لم تمنع أحزان المهندس أحمد عز نائب الحزب الوطنى وأمين تنظيمه بعد وفاة والده، مواصلة دعايته الانتخابية فى دائرته «منوف- السادات- سرس الليان»، وضبط الإيقاع فيها عملا بمبدأ أنه لا يمكن الاستهانة بالمعركة فى الدائرة، ووسط توافد المعزين له، كان الملاحظ أن رجل الحزب القوى خصص ثالث أيام العزاء فى منوف بشارع الزراعة حتى لا يكبد أبناء الدائرة عناء السفر إلى القاهرة، وهو اليوم الذى توافد فيه أبناء الدائرة إلى عز لتقديم واجب العزاء، وكان هذا التصرف منه بمثابة الرد على كل من يزعم أنه دخيل على الدائرة وليس من أبنائها، ومع جلال الموقف الناتج عن حالة الموت، بدا توافد المعزين وكأنه حشد من التأييد الانتخابى لأحمد عز.
ضبط أحمد عز إيقاع دعايته الانتخابية يأتى هذه المرة على خلفية قرار جماعة الإخوان المسلمين لمنافسته بدفع مرشحها إبراهيم حجاج، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول الهدف من وراء هذه المعركة، وفيما ذهب البعض إلى أن هدف الإخوان هو إشغال عز بهذه المنافسة، لإضاعة فرصة اهتمامه بباقى الانتخابات فى عموم دوائر مصر، يرد أنصار عز فى الدائرة على ذلك بأن مرشحهم يعمل فى الدائرة وفقا لأسس تنظيمية متقنة، تجعله كما لو كان متواجدا فى الدائرة لحظة بلحظة، وهو بذلك يسير فى اتجاهين، الأول دوره كقيادى بارز فى الحزب الوطنى عليه متابعة الانتخابات فى كل دوائر مصر أولا بأول، ودوره كنائب المطلوب منه ليس الاهتمام بدائرته فقط، وإنما التعامل مع مجلس الشعب بوصفه جهة التشريع والرقابة، ومع ذلك واصل عز دوره فى تقديم الخدمات للدائرة.
دخل الإخوان المعركة مسلحين بالهجوم ضد أمين التنظيم بوصفه أحد أكبر خصومهم، بينما كان عز يواصل ترسيخ قواعده فى أكثر من جهة، وذلك بتوزيع مساعدات عينية على كل الأسر الفقيرة فى الدائرة، بالإضافة إلى توزيع مصاحف على تلاميذ الكتاتيب، وتسليم جوائز للمتفوقين فى حضور أولياء أمورهم، ودخل فى هذا النطاق أيضا توزيعه أسمدة على الفلاحين بحسب المساحة المثبتة فى البطاقات الزراعية، وطبق هذا النموذج فى مدينة سيرس الليان، ويتضافر هذا الجهد مع مؤسسة «العز لتنمية المجتمع» التى قامت أيضا بتخصيص أتوبيسات مجانية لمدينة السادات.
تضافر الخدمات التى يقدمها أمين التنظيم، جعلت المواجهة من جماعة الإخوان له صعبة بكل المقاييس، وفى هذا السياق، لجأ مرشح الإخوان إلى القول بأن عز يكتسب قوته من خلال نفوذه السياسى، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه حدث تبادل للاتهامات بين الطرفين حول تقديم الخدمات للدائرة، وعلى سبيل المثال حازت عملية إدخال الغاز الطبيعى لمدينتى سرس الليان ومنوف على جدل بين الطرفين، ففيما ذكر نائب كتلة الإخوان عبد الفتاح عيد أنه حصل على موافقة بإدخال الغاز وتم التنفيذ بالفعل، أكد رئيس المجلس المحلى لمدينة منوف أن أحمد عز هو الذى قام بتوصيل الغاز إلى المدينتين، وأكد مجلس المدينة المعنى نفسه، وفيما يؤكد أحمد عز مواصلة دوره الخدمى فى الدائرة، يقف المشهد الأخير للانتخابات فيها عند طريقة استعداد الطرفين لإدارة العملية الانتخابية يوم الانتخابات، وفيما يركز الإخوان على طابعهم السرى فى عملية الحشد، يركز أحمد عز على التعبئة العامة لحشد الناخبين يوم الانتخابات، على أن يتم ذلك عبر مجموعة عمل تفرغت لإدارة العملية الانتخابية من البداية، وتملك هذه المجموعة بيانات كاملة عن كل التكتلات الانتخابية فى الدائرة، وتقسيمها من الناحية المهنية والفئوية والعمرية والاقتصادية.
العديد من أهالى الدائرة أكدوا أن المصانع والشركات التى يمتلكها عز أوجدت فرص عمل لجميع الشباب فى مدن «السادات، منوف، سرس الليان»، وهو ما ضاعف شعبيته فى الدائرة، والتفاف المواطنين حوله خلال جولاته فى الدائرة، وأوضح عدد من الأهالى أنه لم يكن لأى مرشح فى الدورات السابقة أن يتجرأ ويرشح نفسه ضد أحمد عز، وأن تجربة مرشح الإخوان خلال انتخابات الشعب 2010، وترشحه ضد عز تحدث لأول مرة.
أحمد عز يحسم دائرة منوف بسلاح الخدمات والحشد يوم الانتخابات
الخميس، 25 نوفمبر 2010 08:08 م