د.هانى الناظر يكتب: أسلوب جديد لعلاج مرض البهاق الجلدى

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010 01:35 م
د.هانى الناظر يكتب: أسلوب جديد لعلاج مرض البهاق الجلدى الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث وأستاذ الأمراض الجلدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرض البهاق من الأمراض الجلدية المزمنة وقد عرف منذ القدم وهو يظهر على هيئة مساحات بيضاء خالية من الخلايا الملونة التى تحتوى على صبغة الجلد المعروفة باسم الميلانين، ونتيجة اختفاء هذه الخلية يظهر الجلد وكأن به بقعة بيضاء، وقد لوحظ أن هذه البقع تأخذ أشكالا مختلفة وليس لها حدود ثابتة، كما أن المرض قد يصيب أى جزء وبشكل واحد.

ويصيب البهاق حوالى 1% من تعداد السكان فى أى مجتمع، كما أنه قد يصيب الأطفال الصغار أو الأشخاص المتقدمين فى السن حتى إنه سجلت حالات إصابة فى سن الثمانين من العمر، إلا أن أكثر الفترات تعرض للإصابة هى الفترة من عمر 25 – 45 سنة، والمرض يصيب الذكور والإناث على حد سواء، إلا أنه مرض غير معدٍ، أى أنه لاينتقل من شخص لآخر على الإطلاق سواء بالمعاشرة أو الملامسة أو بأية وسيلة أخرى.

وقد لوحظ أن هناك نسبة من الإصابة بمرض البهاق ترتبط ببعض العائلات أى أنه قد يلعب العامل الوارثى دورا فى ظهور المرض إلا أن هذا ليس قاعدة، فكثير من الحالات تظهر دون الارتباط بأى عوامل وراثية، كذلك لوحظ أن هناك نسبة من الإصابة تحدث نتيجة لتعرض المريض لصدمة شديدة أو حالات حزن كبيرة أو التعرض لخوف شديد كما يحدث للأطفال.

وحديثا أثبتت الأبحاث العلمية الجديدة عن مرض البهاق أنه مرتبط ببعض الأمراض الناتجة عن خلل فى الجهاز المناعى للجسم، كما أنه وجد فى دم كثير من مرضى البهاق أجسام مضادة يفرزها الجسم ضد خلاياه الملونة مما يؤدى إلى تكسيرها وتدميرها وبالتالى ظهور البقع الخالية من اللون على الجلد، وهذه النظرية الجديدة تميل إلى تفسير سبب المرض على أنه ناتج من خلل فى الجهاز المناعى للإنسان، ويضع مرض البهاق ضمن أمراض الجهاز المناعى.

والطريقة الجديدة فى العلاج تعتمد على النظرية السابقة حيث يستخدم دواء الميثوتركسات المخفض لنشاط الجهاز المناعى فى علاج البهاق بغرض منع الأجسام المضادة للخلايا الملونة من محاربتها وبالتالى مقاومة المرض ومنع انتشاره وعلاجه.

والتجارب الإكلينكية التى أجريت عامى 96،95 على 60 مريضا بالبهاق متوسط أعمارهم من 20-40 سنة تم توقيع الكشف الطبى عليهم، وعمل تحاليل دم كاملة ووظائف كبد حيث تم استبعاد الأطفال والحوامل والرضع والمصابين بأى أمراض فى الكبد أو الكلى أو غيرها ثم قسم المرضى إلى ثلاثة مجموعات، كل مجموعه تضم 20 مريضا والمجموعه الأولى خاصة بالحالات الخفيفة والمجموعة الثانية خاصة بالحالات المتوسطة، أما المجموعة الثالثة للحالات الشديدة أى التى يكون المرض قد أصاب معظم أجزاء الجسم، واستمر العلاج بجرعات منخفضة من الدواء أى بمعدل 10 مجم مرة واحدة كل أسبوع لمدة 6 شهور تم مراقبة المريض خلالها وعمل فحص كامل وتحاليل دم كل شهر تجنبا لأى آثار جانبية للدواء، وفى نهاية التجربة لوحظ أن 80% من المجموعة الأولى يحققون الشفاء، 60% من المجموعة الثانية تم شفاؤهم، أما المجموعة الثالثة فقد شفى منها 7 مرضى نسبة نجاح تبلغ 35% كما أن متابعة المرضى الذين تم شفاؤهم لمدة 6 شهور بعد انتهاء العلاج أظهرت عدم ارتداد المرض مرة أخرى.

وهناك حقائق هامة عن دواء الميثوتركسات حيث إن هذا الدواء لا يعطى إلا بحذر شديد، ولابد أثناء العلاج به من متابعة مستمرة للمريض وإجراء فحوص وتحاليل دورية له تجنبا لأى آثار ضارى للدواء، إلا أن هذا الدواء نفسه يستخدم فى علاج عدد من الأمراض الأخرى مثل مرض الروماتديد المفصلى ومرض الصدفية الجلدى وغيرها، إلا أنه يعطى بجرعات محدودة محسوبة ولفترات محدودة أيضا

وبمقارنة هذا الدواء بالأدوية العادية التى تعطى لعلاج البهاق مثل السورالين ومشتقاتها والسيلادنين والسور فيتيل مع الأشعه فوق البنفسجية، وكذلك الكورتيزون الذى يستخدمه البعض فى علاج البهاق، نجد أن العلاج بالميثوتركسات يمكن استخدامه فى الحالات التى لا تستجيب بالعلاجات التقليدية أى أنه إن لم تحقق العلاجات السابق الإشارة إليها نجاحا فى وقف المرضى وعلاجه فإنه عندئذ وبعد التأكد من سلامة المريض تماما وعدم وجود أى إصابات بالكبد أو أى عضو آخر يمكن عندئذ استخدام العلاج الجديد بجرعة بسيطة مرة واحدة كل أسبوع ودون الحاجة إلى أى جلسات أشعة فوق بنفسجية أو التعرض لأشعه الشمس.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة