكنهما يشتركان فى التصريحات الاستفزازية التى من شأنها التقليل من المواطن المصرى.
وبنظرة تحليلية لتصريح الدكتور مفيد شهاب- أستاذى السابق بكلية الحقوق الذى تتلمذت على يديه- أراها تصريحات جاءت عكس شخصيته وطبيعته الهادئة السياسية التى تدرس كل كلمة قبل أن يتفوه بها، فلقد أكدت هذه التصريحات- ضمنا- أن عملية تزوير الانتخابات أمر لا مفر منه للقضاء على تكتل الجماعة داخل مجلس الشعب، واستشعرت من تصريح أستاذى الدكتور مفيد أن الانتخابات هى مجرد لعبة شطرنج يتم استبدال قطعة محل الأخرى أو مجرد قطع من الأثاث يقوم صاحب المنزل بنقلها داخل شقته من وقت لآخر بهدف تغيير الشكل فقط، أما المنزل فكما هو لم يتغير وأقصد بالأثاث هم المرشحين والمنزل هو مجلس الشعب وصاحبه الحكومة.
والسؤال الذى قفز لذهنى فور قراءة ذلك التصريح كيف علم الدكتور مفيد أن الإخوان لن يحصلوا على عدد المقاعد الذى حصلوا عليه فى الانتخابات السابقة هل جاءه هاتف أخبره بذلك السر الذى أثار حفيظة الإخوان وقلل من قيمة وشأن الشعب المصرى وصادر على حقه فى الاختيار.
سيدى وأستاذى: الشعب لا يحب الإخوان وأيضا لا يحب الحكومة وهذه هى الحقيقة التى يجب علينا الاقتناع بها ولكن الشعب عندما اختار الإخوان ليس حباً واقتناعاً بهم بل على العكس الإخوان ليس لهم أى بصمات داخل مجلس الشعب سوى التهليل، ولكن الشعب اختارهم نكاية فى الحزب والحكومة ليس أكثر.
المهم أنه استمراراً للتقليل من دور الشعب وتهميش دوره والإساءة إليه أكثر وأكثر جاءت تصريحات نائب الإخوان الذى افترض أن الشعب يكره الحكومة ويعشق الإخوان وتناسى أن هناك أحزابا أخرى ومرشحين مستقلين لهم تأثير أقوى من الإخوان والحكومة يهدفون إلى خدمة أبناء الشعب هذا وقد افترض نائب الإخوان أن الحزب الوطنى والإخوان هما قطبا الأمة مثل الأهلى والزمالك قطبى الكرة المصرية، ولكنى لن أعيب على تصريحات مرشح الإخوان التى جاءت رداً ونتيجة طبيعية لتصريحات الحكومة الاستفزازية فى ظل "حنفية" التصريحات التى انفجرت فى وجوهنا وأغرقت آذاننا و"طفحت" وأعتذر لاستخدام اللفظ الأخير، ولكنه أقل حدة من تصريح نائب الإخوان أن الشعب سيختار كلبا ميتا طالما كان مرشحا عن الإخوان، وكأن كلاب الإخوان الميتة هى كلاب مبروكة وطاهرة يجب علينا تحملها وأكلها إن لزم الأمر طالما أنها من "ريحة" الإخوان.
سيدى الفاضل: الشعب لا يختار حيوانات ميتة لتمثيله واختلف معك لأن الشعب يختار أصناما يدخلون المجلس وليس كلابا ميتة هدفها مصلحتها الشخصية و"المرمغة" فى الحصانة.
وأخلص من هذه التصريحات الغريبة أن السادة المسئولين بالدولة وممثلينا ومرشحينا يفتقدون لأبسط فنون التصريحات الإعلامية التى أظهرت النوايا وبواطن الأمور كما أنها ابتعدت عن الدبلوماسية واللباقة واللياقة، فإذا كان هو حال مرشحينا وممثلينا فيجب ألا نلوم المواطن العادى الذى من المفترض أن يتخذ من هؤلاء قدوة له.
ونهاية أدعو المسئولين والمرشحين إلى غلق "حنفية" التصريحات أو على أقل تقدير "تركيب جلدة" لها قبل أن يغرق الشعب فى بحر التصريحات.
أحمد إسماعيل أحمد يكتب: حتى لا يغرق الشعب فى بحر التصريحات
الإثنين، 29 نوفمبر 2010 11:15 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة