لأكثر من ساعتين امتد حوارنا مع المهندس سامح فهمى وزير البترول والثروة المعدنية.. رنين هاتفه المحمول لم يتوقف، فالانتخابات على الأبواب، وساعة الحسم اقتربت، والمنافسة فى دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة التى يخوضها الوزير مرشحا عن الحزب الوطنى ساخنة للغاية وملتهبة، والاتصالات لا تتوقف للاطمئنان على الترتيبات النهائية قبل أمتار قليلة من السبق الانتخابى المثير.
انشغال الوزير بالانتخابات لا يمنعه من متابعة مسؤولياته الوزارية بصفته الوزير المسؤول عن أهم مصادر الثروة فى مصر، وأحد أهم مصادر دخلها القومى، فالمهمة مزدوجة والعبء ثقيل، والانتخابات كما يراها «ليست نزهة» والاستعدادات على قدم وساق، وجولات الوزير الليلية والنهارية بين مناطق وعزب الدائرة تعكس قوة المنافسة، فالانتماء للحزب الحاكم وحده ليس ضمانة للفوز.
الوزير المشغول بالانتخابات لم ينس فى حواره معنا، أن يتكلم عن مستقبل مصر فى الطاقة والثروة البترولية، واكتشافات الغاز المبشرة ومناجم الذهب التى ألهبت خيال المصريين..تحدث بكل صراحة وبالأرقام عن البترول والغاز والذهب ومستقبل الطاقة والتنمية، وبدورنا سألناه عن «بحور الغاز» التى تسبح فيها مصر، وأكدتها هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، وعن الذهب الأسود والأصفر، وعن أزمة البوتاجاز، والكهرباء، ومصانع الأسمنت الجديدة. أمور كثيرة تتعلق بالوزارة والوزارات الأخرى، ومسائل فنية باستيراد وتصدير الغاز، تحدث فيها المهندس سامح فهمى وشرحها ببساطة مدهشة، بلغة المهندس خبير التخطيط، والعالم ببواطن «اللعبة الدولية» فى الغاز والبترول. والأرقام كانت حاضرة من خلال مسؤولى الوزارة الذين أصر الوزير على حضورهم الحوار.. المهندس طارق الحديدى وكيل الوزارة لشؤون الغاز، والجيولوجى مصطفى البحر رئيس الهيئة العامة للثروة المعدنية والمسؤول عن ملف «مناجم الذهب».
الأسئلة كانت متدفقة فى كل اتجاه، والوزير لا يبخل بالإجابة والشرح والتبسيط فى أمور تبدو فنية ومعقدة، ولكن آثرنا برغبة مشتركة مع المهندس سامح فهمى، أن تكون الانتخابات محور الجزء الأول من الحوار على أن ننشر الحوار كاملا فى الأعداد المقبلة، «فلا صوت الآن يعلو فوق صوت المعركة الانتخابية»، والناس تريد أن تعرف ماذا يدور فى عقل الوزير تجاه أبناء الدائرة الساخنة، وطموحه لكل ساكنى مدينة نصر ومصر الجديدة والعزب والمناطق الصعبة التابعة لها، فهو «واحد من الناس» وابن دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة، والمولود فيها عام 1949، فلم يهبط عليها بـ«البراشوت» كما يروج منافسوه، منزل العائلة فى الخمسينيات والستينيات كان مجاورا لمنزل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وأسفرت المجاورة عن علاقة مصاهرة، فشقيقة الوزير هى زوجة الدكتور مهندس خالد جمال عبدالناصر.
فى الانتخابات تحدث الوزير- بحضور أشرف الشريف الأمين العام المساعد للحزب الوطنى فى مدينة نصر- عن أجندته المتنوعة والمبتكرة لخدمة أبناء دائرته.. والتى ترتكز على حلول واقعية لكل مناطق الدائرة فى الهجانة والعرب وأحياء مدينة نصر ومصر الجديدة.
يرفض أن يطلق على نفسه «صائد الإخوان»، خصوصا بعد فوزه على الإخوان دورتين متتاليتين فى انتخابات الشورى، فهو كما يقول «يحترم كل المنافسين أمامه»، فالإخوان ليسوا وحدهم فى الدائرة، فهناك 28 منافسا من الأحزاب السياسية تتنافس فى الدائرة.
فكونه وزيرا فى الحكومة، لا يعنى استغلالا لمنصب أو نفوذ، فالكل ملتزم أمام الحزب الوطنى بمعايير الموضوعية، فالوزير يدخل الانتخابات بنفس القواعد والشروط المطبقة على الأعضاء.. مر بالمجمع الانتخابى ثم استطلاعات الرأى، بالتالى لا فضل لوزير على مرشح آخر إلا بمؤهلاته وسيرته الشخصية والسياسية، وسمعته الجيدة، وقدرته على خدمة أبناء دائرته.
يقول إنه لايرى تناقضا بين ممارسة الوزير لمنصبه، وكونه عضوا فى البرلمان، حيث إن الوزير يتقدم لمناقشة أى مشكلة يراها، ودائما ما يتوصل إلى حلها بصفته عضوا فى الحكومة.
فالوزير يحصل على معلومات عن المشاكل والأزمات من أصحابها، تفتح أمامه الطريق لإيجاد الحلول على أرض الواقع.
الوزير النائب فى اجتماعات مجلس الوزراء.. يختلف كلامه وتصريحاته عن كلام زميله الوزير العادى.. الوزير النائب يتحدث بلسان الناس ونبض الشارع.
يخوض سامح فهمى الانتخابات وفقا لبرنامج انتخابى واضح يستند على خطة واستراتيجية طويلة الأمد لخدمة أهالى الدائرة، هكذا يقول فى حواره مع «اليوم السابع»، حيث أكد العمل على تطوير دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر، لتكون نموذجا اجتماعيا راقيا، والعمل على تطوير خدمات المرافق العامة من مياه، وصرف صحى، ورصف الطرق، وتحسين إنارة الشوارع، والمساهمة فى إنشاء مشروعات خدمية، يستفيد منها أبناء الدائرة.
وأهمية العمل على تحسين وتطوير الخدمات الاجتماعية، وتطوير المراكز الطبية القائمة، وتزويدها بالأجهزة الحديثة، وتنفيذ مشروعات اقتصادية بالتمويل الذاتى من أبناء الدائرة القادرين لصالح غير القادرين.
وأشار فهمى إلى تأسيس جمعية الانتماء والأمل الخيرية لتقديم المساعدات والرعاية لغير القادرين من اليتامى والأرامل والمسنين، والمساهمة فى إنشاء مجمع حديث للمدارس الفنية، وتطوير الخدمات الاجتماعية والصحية والرياضية، وتجهيز 3 مراكز متطورة للتدريب على علوم الحاسب الآلى بالمجان، بالإضافة إلى تطوير كلية البترول والتعدين بالتعاون مع وزارة التعليم العالى، وتوفير فرص الحج والعمرة، والاهتمام بدور العبادة، وإنشاء جمعية أبناء السويس الخيرية لتقديم المساعدات لغير القادرين.
ويتضمن البرنامج الانتخابى للوزير دعم دور المرأة فى المجتمع، والتعاون مع الجهات المختصة لتطوير مراكز الشباب القائمة، وإنشاء مراكز جديدة، والمساهمة فى تطوير المدارس ودور العلم بالتعاون مع أبناء الدائرة، والتنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذ خطة الدولة لإخلاء مصر الجديدة ومدينة نصر من مستودعات البوتاجاز، وإحلال الغاز الطبيعى.
كما يتضمن البرنامج الانتخابى التعاون مع الصندوق الاجتماعى للتنمية، لإنشاء مشروعات تنموية صغيرة لأبناء الدائرة، والتنسيق مع الجهات المختلفة للاهتمام بالنظافة، من خلال تنفيذ مشروعات جديدة تخدم الهدف، والمعاونة فى إيجاد فرص عمل لأبناء الدائرة بمشاركة أصحاب الأعمال القادرين، وإنشاء مراكز لتدريب وتأهيل الشباب للعمل بالقطاعات المختلفة.
ورغم برنامجه الطموح، فإن سامح فهمى يؤكد ضرورة أن يدرك المرشح أن حصوله على تلك الأصوات فى الصناديق الانتخابية، يعنى أن هذه هى بداية علاقة اجتماعية وسياسية، وأن الصوت الانتخابى الذى يحمل اسمه، بمثابة عقد اتفاق بين طرفين، يلتزم الناخب بمنح صوته للمرشح مقابل أن يلتزم المرشح بالدفاع الأبدى عن مصالح الناخبين، ويحميهم ويساعدهم ويعاونهم على متطلبات معيشتهم.
وإلى نص الحوار..
فى حال نجاحك خلال الدورة الحالية.. ماأهم الخدمات التى ستقدمها لأهالى دائرتك؟
- عاهدت نفسى أمام الله، أن أخوض الانتخابات وفقا لبرنامجى الانتخابى والذى يستند على خطة واستراتيجية طويلة الأمد، لتنمية أهالى الدائرة، وسوف نعمل على تنفيذه.. يقوم على عدد من الخدمات، بالإضافة إلى عدد من الخطط التنموية الأخرى، كما أننى على استعداد لتلبية طلبات أبناء الدائرة مهما كانت كبيرة، كما أن هناك عددا من الأحياء التى تحتاج إلى إعادة تطوير، منها على سبيل المثال الهجانة والتى تحتاج لمزيد من الخدمات، وعزبة العرب، حيث يحتاجون إلى مزيد من الخدمات، بالإضافة إلى إعادة تخطيط مصر الجديدة لتتواكب مع الأحياء العالمية.
لدى خطط طموحة للقضاء على عدد من المشكلات التى سوف أعمل على حلها، لأننى مازلت أذكر مصر الجديدة فى جمالها من 40 سنة، وأنا حريص على أن أعيدها إلى رونقها وجمالها، فالمشكلة الأولى هى المرور، والخطة الموضوعة بها تنسيق كامل مع الحزب والحكومة، أما المشكلة الأخرى فتتعلق بـ«القمامة»، إضافة إلى مشكلة البطالة والتشغيل، وأخيرا المدارس.
وما أهم محاور وأهداف برنامجك الانتخابى؟
- البرنامج يعتمد على 7 محاور تنبثق عن البرنامج الانتخابى الشامل للحزب الوطنى الديمقراطى، والذى يأتى تعبيراً عن آمال وطموحات كل المواطنين، ويتضمن أيضا العمل على تطوير دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر، لتكون نموذجاً اجتماعياً راقياً، والعمل على تطوير خدمات المرافق العامة من مياه، وصرف صحى، ورصف الطرق، وتحسين إنارة الشوارع، بالإضافة إلى المساهمة فى إنشاء مشروعات خدمية يستفيد منها أبناء الدائرة، والعمل على تطوير وتحسين الخدمات الاجتماعية، والعمل على تطوير المراكز الطبية القائمة، وتزويدها بالأجهزة الحديثة، وتنفيذ مشروعات اقتصادية بالتمويل الذاتى من أبناء الدائرة القادرين لصالح غير القادرين.
ولكن هناك العديد من المناطق والتى تعانى من نقص الخدمات فكيف ستصل لها؟
- هناك أسلوب علمى يتم الاعتماد عليه للوصول إلى متطلبات الدائرة، وتم البدء بها فى مدينة نصر من خلال عدة استطلاعات للرأى بواسطة فريق متخصص، يجوب كل أرجاء الدائرة للتعرف على الاحتياجات، وتم التوصل إلى احتياج الدائرة، حيث تحتاج إلى عدد من الخدمات سوف نعمل على تحقيقها، خاصة وأننا نعمل من خلال حزب قوى، له تواجد بالشارع يعمل وفق خطط تنسيقية مع الحكومة، لرفع أية معاناة عن المواطن وتلبية احتياجاته.
كما أننى أتعهد بتقنين أوضاع أراضى الدولة فى الدائرة فى مناطق عزبتى العرب والهجانة أسوة بالدوائر الأخرى، فنحن لا نقل عن أى دائرة أخرى.
أُطلق عليك صائد الإخوان، خصوصا بعد نجاحك أمام الإخوان فى انتخابات السويس على مقعد الشورى على مدى دورتين سابقتين.. إلى أى مدى ترى المنافسة بينك وبين مرشح الإخوان؟
- لا أحب هذا المسمى، وأؤكد أننى احترم أى منافس لى، سواء كان من الإخوان أو من أية أحزاب أخرى، وعضوية البرلمان مسؤولية كبيرة أمام الله لكل نائب، وأنا لا أبحث عن المناصب، ويحاسبنى الله إذا لم أقم بخدمة الوطن على أكمل وجه، كما أن الدائرة كبيرة وتحتاج لـ 10 نواب يخدمونها، ولابد من خلق حراك اجتماعى وسياسيى، يحمى عمليات التنمية، ويرفع درجة المشاركة الشعبية فى العملية السياسية والانتخابات من وجهة نظرى ليست أصواتاً فى صناديق انتخابية، يحصل عليها المرشح ثم يختفى، ولكن لابد أن يدرك أن حصوله على تلك الأصوات فى الصناديق الانتخابية، يعنى أن هذه هى بداية علاقة اجتماعية وسياسية، وأن الصوت الانتخابى الذى يحمل اسمه بمثابة عقد اتفاق بين طرفين، يلتزم الناخب بمنح صوته للمرشح، مقابل أن يلتزم المرشح بالدفاع الأبدى عن مصالح الناخبين، ويحميهم ويساعدهم على متطلبات معيشتهم.
تجربة الوزراء داخل البرلمان، والتناقض بين دوره كعضو، وكونه وزيرا، حيث دائما نرى الوزراء يحضرون إلى مجلس الشعب للرد على طلبات الإحاطة.. فهل من الممكن أن نرى سامح فهمى بعد نجاحه، يتقدم بطلب إحاطة لمناقشة قضية معينة بصفته عضوا فى البرلمان ومعنيا بمشاكل الدائرة المرشح أمامها؟
- لا يوجد تناقض بين ممارسة الوزير لمنصبه كوزير داخل البرلمان، وكونه عضوا فى البرلمان، والوزير يتقدم لمناقشة أى مشكلة يراها، ودائما ما يتوصل إلى حلها بصفته عضوا فى الحكومة، حيث إن دور عضو البرلمان هو خدمة المواطنين من خلال الحكومة، أو رفع متطلباته للحكومة، كما أن هناك العديد من البرامج والاستراتيجيات التى تحتاج أن يكون النائب لديه القدرة والخبرة لتنفيذها وتحقيقها، وأن يتبنى النائب برامج واستراتيجيات لتحقيقها.
هل لديك تصور لذلك؟
- نعم فهناك أنظمة مثل النظام الأمريكى، والإنجليزى يستهدف تبنى استراتيجيات ويتم تنفيذها، وأنا أستهدف تطبيق ذلك حالة نجاحى فى الدورة الحالية، لتقديم برامج واستراتيجيات يتم تقديمها للدولة، وذلك مسموح به عالميا، حيث لابد أن نصل إلى النضج السياسى.
سامح فهمى وزير البترول ومرشح «الوطنى» لـ«اليوم السابع»:
سامح فهمى: أحترم جميع المنافسين فى دائرة مدينة نصر.. أخوض الانتخابات القادمة ببرنامج وخطة واضحة لخدمة أهالى الدائرة
الخميس، 25 نوفمبر 2010 08:47 م
سامح فهمى وزير البترول
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة