قال السفير الصربى بالقاهرة ديان فاسيليفيتش، إن العلاقات السياسية التاريخية بين مصر ويوغسلافيا كانت السبب فى تغيير الصورة القبيحة التى ارتبطت فى أذهان البعض عن البلقان، مشيرا إلى أن سنوات التسعينيات كانت أكثر الفترات ظلاما فى تاريخ يوغسلافيا، مؤكدا على أن ما حدث خلال هذه الحرب وتم نشره فى الصحف، أضفى ظلالا سلبية على صربيا.
وتابع السفير الصربى خلال اللقاء الثقافى الموسع الذى شهده اتحاد الكتاب أمس الاثنين، بحضور رئيس الاتحاد محمد سلماوى والسفير الصربى وعدد كبير من الكتاب الصرب والمصريين، أن هناك اهتماماً إعلامياً كبيراً فى مصر بالعلاقات بين مصر وصربيا، مشيرا إلى أن قسم اللغة العربية فى جامعة بلجراد عمره 60 عاما، وكان يقوم بتعليم اللغة العربية به أستاذ جامعى مصرى، بالإضافة إلى قسم آخر عن الأدب العربى ويتم تعليمه باللغة الصربية.
وكان الكاتب محمد سلماوى قد افتتح اللقاء بالتعريف باتحاد الكتاب وعدد أعضائه، معرفاً بالكتاب المصريين الذين شاركوا فى الاجتماع مع الأدباء الصرب، ومنهم الكاتبة هالة البدرى والشاعر أحمد سويلم والدكتور صابر عبد الدايم والكاتب عبد الوهاب الأسوانى ومحمد عبد الحافظ ناصف والكاتب عبده الزراع.
وتحدثت من جانب الصرب الكاتبة فيدا أوجانيفتيش رئيسة نادى القلم فى صربيا، والتى استهلت كلمتها بالتأكيد على سعادتها بوجودها فى اتحاد كتاب مصر، مشيرة إلى رغبتها فى أن يثمر هذا الأسبوع الثقافى المصرى الصربى عن فعاليات إيجابية تتمثل فى تبادل الكتب والمكتبات وتبادل القراء أيضا.
وعرفت أوجانيفتش فريقها الذى ضم الكاتب الصربى فلاديسلاف بايتس، مشيرة إلى أنه واحد من أكبر الكتاب الروائيين فى صربيا، وصاحب أكبر دار نشر هناك، كما ترجم عدداً من الكتب العربية والمصرية.
وضم فريق الكتاب الصربى الدكتور ميخائيل بانتيك وهو كاتب وناقد وأستاذ جامعى فى جامعة بلجراد، حسبما عرفته أوجانيفتش، إضافة لكونه رئيس نادى القلم الصربى، وكذلك الشاعر لاسلو بلاشكوفيتش رئيس تحرير إحدى المجلات الأدبية فى صربيا، ورئيس مركز ثقافى بها، ومؤسس مهرجان أدبى شهير للنثر، وأشارت أوجنافيتش فى تعريفها لنفسها بأنها كاتبة مسرحية تُرجمت أعمالها للغات عديدة.
كما ضم فريق الكتاب الصربى الكاتب والمترجم ميروسلاف ميتروفيتش المستشار الثقافى بالسفارة الصربية، والمشرف على الرحلة، وأشارت أوجنافيتش إلى أنه قام بترجمة أعمال نجيب محفوظ، مؤكدة على أن السفير الصربى أيضاً يمارس الكتابة، حيث إنه درس الأدب العربى فى جامعة بلجراد، قبل تحوله للعمل الدبلوماسى.
وعرض الكاتب محمد سلماوى على الكتاب الصرب اتفاقية للتعاون بين اتحاد كتاب مصر ونادى قلم صربيا، مشيرا إلى رغبته فى أن يأخذ هذا التعاون شكلاً رسمياً، وطالب سلماوى رئيسة نادى القلم الصربى بعرض الاتفاقية على زملائها، من أجل تفعيلها وبدء تنفيذها، مؤكداً على أنه وضع فى الاتفاقية بعض النصوص المتعلقة بتبادل الزيارات بين كتاب البلدين، وتبادل الترجمات، وكذلك إقامة مؤتمرات أدبية مشتركة.
وتحدث الكاتب الصربى فلاديسلاف بايتس مؤكداً على أنه قام بترجمة بعض الأعمال من اللغة العربية مباشرة إلى اللغة الصربية، وأنه ليس لديه المترجمون الكثيرون الذين يجيدون اللغة العربية، ومن الأعمال التى ترجمها ذكر أعمال نجيب محفوظ، إضافة لكتابين لجمال الغيطانى هما "القاهرة تاريخ مدينة" وروايته "الزينى بركات"، ومجموعة قصصية لإبراهيم أصلان، وثلاثة كتب للكاتب المصرى الراحل ألبير قصير الذى كان يكتب بالفرنسية.
وأشار بايتس إلى أن مصر لم تترجم شيئاً من الأدب الصربى، وتحدث عن قسم اللغة العربية فى الجامعة الصربية، قائلا: ليس لديكم أيضا قسم لتعليم اللغة الصربية فى إحدى جامعتكم.
واقترح بايتس أن يتم التوصية بالترجمة من اللغتين العربية والصربية، فى نصوص الاتفاقية التى أعدها سلماوى، مشيراً إلى أن هذه الترجمات سوف تؤدى للتعرف على الأدب الصربى.
وعقب سلماوى على كلمة بايتس مؤكداً على وجود بعض الترجمات للأعمال الصربية مشيراً إلى قيام الدكتور جمال السيد بتأليف كتاب بعنوان "الأدب الصربى المعاصر".
وطرح الكاتب عبد الوهاب الأسوانى تساؤلاً حول مدى إمكانية الكاتب فى صربيا أن يتفرغ لإبداعه، فأجابت رئيسة نادى القلم الصربى، مؤكدة على أن المبدعين فى صربيا لا يستطيعون العيش من كتابتهم، وضربت المثل بكاتبهم الشهير ميلوراد بافيش الذى اشتهر بروايته "قاموس آذار"، مؤكدة على أنه فى منزلة نجيب محفوظ فى مصر، لكنه لم يستطع أن يتعايش من إبداعه رغم ترجمته إلى كل لغات العالم.
وتطرق الحوار إلى الأدب الصربى ومدى انتشاره بين سائر بلاد البلقان، حيث أكدت أوجنافيتش رئيسة نادى القلم فى صربيا على أن مقدونيا وسلوفينيا فقط هما الدولتان اللتان لا تتحدثا الصربية، مشيرة إلى الاختلافات الموجودة فى الإبداع بين ما يكتب فى صربيا، وما يكتب فى كرواتيا، مؤكدة على وجود تراث مشترك يوحدهم جميعا وهو تراث البلقان.
وقالت أوجنافيتش: التقسيم السياسى للبلقان لم ينعكس على حال الثقافة، مشيرة إلى أن العنصر الثقافى لم يكن فاعلا أثناء الحرب، لكن الروابط الثقافية برزت بعد انتهائها وأصبحت بينهما مهرجانات ثقافية مشتركة.
السفير الصربى ديان ومحمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر ومحمد السيد عيد نائبه
محمد سلماوى
محمد سلماوى ومحمد السيد عيد
محمد السيد عيد نائب رئيس اتحاد الكتاب
عدد من الكتاب من صربيا خلال اجتماعهم مع أعضاء اتحاد كتاب مصر
سفير صربيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة