تقرير: 100 مليار دولار تكلفة حرب أهلية جديدة بالسودان

حذر تقرير أوروبى - أفريقى من حجم الخسائر الهائلة سواء البشرية أو الاقتصادية محليا أو على المنطقة كلها حال تجدد الحرب بين شمال وجنوب السودان، والتى كلفت آخر جولاتها وانتهت فى 2005 باتفاق نيفاشا مليونى قتيل وملايين الجرحى والمشردين، فضلا عن الخسائر الاقتصادية الهائلة، متوقعا أن تتجاوز الكلفة الاقتصادية لتجدد الحرب 100 مليار دولار.

وقال التقرير الذى أعدته مجموعة من الخبراء الاقتصاديين الأوروبيين والأفارقة ونشرت نتائجه اليوم الخميس، إنه إذا تسبب استفتاء يجرى على استقلال جنوب السودان فى يناير القادم فى اشتعال حرب أهلية مع الشمال مجددا فان التكلفة سواء محليا أو فى المنطقة ككل ستصل إلى 100 مليار دولار، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يختار الجنوب الاستقلال فى الاستفتاء بموجب اتفاق للسلام عام 2005 أنهى أكثر من 20 عاما من الحرب الأهلية التى أسفرت عن سقوط مليونى قتيل، وفى الوقت ذاته يرغب الشمال بالتمسك بالمنطقة الجنوبية الغنية بالنفط.

وتحدث التقرير الذى نشرته شركة "فرونتير ايكونوميكس للاستشارات" عن أن تكلفة استئناف حرب أهلية فى السودان يتعدى 100 مليار دولار، فضلا عن أن التداعيات الاقتصادية ربما تتجاوز كل الحدود، وقال" التكلفة الإجمالية ستكون هائلة على وجه الخصوص بالنسبة للدول المجاورة للسودان وتصل إلى 34 % من ناتجها المحلى الإجمالى السنوى على مدى فترة 10 سنوات".

وأضاف التقرير "ربما تفقد كينيا وإثيوبيا أكثر من مليار دولار سنويا"، وذكر أن المنطقة ستبدو مكانا خطرا للاستثمار، كما سيتراجع طلب السودان على الواردات وستتعرض الموارد فى الدول المجاورة للضغط نتيجة تدفق اللاجئين فى الوقت الذى ستوجه فيه تلك الدول أموالا إضافية لجيوشها.

ويقدر هذا التقرير تكلفة الأعمال الإنسانية وقوات حفظ السلام التى من المفترض أن يوفرها المجتمع الدولى بما يصل إلى 30 مليار دولار إلى جانب خسارة السودان نحو 50 مليار دولار من الناتج المحلى الإجمالى من خلال العودة للحرب.

وتتصاعد التوترات بامتداد المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، واتهم جيش الجنوب قوات الشمال الأربعاء الماضى بشن ضربات جوية على إحدى قواعده، مما أسفر عن إصابة جنود ومدنيين فيما أسماه محاولة "لاستدراج السودان إلى الحرب"، وإذا تأكد هذا الهجوم فستكون ثانى غارة جوية على أراضى جنوب السودان هذا الشهر، ونفى جيش شمال السودان الهجوم.