الأرض التى بها شقوق سهل هدمها – قالها كيسنجر فى الماضى لوزير خارجية لبنان أيام الحرب الطائفية، والآن أود تكرارها مرارا للمصريين مسيحيين ومسلمين.
وقد كثرت الشقوق فى بلادى جدا وابتلعت من الأحداث الطائفية ما ينبىء بزلزال، حينما يقتحم المسيحيون الغاضبون مدرسة ابتدائية لا ناقة لها ولا جمل فى الأحداث، وحينما يعطلون الطريق الدائرى وحينما تقذف سيدة مسيحية مصرية (أم أقول مصرية مسيحية؟) شباب الأمن المركزى المصرى بالطوب كأنهم جنود احتلال وليسوا بنى وطنها، حينما يحدث كل هذا إذن فى الأمر شىء ....خطير.
وفى النفوس الكثير وفى القلوب جراح لم تلتئم، سواء كان مبنى كنيسة العمرانية كنسى أو خدمى فهو تابع للكنيسة، فهل هذا تستحق كل هذه الثورة؟ لماذا أخفى المقاول ومسئولو الكنيسة القبة الكنسية وأظهرتها أعمدة الخرسانة فجر يوم 23 نوفمبر؟ لماذا يخشى المسيحيون من تقديم طلب لبناء مبنى أو كنيسة أو ما شابه؟ هل يخشى المسيحى من بنى وطنه ويتشكك فيهم؟ لماذا؟ ألم يولد هنا؟ ألم يجمعه ببنى وطنه هواءً ملوث واحد وسحابة سوداء واحدة ومكان عمل واحد وسجن واحدة أو حتى جلسة فرفشة واحدة؟
من يشعل الفتن؟ من ينفذ إلى ثغرات الأدمغة؟ من يشعر المسيحيين بغربة بوطنهم كما يشعر بها المسلمون الآن بوطنهم. قد يتجاوران فى قارب الهجرة غير الشرعية لكنهما يتصارعان فى بلدهما.
من يلقى فيديو هنا وهناك؟ من يصدر فيديو على شبكة اليوتيوب فى جانب فيرد طرف بفيديو آخر؟ سواء كان بين مسيحيين ومسلمين مصريين أو بين مصريين وجزائريين وفلسطينيين ومغاربة وبنات سعوديات أو بنات مصريات.
فتن إلكترونية وفتن بدور العبادة ولا يقدوى على درئها إلا عفريت... أم من؟
لنربى عقولنا من جديد ...
لننهض بأنفسنا من جديد
ليربى المسيحى على أن الجميع أولاد آدم وحواء و من يحاسب هو الله بدلا من حث أبنائه على الالتفاف حول بنى معموديته فقط وكأنه فى غربة بوطنه...
وليربى المسلم أولاده على قبول الآخر وعدم تكفير أى مؤمن...
لنربأ بالصدوع الكثيرة، لنتجاهل ما تلهينا به حكوماتنا المتتابعة الفاشلة، لنلتفت إلى مصلحتنا لأنها واحدة، أقسم أنها واحدة.
كم من ممالك هلكت بفعل التمزق وضاعت وصارت أطلالا وأساطير.
لننتبه قبل انقسام مصر إلى دولة مسلمين ومسيحيين..لننتبه قبل ضياع الأندلس.
