ورميتنى بين جدران أربعة وصرت لى كالغريب
أنا أبوك الذى أنجبتك فكيف ترضى لى التعذيب
كنت أنتظر أن تحنو على وترعانى ففعلت بى شىء عجيب
تخليت عنى وقسوت على كأننى شىء نجس معيب
وأنا الذى حملتك على يدى وأنت طفل صغير
والذى أنفقت عليك وربيتك حتى صرت رجلا كبير
والذى عشت لأبعد عنك الأحزان وأملأ قلبك بالسرور
وبكيت لأحزانك وكنت لك السند والنصير
وفى أفراحك ابتهج قلبى وتمنيت لك الخير الوفير
وحرمت نفسى من أشياء كثيرة لكى تعيش مسرور
فقد كنت أنام جوعانا لكى تشبع ولا تجوع
وكنت أكتسى الوضيع من الملابس لكى تكتسى أنت الرفيع
وأضعت صحتى فى خدمتك وتحملت العبء الفظيع
وكنت أقول ابنى ثم ابنى ثم ابنى ولا يهم أنا أن أضيع
فكيف أنت الآن يا ولدى تفعل بى هذا الفعل الشنيع
كيف تقهرنى وتعلمنى الاستسلام والخضوع
أنا أبوك فكيف تسيل دموعى وتجرح قلبى الموجوع
كيف تحرقنى يا ولدى وتغرقنى فى بحر الدموع
وتنزف دماء قلبى وتصيرنى مخدوع
هل هذا جزاء تضحيتى بعدما صار لك شأنا بين الجميع
هل قتلك لأبيك شىء مشروع
يا ولدى كيف أعطيك بيتى فتخرجنى منه بلا رجوع
أليس إنى أبوك قل لى بصوت مسموع
فكيف يا فلذة كبدى ترضى لى هذا العذاب
وكيف نسيت دمى فى عروقك وغدرت بى بلا أسباب
يا ولدى ارجع إلى وساعدنى فأنا أحب الأحباب
وخذنى من مكان سجنت فيه أيامى به كالسراب
وأنقذنى وأنقذ نفسك يا ولدى قبل يوم الحساب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
