فجر الإعلان المفاجئ عن بيع شركة "أوراسكوم تيلكوم" حصتها فى تونيزيانا التونسية لشركة الاتصالات القطرية الكثير من التساؤلات التى حاول المراقبون الإجابة عليها إلا أنهم اختلفوا فى تفسيرها..
أهم هذه التساؤلات: هل هناك علاقة بين بيع تونيزيانا وما يحدث لأوراسكوم فى الجزائر؟ وما سر تنفيذها المفاجئ فى هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا بيعت لاتصالات القطرية؟ التى اشترت من قبل "هارودز" من الملياردير المصرى محمد الفايد فى لندن، ثم تشترى الآن تونيزيانا التونيسية، وهى نفسها التى يقول المراقبون، إنها تشجع الحكومة الجزائرية على موقفها من نجيب ساويرس وشركة "جيزى"..وهل لهذا كله علاقة بزيارة الرئيس مبارك الخليجية والتى ستبدأ غدا؟
هذه التساؤلات حاول خالد بشارة الرئيس التنفيذى لشركة أوراسكوم تليكوم الإجابة عليها عندما أكد أن بيع حصة الشركة فى "تونيزيانا" التونسية البالغة 50% كان متفقا عليه مع شركة فيمبلكوم الروسية، وهو ما ينفى احتمال فشل صفقة فيمبلكوم السابقة مع أوراسكوم، لافتا إلى أن اتصالات قطر قدمت أفضل العروض لشراء الشركة التونسية.
إلا أن المراقبين قالوا إن هذه الصفقة ما هى إلا التفاف من ساويرس على مشاكل "جيزى" فى الجزائر، أو تنفيذ لخطة مسبقة للخروج من الأسواق العربية خصوصا الجزائر وتونس خوفا من تقرار مأساة جيزى مرة أخرى فى تونس، وتركيز استثماراته فى دول أوربية وجنسيات أخرى تتعامل مع الاستثمار بشكل مختلف عن الدول العربية التى تحركها المشاكل الشخصية والسياسية بشكل كبير، ولا تحترم الاتفاقات الاستثمارية مع رجال الأعمال.
كما ربط البعض بين إتمام الصفقة حاليا فى نفس توقيت قيام الرئيس مبارك بزيارة دولة قطر فى إطار جولة خليجية تضم وفدا رفيع المستوى لمناقشة العديد من القضايا المهمة على رأسها التعاون الاقتصادى، وهو ما قد يعنى احتمال حث قطر خلال الزيارة للتدخل لحل مشكلة أوراسكوم فى الجزائر نظرا لعلاقتها القوية معها.
وفى الوقت نفسه أكد بشارة "أن أوراسكوم لن تقوم بعمل توزيعات نقدية للمساهمين، بسبب احتياجها لعائدات الصفقة فى دعم ميزانيتها وتوزيع عائداتها فى تسديد ديونها لدى البنوك، قبل الدخول فى مفاوضات مع الحكومة الجزائرية بشأن شركة "جيزى" أو اللجوء إلى التحكيم الدولى والذى قد يستغرق وقتا طويلا يتراوح بين عامين أو ثلاثة"، وهو ما يعنى تهديد مستقبل أوراسكوم بسبب تراكم الديون وربما تلقى نفس مصير شركة "ويند هيلاس اليونانية" بعدما سيطر حملة السندات عليها فى صفقة مقايضة ديون بأسهم مؤخرا فى ضربة قوية لساويرس.
إلا أن محمد النجار رئيس قسم الأبحاث فى مجموعة الميزلاولى للأوراق المالية، قال إن بيع "أوراسكوم تليكوم" لحصتها فى "تونيزيانا" قد يعنى ظهور بوادر لفشل صفقة فيمبلكوم الروسية والتى كانت تشمل حصة أوراسكوم فى الشركة التونسية، لاسيما بعد الخلافات بين كبار مساهمى فيمبلكوم، وبدء انفراجة أزمة "جيزى" الجزائرية.
وأوضح النجار أن دخول اتصالات قطر التى تمتلك شركة نجمة الجزائرية للهاتف النقال فى صفقة "تونزيانا" يشير إلى إمكانية قيام الشركة القطرية بالضغط لحل أزمة "جيزى"، لاسيما وأن قطر تتمتع بعلاقات قوية مع الجزائر، وبالتالى خروج المهندس نجيب ساويرس من أسواق شمال أفريقيا.
أما عمرو العراقى المدير التنفيذى لمركز معلومات مباشر للبحوث الاقتصادية، فقال إن التزامات أوراسكوم البنكية كانت سببا رئيسيا فى بيع حصتها فى "تونيزيانا"، موضحا أن المهندس نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة "اوراسكوم" يحاول التخلص من الأصول الصغيرة لزيادة ألسيولة والبحث عن فرص جديدة.
أما المهندس نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة، شركة "أوراسكوم تيلكوم" نفسه فأكد أن الصفقة تتماشى مع استراتيجية أوراسكوم الرامية إلى التصرف فى الأصول غير الأساسية لتقوية موقف السيولة بالشركة ودعم مركزها المالى فى الوقت الراهن، بالإضافة إلى إعادة ضخ استثماراتنا فى أسواق الشركة الأساسية.
وكانت أوراسكوم تليكوم قد أعلنت اليوم، أنها وقعت اتفاقية شراء أسهم مع شركة اتصالات قطر "كيوتل" لبيع كامل حصتها فى "أوراسكوم تونس القابضة"، و"قرطاج كونسورتيوم"، وهما شركتان تمتلك من خلالهما شركة "أوراسكوم تيلكوم القابضة" حصة قدرها 50% من شركة "أوراسكـوم تيلكـوم تونــس" "تونيزيانا"، وذلك مقابل 1,2 مليار دولار أمريكى.
خبراء: صفقة "تونيزيانا" التفاف من "أوراسكوم"على مشاكل "جيزى"
الخميس، 25 نوفمبر 2010 01:45 م
خالد بشارة الرئيس التنفيذى لشركة أوراسكوم تليكوم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة