واصلت الصحافة العالمية انتقادها للنظام والمصريين بشكل عام قبل انتخابات مجلس الشعب المقررة بعد غد، الأحد، وفيما اعتبرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن الديمقراطية ستكون "الخاسر الوحيد" فى الانتخابات المقبلة، تهكمت صحيفة وول ستريت جورنال من المصريين وزعمت أن "أقرب طريق لصوت الناخبين معدتهم".
"منذ عام 1978 لم يفشل الحزب الوطنى فى تحقيق أغلبية ثلثى المقاعد فى مجلس الشعب".. هكذا بدأت الإيكونوميست تقريرها المنشور اليوم، الجمعة، مشيرة إلى أن الكثير من المصريين لن يزعجوا أنفسهم بالذهاب للاقتراع، وأن مصر ظلت فى حالة من الاستقرار طوال ثلاثة عقود، لكن قشرة الديمقراطية أفرزت طبقة حاكمة تبتعد بشكل متنام عن الشعب الذى تزداد مرارته.
وتوقعت المجلة أن تكون انتخابات مجلس الشعب القادمة فى صالح النظام الحاكم على حساب الديمقراطية، ربما بشكل لم يحدث من قبل، إلا أن هذه الانتخابات لن تنقصها الدراما، فالافتات والمسيرات الصاخبة خلقت جواً كرنفالياً أفسدته الاشتباكات البشعة بين المرشحين المتنافسين التابعين للحزب الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين.
وعلقت المجلة على رفض اللجنة العليا السماح لعدد كبير من منظمات المجتمع المدنى بمراقبة الانتخابات، واعتبرته اختباراً مبكراً لحياديتها، وأشارت إلى منع دخول الكاميرات إلى اللجان الانتخابية، فيما يعد محاولة من الحكومة لمنع تكرار ما حدث عام 2005 بالكشف عن المخالفات التى وقعت داخلها.
ويبدو أن الحكومة، كما تقول الإيكونومست، حريصة على تخفيض عدد مقاعد الإخوان فى البرلمان إلى أقل من 30 بدلاً من 88 مقعداً، وربما يحدث فارق بالنسبة لبعض الأحزاب العلمانية، التى فشلت فى الحصول على حفنة من المقاعد فى الماضى، فسبب ضعفها هيمنة الحزب الحاكم.
من جهتها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن أقرب طريق إلى أصوات الناخبين فى مصر معدتهم، مشيرة إلى أن اللحوم التى يوزعها المرشحون مجانا فى دوائرهم الانتخابية هى التى تقرر نتيجة الانتخابات المصرية. ولفتت إلى أن المرشحين للانتخابات البرلمانية انتهزوا تضخم الأسعار بما يصل إلى 20%، من خلال توزيع لحوم وأطعمة مجانية على الناخبين.
ونقلت الصحيفة عن جيهان إبراهيم، الناشطة بحزب التجمع، قولها: "بالنسبة لكثير من الناس فى الأحياء الفقيرة، فبالنظر إلى ظروفهم القاحلة، أهم شىء يحرصون عليه هو الحصول على وجبة أو إطعام أطفالهم". وأضافت، "إن الناس فى الأحياء الفقيرة يحبون فكرة الأموال والأطعمة مقابل التصويت، ومن هنا يتنافس المرشحون حول من يمنح أكثر".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بالنسبة لكثير من المصريين البسطاء، فإن الحصول على طعام كاف أهم كثيراً من الأفكار السياسية، وقد ارتفعت أسعار الأطعمة خلال هذا الصيف بقوة، مثل زيادة أسعار الطماطم التى لا غنى عنها بنسبة 300% مما أثار المخاوف من تكرار التوترات التى وقعت فى 2007- 2008 حينما سجلت أسعار الغذاء ارتفاعاً ضخماً أدى إلى أعمال شغب فى مصر وحول العالم.
وقال مصدر مقرب من الحكومة المصرية، رفض ذكر اسمه، إن الفجوة تزداد اتساعا بين الفقراء والأغنياء فى مصر، مع تبخر الطبقة المتوسطة التى تقود التغيير وتمثل توازناً.
ويقدر بهجت قرنى، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الأموال التى أنفقها الحزب الوطنى الديمقراطى على الدعاية الانتخابية بـ 10.4 مليون دولار، فى تجاهل صارخ لسقف الإنفاقات الانتخابية التى حددتها اللجنة العليا للانتخابات.
ويرى على الدين هلال، أمين لجنة الإعلام بالحزب الوطنى، أن انتشار توزيع الأطعمة مجانا بشكل كبير هذا العام جاء بسبب تزامن موسم الانتخابات مع شهر رمضان ومن بعده عيد الأضحى. وأوضح أن "توزيع أضاحى على الفقراء واجب دينى على القادرين، لكن المرشحين استغلوا الأمر فى الدعاية الانتخابية".
وأكد هلال أن مرشحى جميع الأحزاب يحاولون رشوة الفقراء بالأغذية وغيرها من الأشياء المجانية، مستخدمين الشعائر الدينية ذريعة لتحقيق مكاسب سياسية، فما حدث مزج الواجب الدينى بالطموح السياسى.
الصحافة العالمية تواصل اهتمامها بانتخابات الأحد المقبل.. "الإيكونوميست" تؤكد حسم النتائج لصالح الحزب الوطنى.. و"وول ستريت جورنال": أقرب طريق لصوت الناخب معدته
الجمعة، 26 نوفمبر 2010 08:30 م
الدعاية الانتخابية تملأ شوارع مصر قبل أقل من يومين على الانتخابات