محمود الحضرى

أحداث الطالبية أكبر من مجرد مبنى

الإثنين، 29 نوفمبر 2010 06:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن الإشكالية التى عاشتها مصر بشأن أحداث منطقة الطالبية بالجيزة، فيما يتعلق بالخلاف على بناء مبنى إدارى تابع للكاتدرائية والمطرانية بالجيزة إلى مبنى كنسى، تتطلب من جديد بحث القضايا المسكوت عنها لسنوات طويلة، والتى تتعلق بقضية حقوق المواطنة بين عنصرى الأمة، مسلمين وأقباط، وخروج القانون الموحد للمبانى الدينية إلى النور.

الأمر من وجهة نطرى ليس مجرد بناء كنيسة، أو حتى مجرد مبنى إدارى، بل أكبر من ذلك بكثير، أمر يتعلق بمجمل قضايا الوطن، ودور الدولة الغائب من سنوات، مما دفع لكل جهة أو منظمة، أو فئة، أو حتى فرد فى تنصيب أنفسهم منفذين لدور الدولة، والقيام بالمهام المفترض أن تقوم بها المؤسسات.

لابد أن تعود الدولة الى دورها الحقيقى، لتحول دون من يقوم بهذا الدور، ولكن فى الوقت نفسه، فإن معالجة السياسات الخاطئة المتراكمة على مدى سنوات طويلة، بحاجة إلى تغييرات وحلول جذرية لمترسبات تاريخ طويل من التجاهل، أدى إلى اتساع دائرة الأصوات الغوغائية فى المجتمع، وركوب الموجة من البعض لتحقيق مكاسب ضد مصالح الوطن والمواطن.
الحل الفردى لمشكلة مبنى أحداث كنيسة العرانية، ليس إلا إجراءً مؤقتًا لمشاكل أكبر، وقد تكون فترة الانتخابات التشريعية، قد عجلت وفرضت حلولا للمشكلة، لكن إذا ما كانت الظروف فى غير الوقت، لرأينا جدلا ومناقشات.

المؤكد أننا ضد أى أعمال عنف أو غوغائية، أو أى مخالفة للقوانين، ولكن فى المقابل لابد من معالجة كل ما من شأنه تفجير أزمة أحداث الطالبية، أو أية أحداث أخرى، مثل تلك التى جرت خلال عيد الأضحى بقنا، والتى جرى خلالها حرق 20 منزلا، أثناء خلافات بين عائلتين من المسلمين والأقباط.

الحلول القشرية والسطحية لمثل تلك القضايا والأحداث تظل هى حلولا "مسكنة"، ويبقى الأمر برمته بحاجة إلى حلول جذرية، وجراحة لاستئصال، تلك الأورام السرطانية التى انتشرت بفعل زمن التجاهل، وبروز تيار هدفه الوحيد اشعال النار فى روابط العلاقة بين عنصرى الأمة، والأخطر فى الأمر أن دائرة من يلعب بهذه النار، تعدت تيارات من خارج السلطة إلى داخلها.
مناطق التوتر الرئيسية فى قضايا الأمة تفرض نفسها على المشهد السياسى الجديد، والذى ستتبلور ملامحه بعد انتخابات مجلس الشعب الراهنة، وتصبح أهم القضايا التى يجب أن تكون أول جداول أعمال النشاط الاجتماعى والسياسى للمرحلة المقبلة، ومن لم يضع هذا الأمر من التيارات السياسية على جدول أعماله سيكون شريكا لحاملى فتيل الفتنة، ويقف فى صفوف المتهمين.

تحسين العلاقة وحقوق المواطنة، ووضع حلول ناجعة للعلاقة بين مكونات عنصرى شعب مصر، لا تقل أهمية عن قضايانا الأخرى، الاقتصادية والسياسية، والاجتماعية، ولاتقل عن قنابل البطالة، والفقر والجوع، وتدور التعليم، ومحاربة الفساد والمفسدين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة