أكد السفير أشرف منير رئيس القسم القنصلى بالسفارة المصرية فى كندا أن الأقسام القنصلية بالسفارة بدأت فى تطبيق الأنظمة الحديثة لمنح التأشيرات الإلكترونية الجديدة، مشيرا إلى وجود تنسيق بين الخارجية ووزارة الداخلية لإصدار جوازات السفر الجديدة المقروءة آليا وفقا للأنظمة المعمول بها فى مصلحة الطيران المدنى الدولية .
منير كشف فى حواره مع اليوم السابع عدم عدم امتلاك السفارة المصرية فى كندا لقاعدة بيانات للمهاجرين المصريين هناك، مرجعا ذلك إلى عدم تسجيل المواطنين أنفسهم بالسفارة، رغم أن التسجيل كما قال هو من أجل خدمة المواطن المصرى المهاجر أو المغترب، كما يتيح للســفارة أن يكـــون لديها إحصاء دقيـــق عن عدد أبناء الوطن فى هذه الدولة وتقديم الرعاية اللازمة لهم.
وإلى نص الحوار:
هل بدأ القسم القنصلى المصرى فى كندا فى تطبيق الأنظمة الحديثة لمنح التأشيرات؟
فعلا بدأ القسم القنصلى بالسفارة المصرية فى كندا فى تطبيق نظام التأشيرات الإلكترونية للراغبين فى زيارة مصر للسياحة أو حضور مؤتمرات أو لزيارة أصدقاء من أول يوليو الماضى، وأنا سعيد جدا بتطبيق هذا النظام الإلكترونى المشرف الذى يعتمد على وضع إستيكر عالى التأمين ببيانات الزائر وصورته ومدة الزيارة وعـدد السفريات، لأنه بالطبع يدخل هذا فى إطار خطة التطوير الشاملة التى يرعاها الوزير أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، لكى تصبح مصر فى مصاف الدول المتقدمة التى تصدر هذا النوع من التأشيرات.
وفقا للنظام الجديد ما هو الوقت الذى يحتاجه أى أجنبى للحصول على تأشيرة الدخول إلى مصر حاليا، وما هى الإجراءات التى يتبعها؟
الوقت الذى يحتاجه الأجنبى الراغب فى زيارة مصر سواء للسياحة أو المؤتمرات أو الزيارة العادية لأصدقاء أو أقارب هو ثلاثة أيام فقط، وتعتبر هذه المدة قصيرة جدا مقارنة بالمدة التى يستغرقها إصدار تأشيرات دول أخرى، ولكن يجب علينا ألا ننسى أن مواطنى بعض الدول التى يفد منها أعداد كبيرة من السياح يمكنهم الحصول على تأشيرات فى موانئ الوصول المصرية تشجيعاً للتدفق السياحى، وبالتالى فالتأشيرات الإلكترونية التى تصدرها الأقسام القنصلية بالسفارات أو القنصليات العامة أو القنصليات غالبا ما تعطى لأغراض غير السياحة كحضور مؤتمرات أو زيارة أصدقاء أو للعمل فى منظمات دولية.
تطبيق الأنظمة الحديثة يستتبعه تسهيل إجراءات استخراج الوثائق المصرية للمصريين المقيمين فى كندا، إلى أى مدى نجح القسم القنصلى فى تسهيل هذه الإجراءات؟
هذا صحيح ويجب الإشارة إلى التطوير الإلكترونى الكبير الذى تشهده مصر فى كافة المجالات، خاصة فيما يتعلق باستخدام النظم الحديثة فى إصدار الأوراق الثبوتية مثل شهادات الميلاد وجوازات السفر المميكنة والرقم القومى وقسائم الزواج وصحف الحالة الجنائية، بل أيضا رخص قيادة السيارات والعديد من الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطن، فعلاوة على سهولة قراءة واسترجاع البيانات الإلكترونية فأيضا تحقق هدف أكبر وهو مكافحة أى نوع من أنواع التزوير لهذه الوثائق المميكنة والمغلفة بطرق عالية التأمين.
وبالنسبة لسؤالك عن استصدار الوثائق الثبوتية الإلكترونية للمصريين المهاجرين أو المقيمين فى كندا فالقسم القنصلى بالسفارة يتلقى المستندات والأوراق المطلوبة لإستصدار شهادات الميلاد وجوازات السفر المميكنة وصحف الحالة الجنائية ويرسلها عبر الحقيبة الدبلوماسية للأجهزة المختصة بالقاهرة للإصدار ثم يسلمها للمواطن بعد تلقيها من القاهرة.
الجالية المصرية فى كندا من أكبر الجاليات المصرية فى الخارج، كم وصل عددها حتى الآن، وهل هناك إقبال من الجالية لتسجيل بياناتهم فى السفارة؟
الواقع إن العدد التقريبى للمصريين المهاجرين أو المقيمين بغرض الدراسة أو العمل فى كندا يقترب من ٣٠٠ ألف مواطن، لكن لعلى لا أذيع سرا عندما أقول إن عدد المسجلين فى سجلات القسم القنصلى بالسفارة فى العاصمة الكندية أو القنصلية العامة فى مونتريال يقل كثيرا جدا عن العدد الذى أشرت إليه، وأحب أن أنتهز الفرصة لأحث المواطنين على أهمية وضرورة تسجيل أنفسهم بالسجلات القنصلية، فيجب أن يكون لدينا إحصاء دقيق عن أعداد العلماء المصريين فى مجال معين مثلا، بالإضافة إلى أهمية هذا التسجيل حيث يحدث فى أحيان كثيرة جدا أن نتلقى طلبات من القاهرة أو مواطنين عاديين للاستفسار عن ذويهم المهاجرين فى كندا منذ زمن بعيد ونجد صعوبة بالغة فى الرد على هذه الطلبات لعدم وجود قاعدة بيانات للمهاجرين المصريين من هنا تأتى أهمية هذا الإجراء.
إلى أى مدى هناك تواصل بين الجالية والبعثة الدبلوماسية المصرية فى كندا؟
تعتبر الجالية المصرية فى كندا من أكثر الجاليات الأجنبية احتراما وتقديرا فى المجتمع الكندى، فأعضاؤها أساتذة جامعات مرموقين وعلماء فى شتى المجالات، وبالفعل تحرص السفارة على دعوة كل من تستطيع الوصول إليه فى المناسبات المختلفة التى لا تقتصر على الاحتفال بالعيد القومى، وإنما تمتد إلى الأحداث الثقافية كزيارات الفرق الفنية المصرية أو الفنانين أو تقديم المحاضرات عن الحضارة الفرعونية مثلا، وبالتالى فالتواصل موجود.. ولا يفوتنى هنا أن أشير إلى أهمية دور الطلبة المصريين من الشباب الدارسين فى الجامعات الكندية، فأنا على اتصال دائم برؤساء اتحادات الطلبة المصريين وأحثهم على الدوام للمشاركة فى المناسبات الثقافية والفنية التى ترعاها السفارة.
خلال الفترة الماضية كانت هناك عروض لفرقة رضا فى كندا، إلى أى مدى تساهم مثل هذه العروض والفرق الفنية فى استمرار التواصل بين المصريين فى الخارج وبلدهم؟
عروض فرقة رضا لاقت نجاحا منقطع النظير سواء فى العاصمة أوتاوا أو مدينة مونتريال، واللافت للنظر أن عددا كبيرا من الكنديين شارك فى حضور عروضها والاستمتاع بفنها، حيث لم يقتصر الاهتمام بها على الجالية المصرية والعربية، ومن هنا يأتى اهتمام وحرص السفارة على تقديم الفنون والثقافات المصرية فى الخارج، وهو أمر يوليه السفير المصرى فى كندا وائل أبو المجد اهتماما شخصيا لاقتناعه بدور الفن والثقافة فى الدعاية لمصر سياحيا وثقافيا.
هل يؤمن الدبلوماسى بدور عوامل القوة الناعمة فى الإبقاء على مكانة الدولة خارجيا، وما مكانة الفن ضمن هذه القوة؟
فى تقديرى أن القوة الناعمة أشد تأثيرا من القوة الغاشمة، إن صح التعبير، فالدول الكبرى تولى اهتماما بالغا لاستخدام القوة الناعمة فى علاقاتها الدولية، ولا شك أن الفن أحد أهم الوسائل التى يمكن من خلالها ممارسة التأثير الإيجابى على الآخرين من هذا المنطلق، وبالنظر إلى التميز المصرى فى الثقافة والفنون عبر العصور تأتى أهمية استخدام الفن كأداة مؤثرة فى التعريف بالواقع المصرى، ولا ننسى أن مصر كانت من أوائل الدول التى أنتجت أفلاما سينمائية مثلا فى بدايات القرن العشرين، وقد كان لذلك أثر كبير على نشر وفهم اللجهة المصرية فى المنطقة العربية، وبهذه المناسبة أقول إن الحفاظ على الريادة الفنية والثقافية أمر يجب ألا يغيب عنا.
وما هى المواقف التى حدثت معك ولا تستطيع نسيانها ؟
المواقف التى لا أنساها كثيرة.. أذكر منها على سبيل المثال أنى التقيت صدفة بالفنان الراحل أحمد زكى الذى طلب منى تقديمه للوزير المرحوم أحمد ماهر عندما كان وزيرا للخارجية، وقد حضرت مقابلة بينهما، كما أننى أذكر أنى حضرت مفاوضات السلام فى طابا عام ١٩٩٥ وأسعدنى الحظ فى التعامل عن قرب مع كل من الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات والرئيس الإسرائيلى الحالى شيمون بيريز الذى كان وزيرا للخارجية حينئذ، ولا أنسى زيارة للدوق الأكبر فى لوكسمبورج والتى تفقد خلالها ملجأ للأطفال فى منطقة حدائق القبة بالقاهرة، وكيف أنه تأثر بشدة من حالة أحد الأطفال لدرجة أننى بكيت من الموقف.
رئيس القسم القنصلى بالسفارة المصرية فى كندا: لا نملك قاعدة بيانات كاملة للمصريين المهاجرين لأنهم لم يسجلوا بياناتهم فى السفارة
الثلاثاء، 02 نوفمبر 2010 12:37 م