فى استطلاع رأى قراء "اليوم السابع"، والذى جاءت صيغته كالتالى: هل تؤيد قرار لجنة الكرة بالأهلى قبول استقالة الجهاز الفنى بقيادة حسام البدرى؟.. قال نحو 57% أنهم يؤيدون قبول الاستقالة، و28% يرفضونها، و14% غير مهتمين بالموضوع.. وتقريباً عكس هذا الاستطلاع بشكل قريب من الواقع ارتياح معظم جماهير الأهلى لاستقالة الجهاز الفنى للنادى بقيادة حسام البدرى.
بلغة الأرقام حقق البدرى فى أول موسم له بطولتين، هما الدورى وكأس السوبر، وخسر نهائى كأس مصر، وخرج من قبل نهائى كأس رابطة الأبطال الأفريقية، وإذا قارنا هذه النتائج بما حققه سلفه معشوق الجماهير المدرب البرتغالى مانويل جوزيه سنجد أن جوزيه فى آخر مواسمه حقق بطولة واحدة هى الدورى العام، وخسر نهائى السوبر، ولم يستطع الوصول لدورى المجموعات فى البطولة الأفريقية للأبطال، وخرج من كأس الاتحاد الأفريقى من دور الستة عشر.
وفى دورى هذا الموسم لعب الأهلى 9 مباريات، وهو يحتل المركز الثانى، ولم يهزم سوى فى مباراة الإسماعيلى التى زلزلت القلعة الحمراء، ونظرياً على الورق يمكنه اعتلاء قمة الدورى فى حالة الفوز فى مباراتين مؤجلتين للأهلى.. أى أن لغة الأرقام تقول إن البدرى حقق إنجازات لا بأس بها فى موسم وثلث.. لم يحققها أى مدرب مصرى آخر فى هذه الأثناء حتى حسام حسن الذى يتصدر بالزمالك الدورى.. لكن المشكلة هى فى كيمياء العلاقة بين جماهير الأهلى وحسام البدرى.. فحتى آخر مواسم جوزيه فى الأهلى ظل معشوقاً للجماهير واللاعبين على السواء.
جماهير الأهلى لا تشعر بارتياح ناحية البدرى، وهى لا تبلع له الزلط، كما كانت تفعل مع جوزيه، ربما تشعر أن الأهلى أكبر منه، وربما هى عقدة الخواجة التى تحكم العقل العربى إلى حد كبير.. لكن لا أحد ينكر أن الأهلى أيضا منذ انطلاقة هذا الموسم ليس الأهلى الذى عرفناه فى المواسم الستة الأخيرة، ولم يقدم عرضاً مقنعاً واحداً، وباستثناء الشوط الثانى من مباراة الترجى فى القاهرة، جاءت عروض الأهلى مخيبة لجماهيره، فهو لا يلعب كرة قدم حقيقية أو ممتعة، ومرماه مستباح لكل الفرق الكبير منها والصغير.. لدرجة أنه لا أحد يمكنه التوقع ماذا سيفعل الفريق فى أى مباراة يلعبها.
مشكلة حسام البدرى أنه طلب أو وافق أو لم يستطع رفض انضمام لاعبين غير مهمين بالمرة مثل اللبنانى غدار وحسام غالى ومحمد شوقى، إضافة إلى تمسكه بفرانسيس.. وبينما تم السماح بمغادرة جليبرتو لا يملك الأهلى بديلاً لسيد معوض.. ولا يملك الفريق مهاجماً واحداً من الطراز الأول.. ولم تخمة وسط الملعب التى صنعها البدرى إلى ارتفاع مستوى اللاعبين فى هذا المركز، بل إلى تراجع مستواهم جميعاً.. لدرجة أن الأهل فقد السيطرة على أهم مناطق كرة القدم وهى وسط الملعب، حيث تتكسر هجمات الخصوم.. وتبدأ غارات الفريق على المنافسين.
وبقبول استقالة البدرى تطوى جماهير الأهلى صفحته، لكن الأهلى لم يخرج بعد من عنق الزجاجة، ولا تزال لديه ست مباريات حتى نهاية الدور الأول وبدء فترة الانتقالات الشتوية، وهو لا يملك مهاجمين أو بدلاء فى معظم مراكز الدفاع.. فماذا سيفعل أى مدرب فى هذه الأزمة الكبيرة جداً؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة