أجرت الصين اليوم، السبت، مراسم السيامة الأسقفية "مراسم الترسيم" للأب جيو جين كاى، حسبما أكد ليو بانيان، نائب رئيس الهيئة الوطنية للكاثوليك فى الصين، وهى الكنيسة الكاثوليكية التى تشرف عليها السلطات
وتعين الحكومة أساقفتها، رغم اعتراض الفاتيكان وإصداره بيانا أمس الأول، الخميس، اعتبر فيه هذه السيامة "غير قانونية ومسيئة للعلاقات البناءة التى أقيمت حديثا بين الصين والفاتيكان".
وقال ليو، "أبلغنا الفاتيكان قبل سنتين بمسألة سيامة الأب جيو جين كاى أسقفا، لكنه لم يرد أبدا".
وكان الفاتيكان أعرب عن قلقه من قيام مسئولين حكوميين بإرغام عدد من الأساقفة والكهنة الموالين لبابا الفاتيكان على حضور سيامة أساقفة لم يحصلوا على الموافقة الباباوية من خلال تعرضهم لضغوطات قوية وتهديدات صريحة.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردى، إنه "إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، سيعتبر الفاتيكان هذه التصرفات انتهاكا خطيرا للحرية الدينية وحرية المعتقد، وبالتالى فهى غير قانونية"، لكن ليو بانيان نفى هذه المعلومات، مؤكدا أن حضور السيامة أمر اختيارى.
ويذكر أن إجمالى عدد سكان الصين يبلغ 3ر1 مليار نسمة من بينهم مائة مليون فقط يدينون بعقائد سماوية وأرضية مختلفة، فيما تعتبر الديانة المسيحية ثالث عقيدة من حيث عدد الأتباع - بعد البوذية والإسلام- ويرجع تاريخ دخولها للصين إلى مطلع القرن السابع الميلادى ويبلغ إجمالى عدد الكنائس المنتشرة فى شتى أنحاء الصين نحو 4600 كنيسة.
وتوجد كنيستان كاثوليكيتان فى الصين، إحداهما "وطنية أو شرعية" مرتبطة بالسلطات السياسية الرسمية والأخرى "سرية" مرتبطة بالفاتيكان الذى يؤكد أن الصين بها نحو 8 - 12 مليون كاثوليكى ما زالوا أوفياء للكرسى الرسولى وهم فى عداد "الكنيسة السرية".
ويختلف الجانبان "الصين والفاتيكان" حول من الذى له سلطة تعيين الأساقفة، لكنهما يجريان مفاوضات استكشافية سرية وحذرة بشأن تطبيع العلاقات، ولم يسبق لأى منهما الإعلان صراحة أو علانية عن هذه المفاوضات.
وخلال العقود الخمسة الماضية اختارت الكنائس الكاثوليكية الصينية - من منطلق احتياجها إلى التنمية- أكثر من 170 أسقفا وقامت بترسيمهم دون العودة إلى الفاتيكان، وحثت على مواصلة أعمال الاختيار والترسيم لملء الأماكن الشاغرة للأساقفة ودفع تنمية الكاثوليكية فى الصين قدما للأمام.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الصين والفاتيكان مقطوعة منذ العام 1951 على إثر اعتراف الكرسى الرسولى بتايوان ومن ثم تحول الفاتيكان بعلاقاته من بكين إلى تايبيه احتجاجا على قيام بكين بطرد عدد من كبار رجال الدين المسيحى الأجانب الذين أرسلهم الفاتيكان، متهمة إياهم بممارسة مهام تبشيرية فى البلاد تحول دون إقرار المصالحة والوفاق بين أفراد القوميات الـ56 على اختلاف عقائدهم السماوية والأرضية.. ولتصبح بذلك دولة الفاتيكان هى الدولة الأوروبية الوحيدة التى تقيم علاقات دبلوماسية مع تايبيه من إجمالى 23 دولة فقط على مستوى العالم مقابل أكثر من 170 دولة لا تعترف بالجزيرة كدولة مستقلة وتعارض انفصالها عن
الصين الأم.
وتتمسك الصين بشرطين أساسيين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان، وهما قطع الفاتيكان علاقاته مع تايوان والتوقف عن التدخل فى الشئون الداخلية للصين تحت أى ذريعة، وتؤكد ضرورة اتباع هذين المبدأين فى أى مساع ترمى لتحسين العلاقات بين الصين والفاتيكان.
أزمة جديدة بين الصين والفاتيكان على خلفية ترسيم أسقف كاثوليكى
السبت، 20 نوفمبر 2010 01:30 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة