بسمه موسى

كلنا أهل فى وطن واحد

الأحد، 28 نوفمبر 2010 07:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا جنينا من التعصب؟ سؤال يتطرق إلى ذهنى كلما حدثت أى أعمال عنف قائم على أساس التعصب الدينى، والإجابة كما يراها الجميع نار موقدة لا يعلم أى منا متى ستطفأ فعليا وليس كما نراها ظاهريا، نارا تحرق الجميع بدون تفرقة فالنار لا تفكر ولا تختص أطيافا بعينها وتترك آخرين والخاسر فى النهاية هو المجتمع بأسره والوطن الذى يئن من التعصب الدينى، مع أن الله سبحانه وتعالى يرسل الأديان لأمن وسلامة وهدوء نفس العباد فلماذا التعصب.

إن المقصد الأساسى للإيمان بالله والإقرار بدينه هو المحافظة على مصالح المجتمع وبناء علاقات وطيدة بين كل أفراده علاقة تعاون وشراكة كمواطنين فى وطن واحد يجمعهم ويخافون فيه على بعضهم البعض ويسعدون لسعادة بعضهم البعض أليس هذا هو سبب نزول الأديان، أليست الأديان هى السبيل إلى اتحاد كل الجنس البشرى عامة وترويج اتحاده، هذا هو الصراط المستقيم والأساس الثابت القويم لكل الأديان.

فلا يمكن الوصول إلى راحة البشر وسلامه واطمئنانه وأمنه إلا بأن تتأسس وحدته تأسيساً قوياً، لأن نور الاتحاد هو قوة ضوء الشمس التى تنير الكون وهذا أمل البشرية، إن الله هو القوة القاهرة الغالبة القادرة على حل مشاكل الإنسان والإنسانية، مهما حاول الإنسان أن يجد الحلول فإن الحل الأعظم لله القادر القدير، إذا لابد من كلمته "دينه - نظمه البديع" فلو طبق كل أصحاب الأديان ما جاء بها فسوف تجد الإنسانية ملاذها وأمنها وبقائها فى سلام واطمئنان، ونصل إلى الوحدة وإلى السلام الاجتماعى.

نحن فى أمس الحاجة إلى قوة واحدة توحدنا وتجمعنا إلا وهى قوة المحبة الجاذبة والموحدة لقلوب العباد والرافضة للكراهية والأنانية وحب الذات وقتل النفس التى حرمها الله، هذه المحبة لن تأتى إلا بإطلاق حرية العقيدة الربانية من قيود الإنسانية والاعتراف بأن دين الله واحد يأتى للبشر ليوحدهم وينشر بينهم على اختلاف عقائد الألفة والمحبة والوئام.

إن سلطان المحبة فى العالم له القدرة على تغيير النفوس من التعصب والكراهية وتبلد المشاعر تجاه المختلفين فى الدين، فقط علينا أن نفتح فى قلوبنا نافذة للمحبة.. لأن المحبة فى الواقع خلاقة وبارعة فالمحب يخترع كل أداة جديدة تساعده على أن يجعل حبه معبرا وأكثر مساعده لكل أبناء وطنه، فلنفتح قلوبنا بالمحبة ونبنى ونعمر لغيرنا قبل ما نعمر لأنفسنا، ولنحب لإخوتنا فى الوطن ما نحبه لأنفسنا، ولنأثر غيرنا على أنفسنا.

إن حل كل مشكلات حرية المعتقد يكمن فى مادة المواطنة، ولأنها المادة الأولى للدستور المصرى فلابد من تفعيلها وجعلها واقع ملموس فى الحياة، ولأن جوهر المشكلة الحقيقية يكمن فى أن هناك إحساسا فائضا بالهوية الدينية يقابله نقص شديد بالإحساس بالمواطنة فهذا جوهر الأزمة!!؟.

يا مصريين يا ولاد بلدى الطيبين ألم يحن الوقت لنبذ جميع التعصبات على أى أساس كان، وأن يعلو مبدأ المواطنة، أليس هناك أجمل وأعظم من أن نتحد جميعاً ونطلب من الله سبحانه وتعالى الهداية بقلب نابض بحبه دافق بعشقه وأن نعمل سويا كمواطنين لرخاء مصر، ونتذكر جيدا أننا فى النهاية "كلنا أهل فى وطن واحد".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة