أكدت الكاتبة والصحفية الفرنسية دونيز آمون أن الشعب الفلسطينى شعب كسول، لا يسعى لتحقيق السلام مع إسرائيل، رغم رغبتهم فى تحقيقه، كما أنهم يستمرون فى الصراعات الداخلية بينهم، فى إشارة منها للصراعات القائمة بين حركتى فتح وحماس.
وأضافت دونيز، خلال الندوة التى نظمها المركز الثقافى الفرنسى أمس احتفالا بصدور كتابها الجديد "العرب والسلام بين الحرب والدبلوماسية: 1977- 2010"، أن مصر والسعودية وقطر تعتبر من أكثر الدول العربية التى وقفت بجانب القضية الفلسطينية، مبررة ذلك بأنهم كانوا يحاولون التوصل للسلام بشتى الطرق ومساعدة الشرق الأوسط على تحقيق السلام.
واستطردت قائلة، إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سعى بشتى الطرق للتوصل لحل القضية الفلسطينية، وعرض حل الدولتين على الطرفين، إلا أن أوباما مكبل بعدد من القيود منها، ضغط اللوبى اليهودى عليه، واصفة أوباما بأنه رجل مخلص وليس رجل الكلام المعسول الذى يغازل به العرب والمسلمين.
وأكدت أنه لايمكننا الإبقاء على الوضع الحالى من تعطل مفاوضات السلام، لأن ذلك يفيد إسرائيل ولا يفيد العرب فى شىء. مضيفة أن رهن استكمال المفاوضات بضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلى يعطل من حل المشكلة، لذا ينبغى أن تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات فى أقرب وقت ممكن.
وأشارت دونيز آمون إلى أن اغتيال السادات كان بمثابة فرصة ضائعة لحل المشكلة الفلسطينية، وذلك بسبب الجهود التى كان السادات قد بدأها مع الإسرائيليين للتفاوض، والتى كان من المحتمل أن تؤتى بثمارها.
ومن الفرص الضائعة الأخرى التى سردتها دونيز أن جورج بوش الأب كان قد وعد بحل القضية الفلسطينية، مشكلة الشرق الأوسط، بشرط مساعدة الدول العربية فى إقناع صدام حسين بالانسحاب من الكويت بعد غزوه لها عام، 1990، إلا أن هذا لم يتحقق أيضا.
وكشفت آمون عن لقاء بين الرئيس مبارك والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، حيث قالت إن هذه المقابلة كانت مهمة للغاية، حيث أدت إلى عودة العلاقات بين كافة الدول العربية وبين مصر بعد قطع هذه العلاقات حينما قام الرئيس السادات بزيارة إسرائيل فى عام 1977.
وأضافت أن عرفات حاول بشتى الطرق وأجرى مقابلات سرية مع الإسرائيليين لإجراء السلام، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل وأدت إلى اغتياله فى عام 2004، مشيرة إلى أن محمد صبيح "المدير العام للشئون الفلسطينية بالجامعة العربية" أكد لها أن ياسر عرفات تم اغتياله وقتله، مضيفة أن محمود عباس أبو مازن الذى تولى خلفا لعرفات رئاسة السلطة الفلسطينية لم يستطع أيضا التوصل لحل، كما أن ليس له "كاريزما" مثل عرفات، مما أدى لتوتر العلاقات وتعقدها بشكل أكبر بين حماس وفتح.
وأوضحت أن إسرائيل تريد طرد عرب 48 من أراضيها، مبررة ذلك بأن الإسرائيليين يعيشون فى حالة من الخوف والذعر من تزايد عدد السكان ذوى الأصول الفلسطينية خوفا من غزوها، لأن معدل إنجاب الإسرائيليين منخفض للغاية مقارنة بالفلسطينيين، مؤكدة أن حل المشكلة الفلسطينية يتمثل فى تدويل المناطق المقدسة، والسماح لليهود والمسيحيين والمسلمين بالتواجد فيها دون قيود.
وعن كتابها الجديد "العرب والسلام" أوضحت دونيز أنها اختارت هذا العنوان للكتاب لأن جزءا كبيرا من الرأى العام الأوروبى لديه اعتقاد أن العرب لا يرغبون فى تحقيق السلام، إلا أنها أرادت أن تثبت لهم عكس هذا، مضيفة أن الكتاب سرد بشكل أساسى الرحلة التاريخية التى قام بها السادات لإسرائيل، واعتبرت هذه الخطوة فكرة ناجحة فى طريق حل المشاكل مع إسرائيل، حيث فوجئ الإسرائيليون بحديث السادات أمام الكنيست الذى شكل لهم مفاجأة سارة، لكن خطاب مناحم بيجن تعليقا على خطاب السادات كان هو المفاجأة الأكبر، حيث قال بيجن إن الإسرائيليين لن يتخلوا أبدا عن الضفة الغربية.
كاتبة فرنسية: الفلسطينيون كسالى ولا يسعون للسلام مع إسرائيل
الجمعة، 26 نوفمبر 2010 05:31 م
الكاتبة والصحفية الفرنسية دونيز آمون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة