غريب هو اسم أشهر بلطجى فى مصر عرفه الناس بعد الأحداث المؤسفة التى وقعت بجامعة عين شمس يوم الخميس 4/11/2010، وشاهدوه على شاشات التليفزيون وأشرطة الفيديو وفى الصور الملونة فى الصحف وهو يشهر مطواة يروع بها الطلاب والأساتذة فى داخل الحرم الجامعى ويحيط به أتباعه من صغار البلطجية بينما الشباب يفرون أمامه مذعورين بعد أن فقدوا حماية الحرس الجامعى الذى وقف ضباطه وادعين بأجهزتهم اللاسلكية يبلغون رؤساءهم تفاصيل المشهد حتى لا تفوتهم متعة دقائقه.
لكن العجب العجاب الذى استفز الرأى العام أننا لم نسمع خبر القبض على البلطجى الذى تحيطه كل أدلة الثبوت، ولم نسمع عن موقف اتخذه قائد الحرس الجامعى المنوط به الحفاظ على الأمن والحماية؟ ولم يأمر رئيس الجامعة بعقاب البلطجى أو التحقيق معه؟ ولم ينتفض لهذا المشهد الإجرامى المروع فى دولة الأمن والأمان؟ ولم يغضب أو يسأل مدير أمن القاهرة التابع له الحرس الجامعى عن الإجراءات القانونية التى اتخذها لمحاسبة المقصرين الذين وقفوا يتفرجون على البلطجى ورفاقه مشدوهين معجبين بدقة التنفيذ وحلاوة الأداء؟ ولم يسأل عن كيفية دخول المطاوى والجنازير إلى حرم الجامعة؟.
كل هذه الأسئلة تؤكد أن البلطجى غريب يلقى حماية من المستوى الرفيع الذى يضمن له التطاول على الأساتذة وترويع الطلاب دون ردع أو رادع، وأنه بلطجى سوبر لديه مواصفات القيادة والإدارة والسيطرة على أتباعه من البلطجية الصغار.
إن الدليل القاطع على أن البلطجى غريب يلقى الحماية والدعم حيث إننا جميعا قد رأينا البلطجى مفتول العضلات منتفخ الأوداج شلولخ يتحرك بمطواته بخطى الواثق الآمن فى ساحة الجامعة دون أدنى محاولة للتدخل من الحرس الجامعى، الدليل أنه تحرر باسمه محضرا فى قسم الشرطة يتهم فيه الصحفى محمد البديوى أنه كسر ذراعه وشرخ قدمه وأصاب جسده، فمتى كانت الإصابة والكسر والشرخ ثم الذهاب إلى قسم الشرطة وتحرير محضر؟، وكيف صدر تقرير طبى بذلك التزوير؟ ولماذا لم يتواجه الصحفى والبلطجى فى قسم الشرطة أو سراى النيابة؟ ولماذا توضع الكلبشات فى يدى صحفى ليس معه مطواه أو جنزير؟ وهل قدرت الشرطة أن قلم الصحفى وكاميرته هى أسلحة فتاكة أو أسلحة دمار شامل ولذا إحتجزته مع معتادى الإجرام وعاملته معاملة الخارجين على القانون؟ أم أن هذا كله كان امتدادا للحماية القوية والرعاية المتميزة للبلطجى الشهير؟ وكيف يشعر المجتمع الجامعى بالأمان داخل الحرم الجامعى بعد هذه الوقائع السوداء؟.
الناس فى بلادى يتساءلون على المقاهى: هل صارت الجنازير والمطاوى أدوات جامعية بديلة عن الكتب والأوراق؟ وهل حددت جامعة عين شمس مواصفات خاصة للمطواة والجنزير يلتزم بها الطلاب أم أنهم أحرار فى إختيار مطاويهم وجنازيرهم؟ وهل ستدعم الجامعة الجنازير والمطاوى للطلاب غير القادرين مثل دعم الكتاب الجامعى؟ وهل ستسمح الجامعة لطلاب الأحياء الشعبية بإحضار السيوف والفرد أم أن المسموح به فقط هو المطاوى والجنازير؟ وهل ستحاسب الجامعة الطلاب الذين يتخلفون عن إحضار المطاوى؟ وما نوع العقاب فى هذه الحالة؟ وهل ستتضمن تعديلات قانون الجامعات إعتبار حمل الجنازير والمطاوى ضمن الحريات الشخصية؟ وهل يتجه صندوق دعم البحث العلمى إلى اعتبار تطوير صناعة المطاوى من المشروعات البحثية التى تخدم المجتمع؟ وهل ستخضع صناعة المطاوى الجامعية لمعايير الجودة والاعتماد؟.
لا بد من محاسبة البلطجى غريب وأتباعه عن سوء أفعالهم وإلا سيظللنا جميعا الخزى والعار، ولا بد من محاسبة المسئول عن كل المعلومات المكذوبة التى أعلنت فى البيانات الصادرة ، ولا بد من محاسبة الفاسد الذى رفع بيانات كاذبة لوزير التعليم العالى فأوقعه فى الزلل، ولا بد من محاسبة منسوبى الجامعة الذين ظهروا على شاشات التليفزيون يلوكون التفاهات فكانوا صورة شوهاء مسيئة للجامعة وأساتذتها.
ولا بد من إجابات للأسئلة المعلقة: لماذا لم نسمع صوت أمين عام المجلس الأعلى للجامعات؟ وأين اختفى المتحدث الإعلامى لوزارة التعليم العالى؟ وأين بيانات وزارة الداخلية التى تتابع الأحداث الفاقعة؟ وأين تصريحات مدير أمن القاهرة الذى ينتقل فورا إلى مواقع الأحداث؟ وأين معاينة النيابة العامة لمسرح الجريمة؟.
أفعال البلطجى غريب هى عفريت جديد أدخلوه إلى الجامعة فهل سينجح من حضّروا العفريت غريب أن يصرفوه؟.
• جامعة الإسكندرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة