د. فتحى حسين

لماذا لا يذهب الشعب إلى الانتخابات؟

الأحد، 21 نوفمبر 2010 04:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال يبدو منطقيا أو هكذا أظن- وليس كل الظن إثم- فقد طرحته على نفسى منذ سنوات عديدة وحتى الآن.. ومازال يطرح على الساحة فى هذه الأيام قبيل الانتخابات البرلمانية وهو لماذا لا يذهب كل الناس أو الشعب صاحب هذا البلد إلى التصويت أو إعطاء الصوت فى الانتخابات العامة سواء المجالس المحلية والنيابية أو مجلسى الشعب والشورى، وحتى الانتخابات الرئاسية؟ فقد كانت نسبة المقبلين على صندوق الانتخابات السنوات الماضية قليلة جدا قياسا بعدد السكان فى مصر، فقد وصلت النسبة العامة للمصوتين فى أقصى حالاتها إلى أقل من 25% من أفراد الشعب الذى يبلغ عدد سكانه أكثر من 85 مليون نسمة.

فالصورة الذهنية التى تكونت بل رسخت فى عقول ووجدان الشعب المصرى خلال السنوات الماضية وحتى الآن هى أن نتيجة الانتخابات البرلمانية (مجلسى الشعب والشورى) والانتخابات الرئاسية معروف نتائجها مسبقا وما يجرى من دعاية انتخابية وغيره من مظاهر الانتخابات ما هى إلا حاجات شكلية وتمثيلية جيدة الصنع والإعداد وبالتالى فلن يجدى الذهاب إلى صندوق الانتخابات.

لذا يبدو أن الحالة الانتخابية الحالية تلقى حالة من الفتور البالغ والتجاهل الملحوظ من قبل الغالبية العظمى، ولست أخالف الحقيقة إذا قلت بأن الانتخابات القادمة لمجلس الشعب والرئاسة سوف تشهد ضعفا شديدا فى الإقبال على صناديق الانتخابات على الرغم من إعلانات التوعية المختلفة فى التليفزيون الحكومى بضرورة أن تنتخب وتذهب لتقول رأيك ولا تكون سلبيا حتى ولو كان رأيك لم يغير ولن يغير شيئا إلا أنك فقط تفعل ما عليك والباقى على الله!!

فإذا نظرنا إلى الانتخابات الأمريكية التى جرت منذ شهرين- تقريبا- والتى ظلت نتائجها معلقة حتى اللحظات الأخيرة.. ورغم أنها أسفرت فى النهاية عن فوز الجمهوريين على حزب أوباما، إلا أن أحدا لم يكن يعرف النتيجة مسبقا، لأن كل الحزبين يتنافس بقوة وشرف وعلى قدم المساواة حتى النفس الأخير.

حتى فى الانتخابات الإسرائيلية التى تجرى بين الأحزاب المختلفة هناك للفوز برئاسة الحكومة حيث نجد صراع بين المتنافسين حتى الرمق الأخير، ولا أحد يستطيع معرفة النتيجة النهائية للعملية الانتخابية التى تجرى بشفافية كبيرة وحيادية،
ولكن الأمر عندنا يختلف سواء فى بلدنا أو فى البلاد العربية الأخرى فسوف تجد نتائج الانتخابات معروفة ومحسومة مسبقا ونسبتها تتفاوت ما بين 95% و99%، والأغلبية فى البرلمان للحزب الحاكم دائما، وهذه الحالة نعيشها منذ ما يقرب من ثلاثين عاما.

كما أن صوت المواطن ليس له قيمة فى الغالب- ويشعر هو بذلك فى الواقع ولكنه يذهب لكى يحصل على 50 جنيها من أحد المرشحين يسد بها رمقه وجوع أولاده- على الرغم من أنه يدفع هذا المواطن الضرائب من راتبه وتستقطع شهريا للدولة، بعكس الدول المتقدمة فنجد أصوات مواطنيها تحترم بشكل كبير للغاية لأنهم من دافعى الضرائب وينبغى احترام إرادتهم فى اختيار مرشحهم ونائبهم فى البرلمان.

فالبرلمان الحالى لم يعد مثل برلمان النصف الأول من القرن العشرين حيث تجد النائب المحترم والمثقف والمراقب للحكومة والمشرع للقوانين بحق ولم نكن نسمع عن الملايين الجنيهات التى تنفق وتدفع من أجل شراء الأصوات واستخدام البلطجية والشعارات الدينية الخادعة، ولم نكن نسمع عن نائب القمار ونائب الرصيف ونائب الشيشة ونائب الخدمات ونائب القروض ونائب سميحة ونائب سوزان ونائب فضائح العلاج على نفقة الدولة وفضائح الرشوة والجنس..إلخ.

ربما كان ذلك هو سبب عزوف الشعب عن الانتخابات والتصويت والحياة السياسية برمتها!!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة