لما يكون المواطن مش لاقى رغيف العيش أبو شلن، رغم أنه ملزق ومش باين وشه من قفاه، ومليان زبالة وظلط، وبيحمد ربه إنه لسه لونه قمحى لون خير بلده، وما بقاش أسود.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن مش لاقى مواصلات عامة مريحة، فيركب ميكروباص بجنيه رايح وجنيه جاى وهو مرتبه 120 جنيهًا.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن بيتصبح بالفول والطعمية وبيتمسى برضه بالفول والطعمية وبيتغدى بصارة وكشرى (يعنى برضه فول).. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن مش عارف يشترى الفرخة أم 30 جنيهًا لأنها مش هتكفيه هو وعياله، ولو اتجرأ وجابها هيروح مرتبه فى فرختين تلاتة.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن مش لاقى تمن كيلو لحمة لأن مرتبه مش هيكفى يجيب 2 كيلو وبعدين يقعد يمص صوابعه بقية الشهر.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن قاعد يجرى طول النهار يمين وشمال يطلع أتوبيس وينزل مترو وبيشتغل على الأقل شغلتين علشان يا دوب يأكل عياله.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن مش لاقى يجيب جزمة جديدة لأن مرتبه مش هيجيب إلا فردة واحدة، فأحسن له يفضل ماشى بجزمة مخرومة من جنب ومخيطة من الجنب التانى.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن قاعد يبح فى صوته طول الشهر ويشتم فى العيال وأمهم علشان يطفو النور ويخفو استهلاك الكهرباء، ويقول لهم يكفى غرفة واحدة منورة وخلوا بابها مفتوح عشان تنور باقى الشقة، وفى الآخر تجيله سكتة قلبية مع فاتورة الكهرباء.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن ما اكتفاش بأنه يخلى تليفونه الأرضى استقبال بس، لأ ده شاله أصلا علشان ما تجيلوش فاتورة تقصم ظهره، واكتفى بالموبايل يعمل بيه ميزدات، ويشتم أى بنى آدم يفتح عليه ولو بالغلط.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن مش عارف ينام بالليل من هيصة الشباب اللى ماشيين ومعليين صوت التسجيل على الآخر ولا همهم حد، لأنهم صايعين، ومش لاقيين شغلة ولا مشغلة فنايمين طول النهار، وصاحيين طول الليل فى الشوارع.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن مش لاقى كلية حكومية يدخل فيها عياله، ومطلوب منه أنه يدخلهم كلية خاصة بخمسين ستين ألف جنيه فى السنة، فيضطر إنه يقعدهم جنبه من غير تعليم.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن مش لاقى حته يسكن فيها لأن الإيجارات بقت حسب قانون العرض والطلب، وأقل شقة دلوقت غرفتين وصالة بخمسميت جنيه فى الشهر، ويادوب يشتغل هو ومراته شغلتين عشان يسددوا الإيجار.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن مش عارف يتنفس هوا نظيف لأن كل الناس بقت بتدخن سجاير أو بتدخن من الغيظ.. يبقى لأ مش كفاية.
لما يكون المواطن مش لاقى مستشفى عام يعمل فيه عملية، فيعمل جمعية بكم ألف عشان يعملها فى مستشفى استثمارى، ويفاجأ أنهم عايزين إشاعات وتحاليل بكم ألف تانية فيعمل جمعية تانية، ويفضل مديون ثلاث أربع سنين، ده لو قام أصلا سليم من العملية.. يبقى لأ مش كفاية.
وأخيرا لما يكون المواطن مش لاقى وزير واحد بيدافع عن حقوقه، والكل بيدافع بس عن الكرسى والحكومة المسكينة.. يبقى لأ مش كفاية.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة