محمد حمدى

ما بعد الانفصال

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010 12:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما قلت فى مقالى أمس سيختار أهل جنوب السودان الانفصال فى استفتاء تقرير المصير المقرر بعد 54 يوما، وسواء كان هذا الخيار مرضيا لأهل شمال السودان، أم غير مرضى، فإنه قادم لا محالة.

زرت الخرطوم بعد أشهر قليلة من توقيع الحكومة السودانية اتفاقية سلام مع خمس فصائل جنوبية عام 1997، أهمها الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان برئاسة رياك مشار.

كان مشار من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان، لكنه اختلف مع زعيمها الراحل جون جرنج، ورأى مشار أن دعوة جرنج لبناء سودان جديد موحد وعلمانى قائم على المواطنة والحقوق المتكاملة والمتساوية لكل أهله غير ممكنة، وبعد نقاش وجدل طويل انشق مشار عن الحركة الأم، وأسس حركة خاصة به تدعو لتحرير جنوب السودان فقط.

لكن مشار كان أسرع فى التباحث مع الحكومة السودانية، وتوصل إلى اتفاق معها لم يصمد طويلا، وسرعان ما عاد مشار وجنوده إلى الغابة وحمل السلاح ضد الحكومة السودانية والحركة الشعبية برئاسة جرنج، وحين تم توقيع اتفاقية نيفاشا عاد مشار إلى الحركة الشعبية الأم.

ذهبت للقاء رياك مشار فى قصر الضيافة بالخرطوم بعد أن وقع اتفاقية سلام مع الحكومة السودانية، وبدا لى أنه غير مطمئن للاتفاق رغم أن حديثه كان عكس ذلك، فقد أقام فى القصر وسط المئات من أتباعه المدججين بالسلاح، مما يعكس شعورا بعدم الأمان.

كان هذا أول اتفاق من نوعه يتم توقيعه بين حومة سودانية وفصيل متمرد عليها ينص على تقرير المصير، أما ما سبقه من اتفاقات فكانت تكتفى بالحديث عن الحكم الذاتى للجنوب فى إطار الدولة السودانية.

فى شوارع الخرطوم التى امتلأت بعبارات السلام والتعايش يعيش أكثر من مليونى جنوبى من بين ثلاثة ملايين فى شمال السودان، وبشكل عشوائى سألت مئات الجنوبيين ممن يقيمون فى أحياء مختلفة من الخرطوم، ويعملون بمهن متفاوتة: لو جرى استفتاء تقرير المصير ماذا تختار؟
أجاب الجميع دون تردد: الانفصال.

فى عام 1997 ومن رحم احتفالات السلام، ومن بين بنادق رجال رياك مشار فى قصر الضيافة فى الخرطوم.. وإلى جانب المعارك التى كانت تدور رحاها فى شرق وجنوب السودان بدا واضحا أن أى استفتاء على تقرير مصير أى جزء فى السودان وليس جنوبه سيؤى إلى الانفصال.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة