اعترف خبراء الفضاء بأن البرنامج الفضائى المصرى تكمن مشكلته الأساسية فى التمويل حيث يحتاج المشروع إلى 100 مليون دولار بينما تنفق الدولة 5 ملايين جنيه فقط، ورفض الخبراء اتهام المهندسين المصريين الذين تركوا البرنامج بالخيانة.
قال الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربى لعلوم الفضاء والفلك، إن المشكلة فى برنامج الفضاء المصرى لا تتمثل فى الباحثين، وإنما فى توفير الشروط المادية والقيادة الوطنية الجيدة لهم، موضحاً أنه لا يوجد قرار سياسى قوى أو إرادة سياسية، بالإضافة إلى عدم وجود التمويل اللازم للنهوض بالبرنامج.
وقال شلتوت: «إذا كان تمويل برنامج الفضاء يبلغ 5 ملايين فقط العام الماضى يبقى إحنا بنمول لعبة»، مؤكداً أن كل شىء سلبى فى البرنامج يرجع للحكومة التى لا تولى اهتماما به ولا يعود للباحثين أو المشرفين عليه، فهذا البرنامج كان مقررا له فى البداية توفير 400 مليون جنيه.
وأكد شلتوت أنه لكى يقوم البرنامج الفضائى المصرى على قدميه لابد من أن يتم توفير نحو 100 مليون دولار له سنوياً وليس مليون دولار كما هو الآن، موضحا أن هناك دولا مثل الهند والصين وبها فقر تصرف من 5 إلى 6 مليارات دولار، لأنهم ناس يريدون أن يذهبوا للمريخ ونحن فى مصر بندور على كلام فارغ، مؤكداً على عدم وجود خطة للدولة ولا للمراكز البحثية والجامعات المصرية فمعظم البحوث العلمية ضعيفة ويتم إجراؤها من أجل الترقيات.
وأضاف أن العلماء سواء فى مجال الفضاء أو أى مجالات أخرى هم بحاجة إلى العمل فى مناخ صحى، فإذا كان غير ديمقراطى وفاسدا مليئا بالملوثات فلن يفكر العلماء بالطريقة الصحيحة، ولن يعيشوا حياة كريمة، معتبرا أن الديمقراطية السليمة هى بداية الطريق لكل شىء. قائلاً: إذا كان الضمير فاسدا والإرادة فاسدة فسوف يصبح كل شىء فاسدا.
وأكد شلتوت أن تفوق برنامج الفضاء الإسرائيلى على المصرى وامتلاك إسرائيل أقمارا للتجسس تقوم خلالها بالتصوير يمثل خطراً كبيراً فأصبحت أرض مصر والبلاد العربية مكشوفة، موضحاً أن تفوق إسرائيل فى برنامجها الفضائى يؤثر سلبياً على عملية السلام فى الشرق الأوسط ويقلل من سيادتنا على أرضنا.
وحول عدم دخول مصر فى مجال إطلاق أقمار تجسس قال الدكتور شلتوت: لما يبقى عندنا الأول أقمار للاستشعار عن بعد وللاتصال نعمل أقمار للتجسس.
قائلاً: «لا نملك أقمار تجسس لأننا ضعفاء ليس فى الموارد بل فى البناء وذلك بسبب الحكومات المتتالية»، موضحاً أن موارد مصر لو كانت فى إسرائيل لتم استغلالها بصورة صحيحة، مشيراً إلى أن هناك مصادر كثيرة للموارد المالية مثل السياحة وقناة السويس متسائلاً فى استنكار: «ربنا رزقنا لكن أين تذهب الأموال».
وحول وجود تمويل ومنح لبرنامج الفضاء المصرى أكد شلتوت أن البرنامج من الأساس أنشئ كمشروع قومى لمصر، فهو لم يقم على المنح من الأساس، موضحا أننا لا نعرف كيف نحصل على تمويل مثلما يفعل الهنود بذكاء.
وحول هروب بعض المهندسين العاملين فى البرنامج وسفرهم للخارج ومحاولة وصف البعض لهم بأنهم خانوا انتماءهم للبرنامج بعد أن تم تدريبهم، قال شلتوت: أرفض أن يتم اتهام الباحثين الذين رحلوا عن المشروع بالخيانة، موضحا أن المهندس فى برنامج الفضاء المصرى يتقاضى نحو ألفى جنيه تأتى له عروض بـ 8 آلاف ريال فيضطر إلى السفر لبناء حياته لأن الألفين جنيه لن تمكنه من العيش وبناء الحياة والزواج فهذا منطق الحياة، أن يجد الإنسان الأفضل له. وأضاف قائلاً: «إحنا لسنا فى بلد شيوعى علشان نقول دربناهم وسابونا».
وطالب الدكتور محمد بهى الدين عرجون، المدير السابق لبرنامج الفضاء المصرى، بأهمية إنشاء وكالة مصرية للفضاء تهتم بجميع أنشطة الفضاء من تصنيع الأقمار الصناعية وتشغيلها وإطلاقها، مؤكدا على أهمية بحوث الفضاء فى دفع البحث العلمى والتكنولوجى، وأن مصر لديها القدرة على أن تصبح دولة رائدة فى الفضاء بفضل باحثيها وعلمائها فى هذا المجال، مؤكداً على أن تتبع وكالة الفضاء المصرى جهة سيادية مما يوفر لها التمويل.
وأكد الدكتور كساب، رئيس وحدة تصميم الهيكل وأجهزة الحركة بالقمر المصرى «سات 1»، على أن برنامج الفضاء المصرى يعانى من ضعف التمويل، موضحا أنه لكى يقف البرنامج على قدميه استعداداً لإطلاق القمر المصرى سات 2 فإنه بحاجة إلى نحو 50 مليون دولار، واتفق مع الرأى الذى يدعو إلى إنشاء هيئة مستقلة للفضاء المصرى ولكن بشرط أن يأتى القرار من أعلى سلطة مما يضمن تحقيقه.
وأكد كساب استمرار المهندسين فى البرنامج بالبحث عن القمر البحثى ايجيبت سات 1 الذى تم فقد الاتصال به، مؤكداً أن القمر مازال يدور فى مداره، كاشفا عن تأجيل الإعلان عن مصير القمر إلى نهاية نوفمبر الجارى بدلا من منتصف الشهر الجارى نظراً لتزامن هذا الموعد مع وقفة عرفات وإجازة عيد الأضحى.
مسلم شلتوت
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة