عمرو موسى يقرر زيارة الخرطوم وجوبا نهاية ديسمبر

أكد مجلس جامعة الدول العربية على أمن وسلامة وازدهار السودان المرتبط عضويا بأمن وسلامة العالم العربى، وأعرب المجلس فى دورته غير العادية على مستوى المندوبين برئاسة العراق عن تضامنه مع السودان والتزامه بسيادته واستقلاله وإحلال السلام والاستقرار فى مختلف ربوعه، والعمل على ضمان مستقبل سلمى ومزدهر للشعب السودانى، مشددا على مبدأ الحفاظ على الوحدة الترابية لكافة الدول العربية.

ورحب المجلس بالجهود المبذولة من الجامعة العربية وأمينها العام من أجل دعم فرص جعل الوحدة خياراً جاذباً، ونوه بالزيارة التى سيقوم بها موسى فى هذا الإطار إلى السودان خلال الأسبوع الثانى من شهر ديسمبر القادم.

وقد بحث مجلس الجامعة على مدار خمس ساعات متصلة الأوضاع فى السودان فى ضوء قرب موعد إجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير، تنفيذا لاتفاق السلام الشامل والجهود الجارية لحل القضايا العالقة أمام شريكى السلام، وكذلك تطورات الأوضاع فى دارفور والعمل على إنجاح مباحثات سلام الدوحة بين حكومة السودان والحركات الدارفورية المسلحة، وبحث المسيرة التنموية التى تقوم بها الجامعة والدول الأعضاء لصالح جنوب السودان ودارفور وشرق السودان.

وقد قدم المندوب الدائم للسودان عبد الرحمن سر الختم تقريرا بشأن تطورات الأوضاع فى السودان، كما شهدت الجلسة مداخلات الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وعدد من رؤساء الوفود.

وأعرب المجلس عن ترحيبه بالجهود المبذولة من قبل شريكى السلام السودانيين لتسوية جميع القضايا العالقة فى عملية تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وتيسير تنظيم الاستفتاء فى 9 يناير المقبل وفى مناخ سلمى ونزيه وذى مصداقية وشفافية وبعيداً عن أى تدخلات أو ضغوط، وبرقابة دولية فاعلة تشارك فيها جامعة الدول العربية، ورحب المجلس بجهود الأمانة العامة لنشر فريق فنى لمراقبة الاستفتاء.

كما رحب المجلس بالاتفاق الإطارى الذى توصل إليه الجانبان السودانيان فى 13نوفمبر بعنوان "إطار عمل لتسوية المسائل المعلقة المتصلة بتنفيذ اتفاق السلام الشامل ومستقبل العلاقات بين شمال السودان وجنوبه"، تحت رعاية لجنة الاتحاد الإفريقى رفيعة المستوى حول السودان الذى أكد على ترسيخ مبدأ دوام لجوء الأطراف إلى الطرق السلمية فيما يخص تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، والتزام الجانبين على العمل على إجراء استفتاء ناجح وذى مصداقية، وعدم العودة إلى الحرب، وترسيخ دعائم السلم والاستقرار والتكامل فى ربوع السودان.

وأكد المجلس على ضرورة التنفيذ العاجل لقرار مجلس جامعة الدول العربية المنعقد فى دورة استثنائية على مستوى القمة فى سرت 9 أكتوبر الماضى بشأن تقديم دعم فورى قيمته مليار دولار أمريكى على نحو عاجل لجمهورية السودان ترسيخاً لجهود السلام والتنمية فى ربوع السودان.

وفيما يتعلق بتطورات جهود السلام فى دارفور قدر المجلس عالياً الجهود الحثيثة التى تقوم بها دولة قطر للوصول إلى اتفاق سلام شامل ونهائى من خلال مفاوضات السلام الجارية فى الدوحة، ودعم الجدول الزمنى الذى أصدرته الوساطة المشتركة فى شهر نوفمبر للتوصل إلى الاتفاق النهائى للسلام، والجهود الحثيثة لكل من ليبيا ومصر للمساهمة فى توحيد المواقف التفاوضية للحركات المسلحة الدارفورية بغية الوصول إلى اتفاق نهائى. ودعا المجلس إلى تخلى بعض الحركات المتمردة عن أى تصلب فى المواقف والتجاوب مع الجهود العربية والإقليمية والدولية لاستئناف العملية السلمية، فى إطار ما دعت إليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأكد عليه البيان الرئاسى لمجلس الأمن الصادر فى 16 نوفمبر.

كما رحب بالدور البارز للجامعة العربية فى معالجة الأوضاع الإنسانية فى دارفور وتحويل مسار المساعدات الإنمائية من مرحلة الإغاثة العاجلة إلى الإنعاش الاقتصادى، كما رحب بالدور المتنامى للمنظمة العربية للتنمية الزراعية فى هذا الإطار، ودعا إلى مشاركة فاعلة لجميع المنظمات العربية المتخصصة فى هذه المسيرة التنموية.

وبالنسبة لشرق السودان، رحب المجلس بمبادرة دولة الكويت استضافة مؤتمر المانحين الدولى لإعادة إعمار وتنمية شرق السودان فى الفترة من 1-2 ديسمبر 2010، وبالجهود المبذولة من كل من الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى، والبنك الإسلامى للتنمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، بالتعاون والتنسيق مع حكومة السودان للإعداد لهذا المؤتمر، وحث الدول وصناديق التمويل العربية والغرف التجارية والمنظمات غير الحكومية العربية على المشاركة الإيجابية فى المؤتمر للمساهمة فى مجال إعادة الإنعاش الاقتصادى والإعمار والتنمية والحد من الفقر وتوفير الخدمات الأساسية فى شرق السودان.