وقال الفقى: "كنت لا أعلم أنها آخر مرة أسمع صوته فيها، وأصبت بالصدمة عندما سمعت بخبر وفاته". وأضاف الفقى: أكاد أزعم أنه من أكثر وزراء الخارجية ثقافة والمام بالعمل السياسى فى تاريخ مصر الحديث، ورغم معاصرته للحقبة الناصرية إلا أنه لم يتأثر بالشعارات وألقى على عاتقة هموم وطنه والدفاع عنه وكرس نفسه لذلك الغرض طوال حياته.
شهد حفل التأبين حضور عدد كبير من سفراء الدول العربية والأجنبية والسياسيين، كان على رأسهم الدكتورة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان، التى قالت: "إننا اليوم مجتمعين لتأبين شخصية سياسية عظيمة نكن لها كل الحفاوة والتقدير، ونتذكره دائما بالخير والذكرى الطيبة وهى التى تبقى على مر الزمن، والراحل أحمد ماهر كان شخصية دبلوماسية قديرة وله محبيه ليس فى مصر فقط بل على مستوى العالم العربى بل فى أغلبية دول العالم، لأن اسمه اقترن دائما بالجهاد والإخلاص لصالح القضايا المصرية والعربية. وكان خير من يمثل بلاده فى الدول الأوربية لما يتمتع به بقدر من الثقافة والخبرة السياسية.
وأكدت خطاب أن الراحل كان يتمتع بقدر عال من الثقافة الواسعة والخبرة الكبيرة فى المجال السياسى، وأيضا إجادته لعدة لغات، حيث كان محاورا جيدا ومتابعا جيدا للقضايا العربية وتطورها ولديه القدرة الهائلة على التواصل مع الآخرين، كما بادله الجميع الحب والإخلاص والوفاء، لأنه واحد من الذين كرسوا حياتهم من أجل خدمة وطنهم، وأعتز أننى واحدة من أبناء الدبلوماسية المصرية التى تقوم فى خدمة قضايا الوطن، وسيظل اسمه منارة تهدى إلى الحق والصدق والخير من أجل رفعة الوطن العظيم ورحم الله الفقيد.
من جهته، قال السفير جهاد ماضى مساعد وزير الخارجية: "إننا نجتمع اليوم فى حفل تأبين أحد عمالقة الدبلوماسية المصرية والعربية، الذى دافع عن القضايا العربية والمصرية لفترة زادت عن 5 عقود من الزمن حيث وصل فيها لأعلى المناصب الدبلوماسية، كانت له بصماته الواضحة فى كافة قضايا الوطن الخارجية، وكان بمثابة دائرة معارف متنقلة ومفاوضا قديرا، وكان من الممكن أن يدخل موسوعة جينيس فى سرعة البديهة وثقافته الواسعة، وكان مقاتلا صلبا فى دفاعه عن قضايا الوطن وكان لا يسهل التغلب عليه وفى نفس الوقت كان مسالما عظيما، وكان مثل المغناطيس يجذب الجميع حوله أثناء مفاوضاته وكان يتمتع بالخلق الرفيع وكان يعمل دائما على نشر روح الألفة بين العاملين معه، واستمر فى العطاء السياسى حتى بعد خروجه من الخارجية.
وأضاف ماضى: الراحل كان مولعا بجمع الأقلام وتنظيفها وملئها بالحبر، كأنه يعد أسلحته لمعركة قادمة وستظل ذكراه العطرة تؤثر فى حياتنا دائما، وحضر ماضى بالنيابة عن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الذى اعتذر عن حضور الحفل لأنه خارج الوطن فى مشاورات هامة فى تركيا وكان مصرا على حضور التأبين لكن القدر شاء أن يجعل أبو الغيط خلفا للراحل أحمد ماهر لكى يحمل لواء الخارجية من بعده.
بينما أوضح السفير سمير سيف اليازال مساعد أمين عام جامعة الدول العربية الذى حضر بالنياية عن عمرو موسى أن ماهر شخصية نبيلة الخلق وكان يتسم بالتواضع الجم وإسهامه الكبير فى كثير من القضايا التى تتعلق بالشأن الخارجى وإسهاماته الواضحة فى أفريقيا، مشيراً إلى أن الراحل كرس عمره كله لخدمة القضايا المصرية وكان شجاعا فى الحق ودائما يلبى نداء الوطن.
جاء ذلك بينما قال السفير حسن عيسى نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "الشرطة والشعب لمصر" أن مصر والعالم العربى فقدوا رجلا نادرا كان مؤمناً بضرورة توثيق العلاقة بين الشرطة والشعب وكرس وقته لذلك الغرض، وأنه تولى رئاسة مجلس إدارة الجمعية لإيمانه بضرورة التكاتف بين طرفى المجتمع الشرطة والشعب، وكان يتمتع بقدر كبير من الثقافة ونكاد نطلق عليه أنه موسوعة فى عالم السياسة الحديثة وكان محبا للناس وجميل الروح وأتشرف أننى كنت واحدا ممن تلقوا الدبلوماسية على يده.
قال السفير على ماهر شقيق الراحل أحمد ماهر إن جمعية الشرطة والشعب لمصر قامت اليوم بحفل تأبين للراحل لكننى حتى هذه اللحظة لا أشعر أننى فقدت أعز أخ وصديق لى ولا نريد أن نستهل هذه المناسبة بالدموع والأحزان لأن إنجازات الراحل كبيرة جدا فى العمل السياسى المصرى والعربى وأترك الكلمة الآن لأحمد ماهر.
وأكد أنه كان عاشقا للكتابة وكان كاتبا فمنذ مرحلة الثانوية العامة قام بإصدار جريدة ليعبر عن آرائه السياسية بها وكانت الجريدة لها قارئ واحد وهو الراحل وكان بيته ممتلئا بالجرائد والمجلات، وكان أكثر الدبلوماسيين اهتماما بأفريقيا لإيمانه بضرورة توطيد العلاقات المصرية بالقارة الإفريقية.
عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية

الحضور يشاهد عرض صور للراحل أحمد ماهر فى بداية الحفل

السفير سمير سيف اليزل مساعد أمين عام جامعة الدول العربية

جانب من الحضور

مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان

السفير على ماهر أثناء إلقاء كلمته

هدى ماهر وعلى ماهر أثناء افتتاح معرض الصور النادرة لمشوار العائلة السياسى

على ماهر وزوجة الراحل يستمعان إلى شرح الصور من المؤرخ أحمد كمالى

إحدى الحضور تشاهد صور الراحل ومشواره السياسى

إحدى صور المعرض

مشيرة خطاب وعلى ماهر يستمعان إلى شرح الصور
