أختلف وبشدة مع أصحاب الرأى العام، سواء من النُخبة أو من العامة، الذين يرون أن إنجازات حاضرنا التى نتمتع بها الآن فى الصباح والعشى فى كل المجالات مُجرد "تطور طبيعى"، وأن معظم الإيجابيات والإنجازات التى حولنا هى "نتاج طبيعى" للتطور الإنسانى، وليس بفضل أو جهد الحكومات التى تعاقبت على مصر بقيادة الزعيم المُبارك حسنى مُبارك!.
فإن كان من الطبيعى أن توجد سلبيات وإخفاقات فى مسيرة حياتنا، فإنه من الطبيعى أن نُطالب حكومتنا الخادمة بتصحيحها ومعالجتها وتحويلها لإيجابيات لخدمة الصالح العام.
وإن كان من الطبيعى أن تضطلع الحكومة بحل المشكلات وفق إيرادتها، ووفق ظروفها المحلية والإقليمية، ووفق التحديات والتهديدات من حولها، ووفق الفرص المتاحة لإيجاد هذه الحلول! فإن من غير الطبيعى أن تنجح أى وزارة فى ذلك إلا الحكومات التى تملُك هذه الحلول وتعقلها، وإلا الحكومات التى تعمل تحت قيادة زعيم مُلهم، مرن، هادئ، قوى، صبور كرئيسنا القائد مُبارك!
والدليل عندى على أن الأمر ليس تطورا طبيعيا كما يرى الراؤون، هو أنه لو كان الأمر هكذا لأصبحت جميع الدول على مستوى واحد من الرفاهية، وعلى مستوى واحد من التقدم الاقتصادى والاجتماعى والإنسانى والعسكرى والأمنى والعلمى والعملى والرياضى.. إلخ..
فالتقدم والنهضة ياسادة يستلزمان جهدا مستمرا، وجهادا فعالا، ومجهودا عظيما وكبيرا، كما يستلزمان كما درسنا فى كلية التجارة تخطيط وتنفيذ وتوجيه ورقابة وتمويلا! فضلاً عن حاجتهما إلى حُسن استخدام موارد، وحُسن توجيه إنفاق، وتفعيل الرقابة والمحاسبة على الخطأ اللاحق للتنفيذ، ويا حبذا لو وعت الحكومة ووضعت المعايير لضبط الأخطاء قبل وقوعها!
وإنى إذ أرى أن جميع الحكومات التى تعاقبت على مصر منذ 1981 وحتى الآن، قد قامت بكل حكمة واقتدار – إلا قليلاً - باتباع الخطوات المؤدية إلى النهضة وإلى التقدم، ومن ثم - رأينا الإنجازات تلحق بالإنجازات فى كل المجالات، ورأينا التغير النوعى والكمى غير المسبوق فى مستوى معيشتنا وحياتنا، وشعرنا بأن مصر تملك جيشا قويا يحتل لمن لا يعرف المرتبة رقم 11 على العالم، وأن أمن مصر الداخلى فى أيدى شرطة أمينة، وأن استقلال القضاء فى مصر مفخرة أمام العالم أجمع، ورأينا الزيادات المضطردة فى حجم ودائعنا بالبنوك العامة والخاصة، ناهينا عن احتياطى البنك المركزى من نقد أجنبى، وشهدنا المدن الجديدة التى زادت معها بشكل مباشر رقعة مساحة الأرض التى نحيا عليها من 3.5 % من المساحة الكلية لمصر إلى 7% ، وشهدنا النهضة الكبيرة فى مجال تكنولوجيا الاتصالات..
كل ذلك وغيره الكثير والكثير - سيؤدى بنا حتماً مع استمراره واستقراره بإذن الله - إلى تراجع فى نسبة الفقر وانخفاض فى عدد الفقراء، وإلى زيادة فى معدل دخول الأفراد، وإلى تقدم وراء تقدم فى جميع المجالات، وإلى انخفاض منتظر فى معدل البطالة، وإلى تحسن مستمر فى مستوى رفاهيتنا ومستوى معيشتنا، وإلى انخفاض فى نسبة الأمية التى نعانى منها كمجتمع أشد المعاناة، وإلى زيادة فى أحجام وقيم الصادرات، ومعها انخفاض فى قيم وأحجام الواردات، حتى نرى مصرنا الغالية العزيزة فى مقدمة صفوف الدول العظمى، وليس الأمر ببعيد بإذن الله..
وأخيراً - فقد بقى لى أن أرى أن "غير الطبيعى" هو أن تتغيب الغالبية العظمى من مواطنى مصر عن المشاركة فى الانتخابات بالتصويت لصالح مرشح يرون فيه القدرة على تحقيق أملهم المنشود، وحجب صوتهم عمن يرون فيه عدم القدرة على تلبية حاجاتهم واحتياجاتهم، وأمانيهم المستقبلية!!
فهيا بنا إلى المشاركة بالتصويت فى الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية القادمتين، فربما تكتمل نهضتنا، ويتحقق تقدمنا بهذا التصويت، وعندئذ نكون مجتمع ديمقراطى طبيعى كالمجتمعات التى نضرب بها الأمثال فى الرقى والرفاهية، ونحلم دوماً أن نكون مثلها.
سعيد سالم يكتب: بالمشاركة فى التصويت تكتمل نهضتنا
الخميس، 18 نوفمبر 2010 10:48 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة