صفاء الدين عبد الرحمن يكتب: أين أنت يا دكتور برادعى؟

الأحد، 21 نوفمبر 2010 05:00 م
صفاء الدين عبد الرحمن يكتب: أين أنت يا دكتور برادعى؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمخض الجبل فأنتج فأراً, قامت الدنيا وقعدت فى الأيام الأولى لدخول الدكتور محمد البرادعى خطئا على الساحة السياسية الداخلية فى مصر، والتى تحتاج إلى رجال تربوا بين ربوعها عاشوها بحلوها ومرها حرها وبردها, فقرها وغناها, رجال يعرفون ماذا يأكل المصريون وماذا يشربون؟ ماذا يطلبون وماذا يحتاجون؟ يعرفون الفرق بين الكفر والعزبة، وبين الزقاق والحارة, يعرفون الفرق بين متطلبات الحياة الأساسية، وبين متطلبات الرفاهية, يعرفون الفرق بين العشوائيات والأحياء, يعرفون فى النهاية مصر وما أدراك ما مصر.

عندما قامت الدنيا لهذا الدخول الخطأ على الخط السياسى صاحبه هوجة كبيرة، وخاصة من شباب الفيس بوك والتويتر طلبت فى البداية تقييم الرجل حتى لا يتسرع المتحمسون من الشباب على الفيس بوك والتويتر من الجرى وراء سراباً، وحتى لا يكبروا صغيراً أو يصغروا كبيراً، وطلبت من النخبة محاكمة الرجل سياسياً حتى تتزن الأمور وتقاس الأمور بمقاديرها, تفرج الكثير على المشهد السياسى، وخاصة من جانب الحكومة ولا نعرف السبب، وترك الحبل على الغارب يمكن تكون هذه ديمقراطية جديدة لا أفهم فيها من قبل الحكومة، أو أن تكون طريقة لكى يدلى كل بدلوه يعنى بالبلدى خلينا نشوف آخر الدكتور البرادعى وإلى أين يصل.

كانت هناك زحمة سياسية مصاحبة هذه الهوجة السياسية التى ليس لها أى داعٍ من وجهة نظرى المتواضعة، فقد كنت أرى أن هذه الساعات الإعلامية التى أنفقت للرجل كان أولى بها رجال يعيشون الهم الحقيقى للشعب الذين هم الآن فى معترك حقيقى لموسم الانتخابات، وهم النواب سواء حكومة ومعارضة, يحتاجه من قادوا صراع التغيير الحقيقى والتطوير والتغيير والذى تبناه وبدأ به الحزب الوطنى الديمقراطى، فلقد خطى الحزب الوطنى خطوات عظيمة فى التغيير شعر بها المرتبط بالشأن العام مباشرة عند اختيار المرشحين هذه المرة مستفيدين من الملاحظات التى قدمتها المعارضة طيلة السنوات الماضية داخل قبة البرلمان عن نواب لا يستحقون تمثيل الشعب تحت هذه القبة، فجاءت استعدادات الحزب الوطنى مشرفة للغاية فى طريقة اختيار المرشح ضمن مواصفات دقيقة ساعدهم فيها رؤية السيد جمال مبارك نحو مستقبل مشرق كى يحقق النواب متطلبات العصر من تطور حقيقى على الساحة العالمية يتيح لمصر الوجود الحقيقى على الخريطة العالمية بجهد أبنائها المخلصين ساعد فى تحقيق هذه الرؤية جماهير الشعب الواعية فى الدوائر الانتخابية التى أبت من اللحظات الأولى إلا أن يمثلهم نواب يستحقون الترشيح بعيدا عن أى ممارسات أخرى قد تصل فى السابق إلى نواب لا يستحقون المقعد.

فتساوى الجميع ووقف الوزير بجوار النواب العاديين من أبناء الدائرة فى صراع على الكفاءة الشعبية بالدرجة الأولى وفق دراسة أمنية مستفيضة لملفات الأعضاء من الممكن أن تستفيد منها الدول الأخرى فى آليتها الرائعة.

ولكن وسط هذا العرس الديمقراطى الذى ينبض له القلوب وتبح له الحناجر حق علينا أن نسأل أين أنت يا دكتور برادعى, إن لم تكن فى هذه المعركة الحقيقية من بناء مصر سياسيا فمتى نراك إذا؟
ومن تحمس لك دكتور برادعى من الشباب، آن لكم الآن أن تسألوا الدكتور البرادعى، وهذا حق أصيل لكم هذا السؤال بملء الفيه.
أين أنت يا دكتور برادعى؟ سؤال يحتاج إلى تفكير عميق من النخبة السياسية ومن الناخبين من الشباب قبل أى شىء، فقد حان وقت الحساب.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة