أكد عدد من الناشرين السويسريين ممن يعملون فى المركز الثقافى السويسرى فى مدينة زيورخ، على أن حال النشر هناك لا يختلف كثيرا عن مصر، حسبما تبين لهم بعد زيارتهم القصيرة لمصر التى بدأت يوم الخميس الماضى، ومن المقرر أن تنتهى منتصف الأسبوع الحالى.
وقالت أنجيليكا سلافيزبرج مديرة الإدارة الثقافية بالمركز الثقافى السويسرى، "لليوم السابع" إنها رصدت خلال زيارتها لمصر عددا من الأمور المماثلة لحال النشر فى سويسرا، ومن ذلك أن عددا كبيرا من الناشرين هنا صغار الحجم، وحجم أعمالهم ليس كبيرا، وهو ما يماثل حال النشر فى سويسرا، مشيرة إلى أن الناشرين الكبار موجودون فى ألمانيا فقط. مؤكدة على أن شراكة السويسريين مع المصريين ستعود بالفائدة على الطرفين.
جاء ذلك خلال لقاء الوفد السويسرى بالناشر شريف بكر مدير دار" العربى للنشر"، والذى انعقد على هامش زيارتهم لعدد من الناشرين المصريين، ومنهم بكر، وشريف قاسم مدير دار عين للدراسات الإنسانية، وبلسم سعد، مديرة دار البلسم لكتب الأطفال.
وأكدت سلافيزبرج أنها لاحظت أيضا قيام بعض المؤلفين والناشرين بتوزيع كتبهم بأنفسهم، وغياب دور الموزع المعروف الذى يتولى عن الناشر وعن المؤلف عناء إرسال الكتب للمكتبات، وباقى الأمور المتعلقة بتوزيعها، ومراقبة أرقام بيعها فى المكتبات.
وأوضحت سلافيزبرج، كان من المهم أن تقوم مع فريقها بزيارة مصر، للتعرف عن قرب عن أحوال النشر بها، مشيرة إلى أهمية الحصول على المعلومات عن حال الترجمة فى حال وجود أى تعاون للنشر بين المركز الثقافى السويسرى.
وقال سلافيزبرج: كان من الأفضل أن نحصل على المعلومات بأنفسنا، خصوصا أننا كونا الكثير من الانطباعات عن الفترة التى قضيناها فى القاهرة.
وأكدت سلافيزبرج أنها التقت مع الناشر شريف قاسم، مدير دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية، وكذلك مع الناشرة بلسم، مدير دار بلسم لكتب الأطفال، لكنها لم تلتق بعد مع ناشرين حكوميين، مشيرة إلى أنهم سوف يلتقون مع الدكتور خيرى دومة من المركز القومى للترجمة يوم الاثنين قبيل سفرهم.
وقال أندريه لانجينباد، المسئول عن خدمات الكتب بالمركز السويسرى، إنه لاحظ عدة ملحوظات خلال الزيارة، منها عدم وجود برامج تعتنى بتقديم أخبار عن الكتب، وهو ما عقب عليه الناشر شريف بكر، مشيرا إلى برنامج عصير الكتب للكاتب بلال فضل، كما أكد أندرية على ملحوظة أخرى سمعها من البعض عن عدم وجود رقابة حكومية على الكتب، فأشار بكر إلى أن بعض الناشرين يقومون بمزاولة رقابة ذاتية عن الكتب، من خلال تجنب بعض الموضوعات التى ربما قد يرفضها المجتمع، وأشار بكر إلى أن بعض الكتب تلقى رواجا فى مصر عندما يتم منعها أو مصادرتها.
وردا على سؤال لـ"اليوم السابع" عما إذا كانت بعض أحوال النشر السلبية فى مصر ربما تؤثر على إقدامهم على عمل مشروعات ترجمة مع الناشرين المصريين، أجابت أنجيليكا أن ما عرفوه عن حال الكتاب فى مصر، لا يعتبرونه سلبيا، بل هى معلومات مهمة كان يجب معرفتها قبل الإقبال على مشروعات ترجمة، مشيرة إلى إعجابها الشديد بمكتبة ديوان بالزمالك، مؤكدة على أنها شعرت بالدهشة عندما وجدتها تستمر فى العمل حتى الحادية عشرة والنصف مساء، مشيرة إلى أن المكتبات فى سويسرا لا يمكن أن تستمر فى العمل حتى هذا الوقت المتأخر من الليل.