عرضت قناة "أون تى فى" مساء أمس، الجزء الثانى من الفيلم الوثائقى "المحظورة" الذى يتناول نشأة وتاريخ وتطور جماعة الإخوان المسلمين، وذكر الفيلم أن الإخوان فى أوائل العقد الخامس من القرن العشرين كانت جماعة الإخوان المسلمين اختفت عن الساحة السياسية وكانت مصر فى تلك الفترة تعيش مأساة حرب 48 علاوة على ذلك حالة الفقر التى أصابت الشعب بالإضافة إلى المواجهات اليومية مع قوات الاحتلال.
وأشار الفيلم إلى أنه فى عام 1950 اتفق الإخوان مع حزب الوفد على تأييد النحاس باشا فى الانتخابات، مقابل الإفراج عن أعضاء الجماعة من السجون، وبعد خروجهم اتحدوا مع بعضهم وتم اختيار المستشار حسن الهضيبى ليكون المرشد الثانى للجماعة، بعد انتهاء عمله فى محكمة النقض، ولكنه لم يحصل على التأييد الكامل من جميع أعضاء النظام
الخاص.
ولفت الفيلم إلى، أن النحاس باشا أفرج عن المعتقلين من الإخوان لاستغلالهم فى المشاركة مع القوة الوطنية فى مقاومة الإنجليز فى القناة، الأمر الذى استغله الهضيبى ليسجل لنفسه ولجماعته مجدًا فى مقاومة الاحتلال، مستغلا هذا الحدث وتحويله إلى بطولة على الرغم من اشتراك الشيوعيين والوفديين فى مقاومة الاحتلال، ولكن جماعة الإخوان لديها القدرة على الاستفادة من الأحداث الوطنية وتسخيرها فى خدمة الجماعة.
وسلط الفيلم الضوء على حريق القاهرة فى يناير 1952، الذى التهم وسط العاصمة وبدأت الأمور تنسحب من قبضة الملك فاروق وتمت إقالة حزب الوفد وأصبح الوضع ملائمًا لمجموعة الضباط الأحرار للانقلاب العسكرى وانتشر عناصر الجيش فى الشوارع تحت قيادة جمال عبد الناصر، وردد البعض أن هذا العمل كان بمساندة من جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح الفيلم، أنه فى 1953 قام الهضيبى بحل النظام الخاص بهدف توحيد أعضاء الجماعة تحت راية المرشد العام للجماعة، بعد أن أصبح النظام الخاص، وقائدة عبد الرحمن السندى يستغلون قرارات الجهاز السرى بعيدًا عن مكتب الإرشاد بالإضافة إلى أن السندى ومن معه أصبحوا ورقة مكشوفة عقب القبض عليه فى أواخر الأربعينيات، وأعلن عن حل الجهاز السرى وتم تكليف يوسف طلعت بتأسيس جهاز للجماعة.
وأشار الفيلم فى جزئه الثانى إلى أن الرئيس جمال عبد الناصر، قرر فى 14 يناير 1954 والذى قضى بحل الجماعة وحذر نشاطها للمرة الثانية بسبب محاولة الإخوان فى فرض وصايتها على الثورة، لتنقطع الصلة بين الهضيبى وجمال عبد النصر، ليتم الاتفاق مع محمود مخلوف للاتصال بالسفير الأمريكى محاولين إزاحة عبد الناصر من الحكم، عن طريق عرضهم للسفير الأمريكى بأنه فى حالة توليتهم للسلطة سيتم التفاوض معهم.
وعرض الفيلم مشهد استقبال عبد الناصر فى 26 أكتوبر 8 رصاصات، وذلك أثناء الاحتفال بعيد الجلاء فى المنشية بالإسكندرية وكان ذلك بمثابة رد من جماعة الإخوان على ما لحق بهم من قرارات اعتقال، ليتم القبض على الهضيبى وتقديمه للمحاكمة التى قضت بإصدار حكم الإعدام ومعاقبة عدد كبير من أعضاء الجماعة.
ونقل الفيلم الوثائقى، رفض المتحدثون باسم الإخوان الاعتراف بأحداث المنشية، مؤكدين أنها مسرحية من عبد الناصر للإطاحة بالجماعة، وأشار الفيلم إلى تأليف الدكتور سيد قطب خلال فترة اعتقاله العديد من الكتب والمراجع مثل "معالم على الطريق"، وهى الكتب التى أصبحت المنهج والدستور لـ"الجماعات الإسلامية المتطرفة" فيما بعد حسبما ذكر الفيلم، ولفت الفيلم أيضاً إلى أن قطب حاول بإجراء عمليات اغتيالية من بينها نسف كهرباء جنوب القاهرة، لكن هذا ليس بهدف إقامة دولة إسلامية إنما الهدف منه تعليم النظام درسًا بأن يدفع ثمن تعذيبه واعتقاله لأعضاء الجماعة.
أخبار متعلقة:
الحلقة الأولى من "المحظورة" على "أون.تى.فى".. ضياء رشوان :"الجماعة" ظهرت كرد فعل لسقوط الخلافة العثمانية بتركيا.. ورفعت السعيد: البنا صنع من نفسه "الإمام الربانى" وجعل من الخلافة وراثة لـ"النبوة"
الجزء الثانى من الفيلم الوثائقى "المحظورة" على "أون. تى. فى".. "الإخوان" لديها القدرة على الاستفادة من الأحداث الوطنية وتسخيرها فى خدمة الجماعة.. ومراجع سيد قطب أصبحت المنهج لـ"المتطرفين"
الأربعاء، 24 نوفمبر 2010 10:22 ص