فى الأزمات التى تنشب بسبب بناء كنيسة أو غيرها من الأحداث التى تأخذ بعدا طائفيا، هناك وجوه من الأفضل لها ألا تتحدث حولها، لأنها تأخذ ما يحدث إلى منحى طائفى تماما من شأنه أن يزيد من إشعال الفتنة، ومن هؤلاء المحامى نجيب جبرائيل الذى كان يقدم نفسه حتى وقت قريب باعتباره مستشار البابا شنودة، كما أنه رئيس ما يسمى بـ"الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان".
الشاهد على ما يفعله جبرائيل كان آخره أمس السبت تعليقا على أحداث كنيسة العمرانية والتى أسفرت عن مقتل شاب وإصابة 67 من بينهم رجال أمن، ففى كل التعليقات التى ذكرها جبرائيل فى وسائل الإعلام يقف على أرضية طائفية تماما ويتحدث بلغة تحريضية تشحن كل من يسمعه من الأقباط بطاقة غضب مدمرة.
لا يقدم جبرائيل نفسه بوصفه صوتا تصالحيا، صوتا يذكر الخطأ إن ارتكبه مسلم أو مسيحى، ويقدم الاقتراح المفيد لوقف شرارة الغضب فى الحالات التى تتطور كما وقع فى أحداث كنيسة العمرانية، وإنما يتعامل بوصفه صوتا طائفيا خالصا، أراه فى كثير من الأحيان يهدم ولا يبنى.
خطأ ما يفعله جبريل يؤجج من نار التطرف ليس على صعيد الإخوة المسيحيين، وإنما يرتب رد فعل على صعيد متطرف بين المسلمين، وهو الخطر الذى يستنزف طاقات، ويهدر إمكانيات بناءة يقوم بها علماء دين "مسلمين ومسيحيين".
ما حدث بالأمس من مظاهرات ليس فى محلها، هو جرس إنذار يحتاج إلى أصوات تتعامل مع ما حدث فى المسألة كلها، وفقا لمعايير قانونية يتم تطبيقها على بناء المساجد والكنائس والمنازل، وحتى لا تتكرر هذه المسألة يجب حشد الجهود من أجل إصدار قانون موحد لدور العبادة، يلزم كل الأطراف الإسلامية والمسيحية بمعايير واحدة فى بناء دور العبادة، وليس من المفهوم حتى الآن السبب فى تعطيل مثل هذا القانون الذى أخذ كثيرا من الوقت فى المناقشات حوله، دون أن يرى النور.
إصدار قانون موحد لدور العبادة من شأنه أن يفوت الفرصة على كل الأصوات التى تنتهز الفرصة لصب الزيت على النار، وهى الوسيلة التى تؤدى إلى ضياع شباب فى عمر الزهور، مثلما حدث فى مظاهرات أمس الأربعاء .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة