أحمد رجب الرجل الذى يهز مصر بـ"2\1 كلمة"

السبت، 20 نوفمبر 2010 02:52 م
أحمد رجب الرجل الذى يهز مصر بـ"2\1 كلمة" الكاتب الساخر أحمد رجب
كتبت فاطمة خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى "2\1 كلمة" استطاع أن يحفر اسمه فى قلوب كل قرائه.. "فلاح كفر الهنادوة" الذى يخفى وراء عبوس وجهه وحمله لهموم أبناء وطنه ضحكة وسخرية لا تنتهى.. مقالبه الساخرة فى كل أصدقائه وتقوقعه حول ذاته ورفضه للظهور أو الحديث لأى وسيلة إعلامية.. عظمته تكمن فى إختلافه عن الآخرين فى طريقة كتابته الموجزة التى تفى بكل التفاصيل فى كلمات قصيرة.. كل هذه كانت ملامح شكلت شخصية أحمد رجب التى يمكن أن نصفها بـ"السهلة الممتنعة"، والذى يحتفل بعيد ميلاده الـ82 غداً، السبت، فى صمت كعادته.

أحمد إبراهيم رجب صاحب البصمة الخاصة فى الكتابة الساخرة من مواليد 20 نوفمبر 1928 منطقة الرمل بمدينة الإسكندرية، وتخرج فى كلية الحقوق فى عام 1951 ثم عمل محرراً بدار أخبار اليوم بالإسكندرية، تزوج عام 1961 ولم ينجب من زوجته التى كان يحبها للغاية، حيث ظهر هذا جلياً فى إهداءاته لها التى تصدرت أولى صفحات أغلب كتبه.

أوجاع المواطن المصرى أبَّرزها رجب من خلال شخصيات كاريكاتيرية خرجت من ورق صحيفة الأخبار التى كان يكتب فيها ويرفض الانتماء لغيرها رغم كثرة العروض، لتتكلم بألسنتنا وتنقل همومنا للمسئولين، فابتكر شخصية فلاح كفر الهنادوة الذى يخاطب رئيس الوزراء عاطف عبيد الذى كان يناديه بالبيه عاطف، ثم أحمد نظيف والرئيس مبارك ويتحدث عن مشاكل كل الفلاحين بلسانهم.

"مطرب الأخبار" تلك الشخصية الغريبة التى ابتكرها أيضا، ربما كانت تعبر عن حلمه القديم الذى لم يتحقق بأن يصبح مطرباً مشهوراً، واخترعها خصيصاً لتعبر عن سوء أحوال الفن، من خلال المطرب صاحب الصوت الردىء الذى يصر على الغناء فى الحفلات والأفراح ويتعرض للضرب فى كل مرة يغنى فيها.

"عزيز بك الأليت" و"الكحيت" شخصيتان عبر رجب من خلالهما عن الفروق الاجتماعية بين المصريين، ما بين شخصية عزيز بك الأليت صاحب الثروة الفاحشة و"الكحيت" المواطن الفقير الذى لا يجد العيش الحاف، وكلاهما يشتركان فى طابع الادعاء والمنظرة، الاثنان مختلفان فى المظهر، عزيز بك بملابسه الفخمة وأنفه الشامخ والكحيت بشعره الأجعد وذقنه الغامقة وملابسه الرثة، يصفه أحمد رجب بأنه نموذج الشخص المصرى السلبى.

عالم أحمد رجب ملىء بالشخصيات التى لاتنتهى مثل: شونيا والعجوز المتصابى الذى يشكو دائماً من مراهقاته مع شونيا بينما وهى فى كامل صباها تدير له ظهرها ولا تعيره أى اهتمام، وشخصية كمبورة والذى ظهر لأول مرة فى كتابه "كمبورة فى البرلمان" ووصفه قائلاً: "اسمه بالكامل غير معروف، يقال إنه عبد الله كمبورة، وفى قول آخر سليم كمبورة، وفى قول ثالث خليل كمبورة.. واسمه هو حضرة صاحب الحصانة السيد العضو كمبورة بيه، ولغة كمبورة هى لغة زمن الانفتاح التى ابتدعت ألفاظ الأرنب والنص أرنب والباكو والأستك والتمساحة والخنزيرة."

ولا ننسى شخصيته الأسطورية التى جرت على الألسن وهى عبده مشتاق الذى يحلم بكرسى الوزارة، ويتشوق دائما لمعرفة أخبار جديدة عن أى تعديل وزارى يحدث، آملاً أن يكون ضمن المحظوظين المرضى عنهم وتقابل هذه الشخصية، أما "على الكومندا" فهو لسان السلطة الذى يدافع عنها، المتحدث الرسمى باسمها، وغالباً يطل على الغلابة من إحدى البرامج التلفزيونية، ويربط كلامه بما أشار إليه السيد الوزير شارحاً وجهة نظره أو مصرحاً بما هو مسموح له أن يقوله.

ولم تخرج شخصيات أحمد رجب السالفة الذكر إلى الصحف بدون ريشة توأمه رسام الكاريكاتير مصطفى حسين، الذى رسم كل هذه الشخصيات والمواقف، وأبدع أيما إبداع فى نقل النكتة، لكن يبقى فى هذه الصداقة سر كبير عن الخلاف الذى استمر بينهما لسنوات، حتى انتهى بجلسة صلح مؤخرا.

فى المرات القليلة التى تحدث فيها رجب عن كتابته "2\1 كلمة" وصفها بأن الإعداد لها يستغرق وقتاً أطول من كتابتها، فهو يتصفح كل الصحف المصرية والعربية والأجنبية، مثل أى صحفى متابع، ثم يبدأ فى كتابة "2\1 كلمة". وفى السادسة من عمره تمنى رجب أن يصبح مطرباً، وخاض بالفعل تجربة الغناء، فى فرح أحد أقاربه، لكنه قرر الاعتزال بعد إصابته بثلاث غرز فى ذقنه.

لأحمد رجب عدد كبير من الكتب الساخرة منها صور مقلوبة، وضربة فى قلبك، والحب وسنينه، ونهارك سعيد، وكلام فارغ، وفوزية البرجوازية، إضافة لممارسته الكتابة للأطفال، حيث حول كتاب كليلة ودمنة إلى قصص للأطفال، ونشرها فى مجلة الأولاد، وبقيت دائما بداخله رغبة أن يكون كاتباً للأطفال.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة