محمد حمدى

يدى على قلبى

السبت، 20 نوفمبر 2010 12:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمس فى عرس فى محافظة قنا سقط قتيل وأصيب آخر إصابة خطرة فى إطلاق نار بين أنصار مرشحين فى الانتخابات المقبلة، وقبل أن تبدأ الترشيحات سقط ثلاثة قتلى فى محافظة الدقهلية، فى مشاجرة بين أنصار مرشحين مفترضين فى انتخابات لم تكن قد بدأت بعد.

رؤية الدم فى الانتخابات العامة فى مصر ليست جديدة، وكانت انتخابات 1995 هى الأسوأ على الإطلاق، حيث سقط فى يوم التصويت نحو عشرين قتيلا، منهم خمسة من عائلة رئيس الإذاعة السابق فهمى عمر فى دائرته الانتخابية بمحافظة قنا، من بينهم ابنه الذى كنت أعرفه معرفة شخصية.

وغالبا ما يترافق مع أى انتخابات فى مصر أعمال عنف تترواح شدتها وخطورتها من انتخابات لأخرى، لكن الانتخابات المقرر إجراؤها الأحد المقبل قد تكون الأكثر عنفا ودموية فى تاريخ مصر، فى ضوء أن مقدماتها عنيفة حتى الآن، وفى ضوء تصريحات عدد من الإخوان بأنهم سيدافعون بالقوة عن الصناديق الانتخابية، وفى ضوء أيضا أن المجتمع المصرى أصبح عنيفا أكثر من ذى قبل.

فى الديمقراطيات الراسخة يتعبر يوم الانتخابات عيدا للديمقراطية، لأنه اليوم الذى يقرر فيه الناس بإرادتهم الحرة مستقبل بلادهم، سواء بمنح الحزب الحاكم تفويضا جديدا بالاستمرار فى الحكم، أو بسحب الثقة منه واختيار حزب جديد يأتى بسياسة مغايرة.

التغيير عبر صناديق الاقتراع هو أرقى شكل من أشكال الديمقراطيات الحديثة، لأنه يجعل لكل صوت انتخابى ثمناً، فيذهب الناس للتعبير عن آرائهم بمنتهى الحرية واليسر، ورغم أن الانتخابات قد لا تأتى بالأصلح دائما فإن الناس يرتضون بنتائجها، ويصححون فى الانتخابات التالية ما يقعون فيه من أخطاء تصويتية.

لكن فى دول العالم الثالث، ومن بينها مصر، يضع الناس أيديهم على قلوبهم مع كل انتخابات عامة، ودائما ما يقولون "ربنا يعديها على خير"، وهذا الدعاء يعكس حالة من الخوف والقلق من العملية الانتخابية برمتها.

وكما قلت فى مقال سابق إن أسس النجاح فى الانتخابات العامة فى مصر أصبحت مختلة، تعتمد على المال والبلطجة والقبيلة أو العائلة الكبيرة التى تساند ابنها وتحمى لجانها، وتملك القدرة على تسويد أكبر عدد ممكن من بطاقات التصويت.. ولا مانع فى استخدام العنف والإرهاب وترويع الناس الآمنين.

لكل ذلك أخشى أن تأتى الانتخابات أكثر عنفا وأكثر دموية، وأضع يدى على قلبى، فمصر تميل إلى العنف أكثر من أى وقت مضى، وحالة الضيق بسبب ظروف الحياة الصعبة تحولت إلى عنف على كافة المستويات، ولم يكن صندوق الانتخابات هو وسيلة التغيير فى أى يوم فى مصر.. وحين تسد المنافذ السلمية لتغيير الواقع.. تنفتح أبواب العنف.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة