عبد المنعم فوزى

الوعد الأوبامى

الخميس، 18 نوفمبر 2010 07:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة كلام جميل ما أقدر أقول حاجة عنه. المشكلة إن إحنا مش عارفين نسترد حقوقنا لا بالقوة أو بغيرها.

فاكرين وعد بلفور اللى ذكراه حلت يوم 2 نوفمبر من سنه 1917. طبعا عارفين إنه صدر بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية وبعد موافقة فرنسا وإيطاليا والرئيس الأمريكى ويلسون واليابان، كمان وافق عليه مؤتمر سان ريمو الذى عقده الحلفاء لوضع الخريطة السياسية الجديدة لما بعد الحرب العالمية الأولى وموافقة عصبة الأمم، طب نقول كمان لأن التكرار ممكن يعلمنا.. ليه الغرب تكتل وأعطى من لا يملك إلى من لا يستحق؟ للقيمة الإستراتيجية لفلسطين باعتبارها بوابة العبور إلى آسيا كما وصف هيرتزل دور الدولة اليهودية فى فلسطين بقولة: "سنكون بالنسبة إلى أوروبا جزءًا من حائط يحميها من آسيا، وسنكون بمثابة حارس يقف فى الطليعة ضد البربرية"، الوعد كان نوعًا من المكافأة لليهود بعد اكتشاف حاييم وايزمن الصهيونى لمادة الأسيتون وصنع المواد المتفجرة التى ساعدت بريطانيا فى الحرب، بريطانيا برضه الدولة العظمى ساعتها كسبت عصفورين بحجر واحد.. ضمان مساندة الطوائف اليهودية فى العالم والتخلص من موجات الهجرة اليهودية داخل أوروبا وتوجيهها إلى فلسطين حتقولى عمال تعيد وتزيد كل الكلام ده إحنا عارفينه إيه الجديد؟ حقولك وعد بلفور من الناحية القانونية وعد باطل وكل ما نتج عنه باطل، لكن الصهاينة خلوا العالم كله يعترف بيهم وهما عارفين عايزين إيه ويحققوه إزاى.الدليل إن بعد أكثر من مائة عام أصبح لديهم دولة وإحنا اللى عايزين نعمل سلام معاهم.. التجربة أثبت صحة ما قاله المفكر والكاتب والمكافح الراحل أدوارد سعيد بأن الإسرائيليين يأخذون بالقوة والحيلة، ولا يعطون بالهيّن ودون مقابل. وإذا اضطروا، يسعون إلى تحويل المساومة استثماراً عملا بالمثل القائل: ما لدينا لنا من دونكم، وما لديكم لنا ولكم.. الدليل أنهم عايزين وعود أخرى يخلوه مستند جديد ليهم لأن وعد بلفور اعتبروه مستندا قانونياً وتم ضمة لوثيقة الاستقلال وأن حق اليهود فى "الانبعاث القومى فى بلده تم الاعتراف به فى إعلان بلفور"، الجديد أنهم عايزين اعتراف من الفلسطينيين بأن كفاحهم المسلح وانتفاضاتهم طوال أكثر من 60 سنة كانت غير عادلة وغير مبررة.. يعنى ببساطة الاعتراف بوعد بلفور بأن إسرائيل دولة يهودية خالصة وأن فلسطين حق تاريخى لهم والفلسطنيين كانوا مغتصبين حقهم، شوف يا صاحبى لما أقولك اشتراط الحكومة الإسرائيلية على السلطة الفلسطينية الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل من أجل تمديد محدود للتجميد الجزئى للاستيطان، محاولة لاستدراج الفلسطينيين إلى تقديم هذا التنازل الحاسم بأن إنشاء إسرائيل وتشريد الفلسطينيين عمل مشروع، مش كده وبس ده المتطرف ليبرمان وتابعه نتنياهو يحاولان إلغاء ما أمكن من القضايا الست للحل النهائى: اللاجئون والقدس والاستيطان والمياه والحدود والأمن بإصدار تشريع يفرض على المهاجرين غير اليهود قسم الولاء لإسرائيل كدولة يهودية، يعنى إسرائيل شطبت ببساطة موضوع اللاجئين وأكلت وهضمت الأراضى الفلسطينية المحتلة وأجهضت وقتلت فكرة تقسيم القدس كعاصمة أبدية للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية بفعل الأمر الواقع، كمان القصة اللى نشرتها من المفاوضات على عملية التأجير والتبادل الممكن للأراضى بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، هدفها السيطرة فوق الأرض على خزانات مياه جوفية رئيسية تحت الأرض فى الضفة الغربية، كده بقى ما يبقاش عملياً من عناوين حل الدولتين، سوى قضيتى الحدود والأمن، طب ما هو وعد أوباما؟. حقولك إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعضو فى الأمم المتحدة، طب إيه يعنى الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش والأسبق بيل كلينتون قال نفس الكلام.. الجديد أن أوباما لم يكتف بالتحدث فى البيت الأبيض أو فى حفل محدود عن وجوب قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، لكنه فى24 سبتمبر 2010 من منبر الأمم المتحدة التزم بإقامة دولة فلسطين فى "برلمان العالم" بحضور كافة أعضائها ما عدا العضو الإسرائيلى اللى انسحب عندما أدرك أهمية وخطورة الوعد الأوبامى ليه بقى؟ لأنه ربط بين السلام والأرض، وطالب أصدقاء إسرائيل بأن يفهموا "أن الأمن الحقيقى للدولة اليهودية يتطلب وجود فلسطين مستقلة تسمح للشعب الفلسطينى بالعيش بكرامة". يعنى حث الأمريكان والغرب لدعم فعلى وعملى خطة لإنشاء دولة فلسطينية بسرعة، كمان التطور اللى مش شايفينه ظهور قناعة فى قلب المؤسسة العسكرية الأمريكية بأن السلام فى الشرق الأوسط هو الحل، الدليل أن الجنرال بترايوس فى شهادته أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ قال " التقدم نحو السلام الشامل فى الشرق الأوسط لا يجرى بصورة كافية، التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين يتطور أحياناً كثيرة إلى أعمال عنف ومواجهات مسلحة على نطاق واسع، كما يساهم هذا النزاع فى زيادة العداء لأمريكا فى ظل النظرة السائدة بأن الولايات المتحدة داعمة لإسرائيل، شوف يا صاحبى لما أقولك قوة اللوبى اليهودى لا يمكن أن تكون أقوى من المصالح الأمريكية وإذا تعاملنا بإيجابية مع الواقع الجديد حتنكشف إسرائيل أمام الرأى العام الأمريكى أولاً والعالمى ثانياً وساعتها ممكن أن يعود الحق لأصحابه.

السبب أن إسرائيل حكومة وشعبا حاسين أنهم فوق القانون وأقوى من الجميع والغرور والعظمة ركباهم وهى نفس المشاعر اللى كانت موجودة قبل انتصارنا فى 73 فصحوا النوم ياعرب.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة