رجل الأعمال مصطفى السلاب.. 50 عاماً بين الاقتصاد والسياسة والمال والسلطة.. واجه الإخوان فى أشرس انتخابات برلمانية عام 2005 وتحدى الحكومة فى إزالة عزبة الهجانة

الإثنين، 22 نوفمبر 2010 09:18 م
رجل الأعمال مصطفى السلاب.. 50 عاماً بين الاقتصاد والسياسة والمال والسلطة.. واجه الإخوان فى أشرس انتخابات برلمانية عام 2005 وتحدى الحكومة فى إزالة عزبة الهجانة الراحل مصطفى السلاب
عادل السنهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل رجل الأعمال مصطفى السلاب، أحد أشهر رجال الأعمال فى مصر فى السنوات الأخيرة بعد صراع مرير مع المرض، وبعد مسيرة حافلة فى مجال الأعمال وحقل السياسة، فقد أصبحت مجموعة السلاب فى عهده من كبريات مجموعات الأعمال فى مصر، وتمكن السلاب من خوض أعنف انتخابات برلمانية فى دائرة مدينة نصر ضد جماعة الإخوان المسلمين، واستطاع الفوز بالدائرة بعد معركة الإعادة، لكنه خاض معركة أخرى ضد الحكومة فى عزبة الهجانة عندما وقف ضد قرارات محافظة القاهرة لإزالة مساكن المواطنين.

ولد مصطفى السلاب فى مدينة شربين، محافظة الدقهلية، عام ١٩٥٢ ونشأ نشأة ريفية، كما كان يحب أن يشير لذلك دائماً معلناً تأثره بهذه النشأة وبشخصية والده، وبدا أثر هذه النشأة واضحاً فى المساعدات الإنسانية التى يقدمها شهرياً لأبناء عزبتى الهجانة والعرب اللتين تمثلان الجزء الشعبى والفقير بدائرة مدينة نصر، وشهد "جروب محبى مصطفى السلاب" على موقع "فيس بوك" مشاركات كثيرة عقب إعلان مرض السلاب انصبت جميعها على الدعاء له بالشفاء والعودة سالماً.

وشغل السلاب موقع وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب ورئيس مجموعة السلاب للسيراميك ورئيس جمعية مستثمرى مدينة العبور، وخاض عدداً من المعارك مع محافظ القاهرة بدأت بصدور ٢٨ قرار إزالة لعدد من العقارات بعزبة الهجانة تلتها قرارات إزالة لعدد من المنشآت المملوكة لأشقائه، الأمر الذى نتج عنه معركة برلمانية انتهت بقرار من رئيس الوزراء بوقف أعمال الإزالة.

تعد مجموعة السلاب واحدة من المجموعات التجارية الكبرى فى مصر ليس فى التجارة أو مجال المال والأعمال فقط، وإنما فى السياسة ودهاليزها أيضا، حيث إن ارتباط كبير عائلة السلاب- المهندس مصطفى السلاب- بالسياسة وبالحزب الوطنى أخذ بالمجموعة من حيز التجارة إلى آفاق السياسة والإعلام.

وتولى المهندس مصطفى رئاسة مجلس الإدارة من والده، والتى آلت إليه من جده وانتقلت إليه فى النهاية فى تسلسل عائلى مثلها مثل معظم المؤسسات العائلية الاقتصادية الكبرى فى مصر.

استطاع مصطفى السلاب أن يتعلم خلال فترة عمله فى مؤسسة أبيه وجده التجارية منذ بدايتها بأن يترك الدفة أحيانا لمن حوله، وأن يعتمد على ذويه وأبنائه فى كل أعماله مثلما فعل الأب والجد فى مدينة المنصورة، عندما بدأوا نشاط تجارة الأدوات الصحية من خلال مجموعة من المحلات التجارية، ثم تطورت لتصبح مجموعة تجارية كبرى متخصصة فى الأدوات الصحية، واستطاع السلاب الابن بعد الأب والجد أن يتطور بها فى مجال التصنيع من خلال فكرة "سيراميكا رويال" أحد مصانع المجموعة.

شغل المهندس مصطفى السلاب مقعد الفئات بمجلس الشعب عن دائرة مدينة نصر منذ ٢٠٠٢ بعد نجاحه فى الانتخابات التكميلية، واستمر احتفاظه بالمقعد فى ٢٠٠٥ بعد أن خاض معركة انتخابية شرسة أمام مرشحة الإخوان المسلمين الدكتورة مكارم الديرى، وحصل على المقعد فى انتخابات الإعادة.

وفاة كبير عائلة السلاب يفتح الباب من جديد حول مستقبل الشركات العائلية فى مصر وثنائية المال والسياسة التاريخية المتكررة فى كل دول العالم، وليست حكراً على دولة بعينها، والنماذج التجارية الكبرى لعائلات اقتصادية، سواء فى الولايات المتحدة أو بريطانيا، أغرتها السياسة لأسباب معروفة. وهذا ما يتكرر فى مصر فى العقود الثلاثة الأخيرة بعد أن كانت ظاهرة الشركات العائلية توارت بعد قيام ثورة يوليو، إلا أن العودة فى نهاية السبعينيات وما بعدها وحتى الآن كان ممزوجاً بالرغبة فى الاحتماء بأسوار السياسة والنفوذ والسلطة أحيانا، البعض قد يوافق على ذلك باعتباره حقا طبيعيا طالما تحكمه القوانين، ودون استغلال للنفوذ والسطوة فى تضخيم الثروة وتوسيع الأعمال بأشكال غير قانونية.

غياب مصطفى السلاب فى مرضه الأخير ثم وفاته لم يكن الغياب الأول عن المؤسسة، فكثيرا ما كان يسافر بالأسابيع فى رحلات حج أو عمرة أو عمل خارج مصر مما جعله يحضر لهذه النوعية من الفترات فى حياته عن طريق رسم خطط طويلة الأجل للمشروعات والخطوات التنفيذية لها، بالإضافة إلى التعامل مع أهل دائرته، وحتى خطط المناسبات والمعايدات على الغير، واتضح ذلك بشكل واضح عندما كانت مؤسسة السلاب أول المعزيين فى وفاة والد المهندس أحمد عز وتهنئة المهندس محمد أبو العينين بتوليه رئيس البرلمان الأورمتوسطى، والإعلان عن موسم التخفيضات والمعرض السنوى بمؤسسة السلاب التجارية فى نفس التوقيت كل عام.

كل ذلك كان نتيجة للخطوات التى اتخذها مصطفى السلاب منذ البداية فى زرع أبنائه محمد وحسام داخل مجموعة السلاب التجارية مستخدماً محمد السلاب كذراع أيمن فى مجموعة المعارض وحسام كذراع أيسر فى مجموعة مصانع السيراميك رويال فى المدن الجديدة، فى حين فضلت ابنتاه البعد عن أعماله.

وفاة السلاب تؤكد أن المؤسسات المالية لابد أن تستمر وإن غاب مؤسسها، وأن تظل تعمل ضمن أطر مؤسسية محترفة بعيداً عن فكرة البطل الأوحد، ودون اعتماد المؤسسة على شخص يمثل غيابه انهياراً للمؤسسة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة