على خليل

ماذا حدث للمصريين؟

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010 06:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تغير غريب جداً.. خطير.. مريب.. لا يوصف.. طرأ على سلوك الشخصية المصرية مؤخراً.. تغير لا يمت للفطرة الطبيعية للإنسانية بأى صلة.. تغير لم نعهده لدى المصريين والعرب عموماً.. تغير يستدعينا لأن نقف أمامه مشدوهين.. مستغربين.. مستنكرين.. متسائلين: ماذا يحدث؟ وما الأسباب؟ وكيف الحل والخلاص؟

على مدار الأيام القليلة الماضية طالعتنا الصحف بكمية ليست بالقليلة من الأخبار التى يصاب قارئها بحالة من الاشمئزاز والجزع والخوف والاستغراب.. بل و"القرف".. لأنها تنذر بوجود تغير رهيب طرأ على سمات الشخصية المصرية.. معظم هذه الحالات مرتبط بالنشء وتلاميذ وطلاب المدارس والجامعات.

"تلميذ يتهم زميله بهتك عرضه داخل مدرسة بالقاهرة الجديدة".. جملة تحمل الكثير من التساؤلات.. فكيف يفكر تلميذ بالصف السادس الابتدائى ـ لمجرد التفكير فقط ـ فى اغتصاب وانتهاك عرض تلميذ "زميله" بالصف الثانى الابتدائى؟ وأين ذهبت القيم والأخلاق التى تربينا عليها فى الماضى القريب؟ وأين دور الأسرة.. والمدرسة.. ووزارة التربية والتعليم؟.. وكيف يتم ذلك داخل مدرسة؟ وأين إدارتها من ذلك كله؟

"طالب أزهرى يفقأ عين زميله بعد مشاجرة داخل المعهد بأسيوط".. جملة ليست أقل فداحة وخطورة وبشاعة عن سابقتها.. فقد تحولت مدارسنا ومعاهدنا إلى ما يشبه المناطق العشوائية ـ بالرغم من وجود مناطق عشوائية لا يحدث مثل هذا بها، وتحترم البشر قبل احترامها القوانين، وكل ذنبها سوء التخطيط، وقلة موارد التنمية ـ تحول فى غاية الخطورة يحاول التهام مدارسنا وتحويلها إلى بؤر فساد وإجرام.. عندما يحدث ذلك داخل المدارس والمعاهد التى من المفترض أن تعد نشأً يكون على مستوى إدارة الدولة لاحقاً.. فالمصيبة بكل تأكيد فادحة.

"أبٌ يرمى ابنه من بلكونة المنزل بسبب ملابس العيد".. عندما يتجرد أب من كل مشاعر الأبوة والإنسانية ويلقى بفلذة كبده من بلكونة المنزل بسبب مشاجرته المستمرة مع زوجته، ومطالبتها بالمال لشراء ملابس العيد لأطفاله الخمسة.. مما سبب لابنه إصابات بالغة وكسورا نقل على إثرها للمستشفى.. نصبح عاجزين عن تفسير الأمور.. خائفين من المستقبل على أنفسنا ومصائر أبنائنا وما قد تتطور إليه الأمور.

"عاطلان يغتصبان طفلاً ويقطعان عضوه الذكرى بشبرا الخيمة".. لم تتحرك بداخلهما أدنى مشاعر الإنسانية.. تحولا إلى ذئبين.. تحكمت فيهما الشهوة الحيوانية.. بل لم يصلاها.. لأن الحيوانات تمارس غرائزها بـ"التراضى" لا الاغتصاب.. لم يكفهما بشاعة اغتصابه وهتك عرضه.. بل قاما بقطع عضوه الذكرى.. هل يوجد إنسان بمثل هذا الإجرام.. بجد نحن فى حاجة لاكتشاف ومراجعة الأسباب التى أدت بنا إلى هذا.. والسؤال يتكرر: أين نحن من الفطرة الطبيعية التى خلق الله عليها البشر؟ وما أسباب التغير الذى طرأ عليها؟

"بائع ملابس يمزق جسد زبون بسبب تى شيرت".. انظر إلى أى مدى وصلت تفاهة الأسباب التى يُقتل من أجلها إنسان.. بسبب الخلاف على ثمن تى شيرت.. قام المجنى عليه بشرائه ثم عاد به مرة أخرى بسبب ارتفاع سعره، حيث رفض البائع استلامه، ونشبت بينهما مشاجرة قام بعدها البائع باستخدام مطواة وطعنه بها عدة طعنات نافذة.. احذر عندما تقوم بشراء أى شىء وادفع وأنت ساكت.. وكن مطيعاً من أجل نفسك!!

"فصل طالب ثانوى لاعتدائه على زميله بمطواه داخل مدرسة".. "إصابة 25 طالبة فى مشاجرة بين سائقين فى المنيا".. "موظف يشعل النار فى جسد زوجته بالإسماعيلية بسبب خلافات عائلية".. "زوجة تتخلص من زوجها بمساعدة عشيقها بكفر شكر".. بسبب علاقة غير شرعية طبعاً.. بدون تعليق.. وربنا يستر.

هذه الحوادث تمت خلال ثلاثة أيام فقط الأسبوع الماضى (الأربعاء والخميس والجمعة) طبعاً هذه ليست كل الحوادث التى ارتكبت خلال هذه الأيام.. بل هى جزء منها.. لكنها تضعنا أمام مسألة خطيرة لابد من الوصول لأسبابها والعمل على حلها، ربما تكون كثرة المشاكل التى يواجهها المصريون سبباً منها، مثل ارتفاع الأسعار.. وانخفاض الأجور.. والبطالة وغيرها.. لكنها ليست كل الأسباب.. والأغرب أن بعضها بسبب انفعال وقتى لا يسيطر خلاله الجانى على نفسه.. تتم على إثره الجريمة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة