بادئ ذى بدء أنا لا أنكر على المرأة حقها فى التعبير عن ذاتها والمطالبة بحقوقها، لاسيما وأنها تمثل شريحة كبيرة فى المجتمع، لاسيما وأن المرأة التى أتحدث عنها هى أمى وأختى وزوجتى وابنتى وزميلتى بالعمل، فلا مانع مطلقاً من أن تجد المرأة من يعبر عنها وعن مشاكلها فى مجلس النواب (من نفس جنسها) ليكون التعبير واقعياً ومقبولا، فقد يكون ترشيح المرأة حقاً من حقوقها، من منعها منه فهو جائر.
ولكن من وجهة نظرى المتواضعة، فإن دور المرأة فى تربية أبنائها هو رسالة سامية وعظيمة لا تقل أهمية عن دورها كنائب فى البرلمان، ولا ينكر أحد أن خروج المرأة من بيتها للعمل قد أدى إلى نتائج سلبية ظهرت على النشء الجديد، لقد فقد المجتمع فى المرأة الأمومة ودورها فى التوعية والتوجيه والملاحظة، مما أدى إلى نتائج وخيمة نجنيها الآن بظهور الكثير من شبابنا بلا هدف وبلا هوية لغياب دور الأم، فلقد صدق من قال الأم مدرسة إذا أعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق، ولكن أين دور الأم الآن بعد أن تركت أبناءها وخرجت للعمل لتثبت ذاتها، فما بالنا لو خرجت المرأة لتنوب عن دائرة بالكامل بها مئات من الأسر والعائلات بمشكلاتهم وهمومهم.
هل تنجح المرأة بالفعل فى الجمع بين دورها كأم وزوجة وبين كونها عضواً فى مجلس النواب، وفى رقبتها آلاف الأسر ممن يحلمون بحياة أفضل تتحقق على يديها، أم ستفقد المرأة دورها داخل الأسرة تماماً؟ فالبيت لن يكون له مكان أمام سلطة البرلمان ومصالح الأسرة لن يكون لها محل من الإعراب أمام مصالح أبناء الدائرة من الشعب المثقل بالهموم والمشاكل. معادلة إن نجحت المرأة فى تركيبها فسوف تستحق بجدارة أن نرفع لها القبعة.
رأفت محمد السيد يكتب: يا نساء الكوتة.. البرلمان أم الأسرة الأهم؟
الأحد، 28 نوفمبر 2010 08:18 ص