الأسوشيتدبرس: مصر لجأت للسودان للاكتفاء من القمح

قالت وكالة الأسوشيتدبرس إن مصر اضطرت للجوء إلى جارتها الجنوبية السودان لسد الحاجة الغذائية الداخلية من القمح وسط تزايد عدد السكان والارتفاع المزمن للأسعار، مشيرة إلى أنه فى 30 سبتمبر قامت مصر بإحياء اتفاق عمره 30 عاما مع السودان يشجع الشركات الخاصة على زراعة القمح بشمال السودان، الاتفاق الذى يضع مصر ضمن قائمة الدول العربية التى تتجه نحو أفريقيا باعتبارها سلة الغذاء الجديدة، وبموجب الاتفاق فإن الحكومة المصرية تمد المستثمرين بحوافز لأغراض الرى والبنية التحتية، ويترك الإنتاج للمستثمر، إذ إن الحكومة لا تشارك فى العملية.

ويمثل الاتفاق وفقا للوكالة أحدث محاولة من قبل الحكومة لتلبية الاحتياجات المستقبلية لأكبر دولة بالعالم العربى من حيث عدد السكان.. لكن تلفت الأسوشيتدبرس إلى أن الأمر له أبعاد سياسية واضحة.

فلقد أدى مرور مصر بصيف حار على غير العادة إلى زيادة حادة فى أسعار الخضراوات علاوة على قرار الحكومة بتصدير الطماطم وترك السوق المحلية خالية.. وقد تفاقمت المخاوف بشأن هذه الزيادة الحادة فى الأسعار مع إعلان روسيا حظر تصدير القمح بسبب موجة الجفاف التى مرت بها.

علاوة على ارتفاع أسعار اللحوم وغيرها من السلع بما أدى إلى سلسلة من الاحتجاجات التى جاءت فى وقت حرج لحكومة مبارك.. فمع اقتراب انتخابات مجلس الشعب وبعدها الانتخابات الرئاسية العام المقبل، تزايدت شكاوى المصريين بشأن فشل الحكومة فى تحسين مستويات المعيشة وزيادة الرواتب أو توفير الخدمات الإساسية.

ورغم أن هذه الاحتجاجات لا تشكل تهديدا خطيرًا لمبارك أو الحزب الحاكم، إلا أنها تسلط الضوء على الفجوة الآخذة فى التزايد بين الأغنياء والفقراء.

ومن جانب آخر يمثل هذا الاتفاق هدية لمصر، التى على خلاف مع دول حوض النيل بشأن حصتها من المياه. فالمياه المستخدمة فى رى محاصيل القمح بالسودان ستأتى من مخصصات هذه البلدان وليس من مصر.

كما أنه يعود بالنفع على التدفقات النقدية التى يحتاجها الاقتصاد السودانى الذى يعانى من آثار الحرب الأهلية المدمرة بين الشمال والجنوب.