احتل خبر زيارة الرئيس حسنى مبارك للعاصمة القطرية الدوحة، والتى ستبدأ اليوم، الأربعاء، ضمن جولة خليجية تضمن الإمارات والبحرين صدر الصفحات الأولى فى جميع الصحف القطرية، التى أعطت أهمية كبيرة للزيارة، التى تأتى بصورة مفاجأة وعقب مقاطعة دامت 3 سنوات بين البلدين وتوتر فى العلاقات بدأ مع الحرب الإسرائيلية على بيروت فى 2006 وظل فى تصاعد حتى وصل إلى ذروته أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى ديسمبر 2008.
وفى الوقت الذى لم يبقَ سوى ساعات على بدء الزيارة، تجاهلت قناة الجزيرة القطرية الخبر، حيث لم تشر إليه فى نشرتها الإخبارية واكتفت بخبر بروتوكولى نقلاً عن الوكالة الألمانية بقيام مبارك بجولة خليجية تشمل الإمارات وقطر والبحرين دون الإشارة الى أهمية الزيارة أو أهدافها فى تحسين العلاقات بين الدوحة والقاهرة.
وقالت صحيفة الشرق القطرية، إن حمد بن خليفة آل ثانى أمير قطر يتقدم مستقبلى أخيه الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، لدى وصوله والوفد المرافق إلى الدوحة عصر اليوم، واستمرت الصحيفة فى صيغتها الودية، حيث أكدت أن المباحثات التى ستجرى بين الرئيسين ستدور حول العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
وذكرت صحيفة العرب القطرية، أن الشيخ حمد بن خليفة سيبحث مع الرئيس حسنى مبارك تعزيز العلاقات الثنائية فى المجالات كافة، ومستجدات الساحة العربية، كما أشارت على لسان السفير المصرى فى الدوحة محمود فوزى أبو دنيا لـ"العرب" إن زيارة مبارك تأتى ضمن جهوده المتواصلة لتعزيز التنسيق والتشاور مع قادة وزعماء الدول العربية، وفى مقدمتهم أمير قطر، وتوقع أبو دنيا أن تنقل الزيارة العلاقات إلى آفاق أرحب وتؤسس لمرحلة جديدة فى العلاقات، وبشر بـ"أخبار طيبة" لمحادثات الزعيمين.
فى حين أولت جريدة الراية القطرية أهمية كبيرة، حيث نشرت تقريرين حول الزيارة وعن أهميتها السياسية والاقتصادية وتحت العناوين التالية "الزيارة تخلق مزيداً من التكامل السياسى والاقتصادى بين البلدين"، "لقاء الأمير ومبارك يعزز مستقبل العمل العربى المشترك"، "توقيت الزيارة مهم لمواجهة تعنت الموقف الإسرائيلى"، "التقارب بين البلدين ضرورة لتعزيز التعاون العربى"، "العلاقة بين مصر وقطر استراتيجية".
واستعانت الجريدة بآراء خبراء وسياسيين عرب ومصريين للحديث عن أهمية الزيارة والعلاقات بين البلدين، أما التقرير الاقتصادى، فجاء تحت عنوان زيارة مبارك لقطر تنعش التعاون الاقتصادى بين البلدين وتؤكد عمق ومتانة العلاقات المصرية القطرية، وذكرت أن 426 مليون دولار حجم الاستثمارات القطرية فى مصر، وأن 173.5 مليون دولار حجم التبادل التجارى بين البلدين فى النصف الأول من 2010.
وقالت الجريدة فى تقريرها، إنه رغم مرور أكثر من أربعة أعوام على زيارة الرئيس المصرى إلى قطر، إلا أن زيارته حالياً تتمتع بطابع خاص، مما يؤكد سعى البلدين إلى تعميق العلاقات الاقتصادية فى شتى المجالات وإنعاش التعاون الاقتصادى.
وزعمت الجريدة أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين فى الفترة الماضية أكدت عمق هذه العلاقات وأن الاستثمارات القطرية فى مصر متنوعة المجالات ما بين قطاعات الصناعة والاتصالات والزراعة والسياحة والخدمات التحويلية والإسكان، وأن هناك 144 شركة استثمارية بمساهمات قطرية تعمل فى مصر، 59% منها بدأت عملها خلال السنوات الست الماضية مقارنة بإجمالى الفترة من 1970 وحتى الآن.
وأوردت الصحيفة فى تقريرها المعلوماتى، أن منظومة العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر فى تزايد متصاعد، خاصة على صعيد حركة التجارة البينية والصادرات والواردات، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وقطر فى النصف الأول من عام 2010 (يناير- يوليو) 173.5 مليون دولار فى حين بلغ التبادل التجارى فى عام 2009 (300 مليون دولار) ويبلغ حجم الصادرات المصرية لقطر 146.1 مليون دولار مقابل 27.4 مليون دولار للواردات فى النصف الأول من العام الحالى، بينما بلغت الصادرات المصرية لقطر خلال العام الماضى 261.2 مليون دولار وبلغت الواردات 38.6 مليون دولار وبلغ التبادل التجارى بين البلدين فى عام 2008 حوالى 186 مليون دولار مقابل 122.3 مليون دولار عام 2007، كما بلغ حجم الصادرات المصرية 168.1 مليون دولار مقابل 99.4 مليون دولار عام 2007 وتحتل الاستثمارات القطرية فى مصر الآن المرتبة الـ20 من إجمالى 127 دولة.
ليست الصحف القطرية فقط من تحدث عن تلك الزيارة الفريدة وإنما اهتمت بقية الصحف الخليجية بالخبر، حيث قالت صحيفة البيان الإماراتيه الإماراتية، أن زيارة الرئيس حسنى مبارك تهدف إلى فتح صفحة جديدة فى العلاقات بين البلدين.
وكانت آخر زيارة قام بها الرئيس حسنى مبارك للدوحة فى 27 فبراير 2006، رافقه فيها وزراء الخارجية والتجارة والصناعة والإعلام، كما كانت آخر زيارة للشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير قطر لمصر فى 25 يناير 2007.
سفير مصر فى قطر: الزيارة تفتح مرحلة جديدة..
الصحف القطرية تولى اهتماماً خاصاً بزيارة مبارك للدوحة.. وتصف علاقات البلدين بالاستراتيجية والودية.. وحجم التبادل التجارى يبلغ 173 مليون دولار
الأربعاء، 24 نوفمبر 2010 06:16 م