فى ضوء تحول عدد كبير من الصحف من النظام الورقى إلى النظام الإلكترونى بما يعنيه ذلك من عدم وجود إيرادات نتيجة التوزيع، إضافة إلى اختلاف حجم وطريقة جمع الحصيلة الإعلانية، فهل يتم فرض رسوم على مستخدم الصحيفة الإلكترونية، وبالتالى تصبح القراءة بمقابل؟
سؤال بدأ به الدكتور سامى عبد العزيز، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ورقته البحثية عن "نماذج التمويل: الإعلان ودعاية التشفير" فى الملتقى العربى الأول للصحافة الإلكترونية – مستقبل الإعلام الرقمى الذى نظمته اليوم المنظمة العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع مؤسسة أخبار اليوم ودار النهضة العربية ببيروت، ويستمر حتى 29 من الشهر الحالى.
أكد عبد العزيز أن من حقك أن تحلم وتفكر وتقرر، ولكن إذا غابت الرؤية الاقتصادية عن هذا الحلم فلا جدوى مما تفكر فيه وتحلم به، ومن هنا تشير إحصاءات شركة Nielson إلى أن 93 مليون أمريكى قد تصفح الصحف إلكترونيا خلال عام 2009، وتم تصفح 3.5 مليار صفحة خاصة بصحف إلكترونية.
ومع هذا من يعتقد أن الصحافة الإلكترونية صحافة مجانية فهو خاطئ، والدليل ما اتبعته صحيفة Wall Street Journal ونجحت فيه، بأن جعلت جريدتها الإلكترونية بمقابل مادى، والصحيفة الإلكترونية ليست كما يحدث من بعض الجرائد المصرية بأن تكون نسخة من الجريدة المطبوعة متاحة على الإنترنت.
والصحافة الإلكترونية مدفوعة الأجر لا تعتمد على تقديم خدماتها لكل شرائح المجتمع، ولكنها تعتمد على شريحة بعينها، كما تهتم بالتخصص فقارئ الرياضة لا يهتم بالإخبار الفنية، كما يمتاز المحتوى الإعلامى الخاص بالانفراد والموضوعات الحصرية، لأن الموضوعات التقليدية متاحة ومتوفرة فى المواقع المجانية.
وعدد عبد العزيز القيمة المضافة التى تقدمها الصحافة الإلكترونية فى إتاحة الأرشيف الصحفى لعملائها ولمشتركيها، إنتاج تقارير إخبارية صوتية وتليفزيونية لعملائها، تقديم خدمات إخبارية خاصة لعملائها تتفق مع خصائصهم الفردية وخدمات تتفق مع ميول كل مشترك وتفضيلاته. إرسال خطابات دورية تحتوى على أهم الأخبار التى تهم المشترك، بالإضافة إلى خدمات التحديث المستمرة، وخدمة الكلمات المتقاطعة على الإنترنت.
وأضاف عبد العزيز أن المؤسسات الإعلامية أمامها تحدى كبير، وهو الحفاظ على نسختها الورقية بجانب الإلكترونية، وخاصة وأن أغلب المؤسسات غير مؤهلة تأهيل كاف للصحافة الإلكترونية.
كما يقف أمام الصحافة الإلكترونية تحدٍ كبير فلا يزال القراء غير مقتنعين بفكرة الدفع مقابل الحصول على خدمة صحفية، خاصة فى ضوء وجود البديل المجانى، ولا تزال الخدمات المقدمة غير مؤهلة للبيع فى حد ذاتها، فى ضوء كونها تقليدية ولا تقدم إضافة حقيقية للقراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة