وليد البدرى يكتب: قبل أن نبكى على اللبن المسكوب

الإثنين، 22 نوفمبر 2010 08:42 ص
وليد البدرى يكتب: قبل أن نبكى على اللبن المسكوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يخفى على أحد ذلك التحول المخيف فى سلوكيات الأطفال والنشء إلى مستوى منحدر يدق أجراس الخطر على مصير أجيال قادمة منوط بها مستقبلا نهضة وبناء وتقدم المجتمع. وما يدعو أيضا للفزع بشكل كبير ما وقع مؤخراً من حوادث عنف فى مدراس كثيرة لا يسع المجال للخوض فى أسبابها أو تفاصيلها، لأننا قرأنا عنها كثيرا وأفردت لها وسائل الإعلام مساحات كبيرة حتى الآن.

ذلك كله يدفعنا دفعا إلى تساؤلات مهمة وإجابات هى الأهم.. ماذا نحن فاعلون كآباء وكمجتمع مسئول تجاه ذلك؟ وما دورنا تجاه تلك السلوكيات التى تتسم بالعنف والانفلات الأخلاقى الشاذ والعدوانية فى التعامل؟ وما دور الأسرة الحقيقى فى التنشئة وهل اقتصر دورها فقط فى تربية الأجساد دون العقول؟ وما دور المدرسة كمؤسسة تربوية فى زرع القيم الدينية والأخلاقية قبل التعليمية وما سبب تضاؤل دورها فى الاثنين معاً؟!! وما مدى تأثير الفضائيات والإنترنت فى تشكيل وبناء الفكر واكتساب أنماط سلوكية غريبة على المجتمع؟

كل هذه التساؤلات السابقة يجب أن نجد لها حلولا عاجلة وسريعة تؤخذ بعين الاعتبار والجدية من الجميع، ابتداءً بالأسرة التى يقع على عاتقها الدور الأكبر والأهم فى التأسيس الصحيح لأبنائها، مروراً بالمدرسة وتفعيل دورها التربوى والدينى والتعليمى والإعلام بكل وسائله وتغيير دوره من دور ترفيهى بحت إلى دور أكثر تأثيرا فى بناء الفكر الهادف والفعال، ومروراً بالإنترنت وتوجيه استخدامه استخداما ينمى المهارات الذهنية والعقلية، وانتهاءً بالأسرة مرة أخرى لفلترة وتنقية العقول، وتهذيب سلوك الأبناء من المؤثرات الخارجية الأخرى الخارجة عن نطاق تحكم الأسرة.

كل هذا قبل أن يتحول الصغار إلى كبار، ويتحول معهم عنف المطواة والسنجة إلى عنف المولوتوف والطبنجة، وقبل أن يتحول السلوك الخاطئ إلى سمة فى المجتمع وواقع لن نستطيع تغييره أو الفرار منه، وقبل أن ينتهى بنا الأمر جميعاً إلى أن نبكى كثيراً على اللبن المسكوب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة