درس أكدته تجارب هالة سرحان وحمدى قنديل وطونى خليفة

النجاح الإعلامى.. هل تحتكره القاهرة؟

الخميس، 18 نوفمبر 2010 05:10 م
النجاح الإعلامى.. هل تحتكره القاهرة؟ الإعلامية هالة سرحان
كتب ريمون فرنسيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإعلام صناعة لها مفردات، والتميز غاية لا بديل لها لمن يرغب أن يصنع لنفسه زاوية على خريطة الإعلام العربى، ومحاولات صناعة الإعلام البراق لم تعد مقصورة على بلد بعينه فكافة دول المنطقة العربية رغبت فى أن تذوق طعم النجاح الإعلامى من أرضها، وكانت التجربة المصرية فى الإعلام دليلا ودرسًا ونموذجًا يقاس عليه النجاح بداية من الستينيات حتى هذه المرحلة من التطور المذهل فى صناعة الإعلام.

واتفقت مراكز صناعة الإعلام العربى فى كل الدول العربية، على أن صناعة الإعلام الناجح لابد أن تقوم على العناصر البشرية المصرية خلف الكاميرا وأمامها وبدأ الاستعانة بالمذيعين المصريين لصناعة المواد الإعلامية فى كل القنوات العربية، ولكن سرعان ما أدركت هذه المؤسسات أن الأمر لا يتوقف إلى حد الاستعانة بمذيع أو إعلامى أو كاتب صحفى أو مخرج أو معد من مصر فهى الكوادر الأكثر فهما وتدريبا وتميزًا فى هذه الصناعة عربيا.

وعندما وعت تمامًا القنوات الخليجية والعربية أن النجاح لا يتطلب فقط الحضور الإعلامى المميز للمذيع إنما الأمر يتعلق بما هو أشمل، فكل عناصر صناعة البرنامج لابد أن تكون مصرية حتى الضيوف والفكر والإعداد حتى تجمعت هذه القنوات جميعها فى لدن الإعلام المصرى واستقرت بالقاهرة فى مدينة الإنتاج الإعلامى حتى وعندما ذاقت هذه القنوات طعم النجاح الإعلامى وبدأت تحقق جمهورها ومشاهدتها على مستوى الوطن العربى وعرفها الناس من مصر مثل قنوات "mbc"،"art"، "أوربت" و"دبى" و"أبو ظبى" و"العربية" حتى قناة الجزيرة لم يعرفها أحد إلا عندما استقرت فى مصر.

لم يرض الكثير عن احتضان مصر للإعلام العربى بأكمله وحدثت حركة تمرد على الريادة المصرية للإعلام خلال السنوات الأخيرة بقيادة قناة الجزيرة وتليفزيون "mbc، الذى قاد حركة تمرد على البرنامج المصرى والمسلسل المصرى وفتح ظاهرة دبلجة المسلسلات الأجنبية بعد أن كان المنتج المصرى صاحب فضل على معرفة المشاهد العربى له.

هذه الحالة من التمرد شملت أيضا دعوة للهجرة من القاهرة إلى مدن إعلامية أخرى بالمناطق، والابتعاد عن القمر المصرى، نايل سات الأكثر تغطية للمنطقة العربية، وكانت هذه الهجرة بمثابة كلمة النهاية لهذه القنوات بعد أن اكتشفوا أنه من الصعب أن تحقق نجاحًا خارج القاهرة بعيدًا عن نايل سات فأنت فى عاصمة الإعلام العربى دون أنى شك.

القاهرة حالة استثنائية من الحراك الإعلامى لا يمكن أن تجده فى أى عاصمة عربية أخرى وأى مدينة عربية حاولت أن تلمع فهى لم تأخذ بريقها إلا من القاهرة ولم تفقده إلا عندما بعدت عنها فى القاهرة، تجد ضيوف البرامج من المثقفين والفنانين والنجوم بمختلف مجالاتهم ورواد الرياضة ونجوم التعليق فى القاهرة عاصمة الإعلام العربى تجد الحراك الإعلامى والسياسى والثقافى والرياضى والأدبى والفنى لذلك تجد أن أى برنامج ناجح يعتمد بشكل أساسى على الضيوف المصريين والأحداث السياسية والفنية والرياضية وفى القاهرة تجد المادة التى تثرى البرامج، تجد الصانع والمصنوع أى الحدث ومقدمه وضيوفه ومعديه، ومع محاولة تعمد تصعيد بعض العناصر الإعلامية العربية لمضاربة العناصر المصرية فى تقديم البرامج والتعليق الرياضى على وجه الخصوص إلا أن هذه التجارب مازال ينقصها الكثير من النضج.

وحتى إذا كان هناك بعض العناصر العربية التى لمعت أخيرًا فلم يكتمل بريقها إلا فى القاهرة مثل حازم الكاديكى وطونى خليفة، الذى ظل فى الإعلام 20 عامًا ولم يذق طعم النجاح إلا فى القاهرة، كذلك تجارب المصريين الذين هاجروا من القاهرة بمختلف الأسباب سواء برضاهم أو أجبروا على هذا أكدت تجاربهم بالخارج أنهم تركوا ثوب النجاح مع لحظة خروجهم منها مثل الإعلامية هالة سرحان الظاهرة، فلم تظهر مذيعة اجتمعت عليها الأسرة المصرية مثل هالة سرحان وبعد أزمتها المعروفة عندما خرجت من مصر وحاولت الاستمرار على روتانا من خلال برنامج آخر من بيروت لم تحظ بأى نجاح مثل القاهرة وكأنها تركت نجاحها قبل أن ترحل على الرغم من مضاعفة الأمير الوليد بن طلال لميزانية برنامجها 5 أضعاف وقد أدركت هالة هذا الأمر فابتعدت عن الشاشة حتى تعود للقاهرة أو تظل بعيدة أفضل لها.

هذا الدرس أيضا قدمه لنا الكاتب الصحفى الكبير، حمدى قنديل، الذى قدم برنامج رئيس التحرير فى مصر وحقق نجاحًا غير مسبوق فكان صوتًا عاليًا ومنبرًا للرأى، بيد أن هذا الصوت انخفض وبات ضعيفا بعد خروج حمدى إلى دبى ومحاولته الاستمرار فى البرنامج ثم قناة ليبيا وتقريبًا انتهت صلاحية حمدى عقب خروجه من عاصمة الإعلام العربى، وكذلك وفاء الكيلانى، التى رغم استقرارها وإطلاق برنامجها من بيروت إلا أنها تعيش على المنتج المصرى طوال الوقت وعلى الرغم من ميزانية برنامجها الضخمة إلا أن نجاحها محدود للغاية بسبب ابتعاده عن بريق القاهرة.

النجاح الإعلامى يعنى أن تكون داخل القاهرة وهذا الدرس من أهم الدروس فى الإعلام العربى ومازالت تقدمه لنا مريم أمين إلى الآن فمع كل النجاح الذى تحققه فى دبى إلى الآن إلا أن الحلقات القليلة التى تظهر بها فى صباح الخير يا مصر مازال هو بصمتها الحقيقية فى الإعلام، لقد تعلم الإعلامى الكبير، عمرو أديب، هذا الدرس وأدرك يقينا أنه من الصعب أن يصنع ما حققه من نجاح خارج القاهرة بعيدًا عن العاصمة التى لا يهدأ فيها الحراك السياسى والثقافى والفنى والرياضى، فالإعلامى عمرو أديب، يدرك جيدًا أنه من الصعب أن تصنع نجاحًا إعلاميا بعيدًا عن القاهرة حتى لو كانت القناة مشفرة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة