جيرهارد روث أحد أعظم وأهم الأدباء والروائيين بالنمسا، صدرت له مؤخرًا رواية جديدة بعنوان "المتاهة" وحققت نجاحًا كبيرًا، وتعد هذه الرواية إحدى الأجزاء الـ 15 من سلسلة روايات "أرشيف الصمت".
روث، زار مصر مؤخرا وعقد له المركز الثقافى النمساوى أمسية أدبية لقراءة روايته الأخيرة، وحظيت بإعجاب وتجاوب كبير من الجمهور المصرى والنمساوى.
اليوم السابع التقت به وكان لها هذا الحوار.
- لماذا قررت أن تركز فى روايتك الأخيرة "المتاهة" على المرض النفسى؟
يغلب على روايتى الأخيرة تيمة المرض النفسى، حيث إننى عايشت عددًا كبيرًا من المرضى النفسيين من أهلى وأصدقائى، كما أننى زرت العديد من المصحات النفسية ورأيت تعامل المرضى مع مرضهم النفسى، مما جعلنى أريد نقل خبراتى بشكل يجعلهم مفيدين لمجتمعهم، وتدور أحداث الرواية حول طبيب نفسى وأحد مرضاه المصابين بهوس إشعال النيران، كما تتحدث حول العلاقة بين الديكتاتورية والمرض النفسى، حيث إن المرضى النفسيين تعرضوا لضغوط قهرية تشبه فى طبيعتها الدكتاتوريات النفسية.
- روايتك "المتاهة" جزء من سلسلة "أرشيف الصمت" متى ستنتهى من إعداد هذه السلسلة؟
- سأصدر الجزء الأخير من سلسلة "أرشيف الصمت" العام المقبل، من خلال رواية تسمى" رحلة إلى الموتى " ألتقى من خلالها مع شخصيات انتقلت لعالم الموت وكان لى ذكريات معهم.
لماذا فكرت فى إطلاق مثل هذا الاسم على سلسلة رواياتك؟
اخترت اسم أرشيف الصمت لمجموعة رواياتى، حيث إننى تخيلت وجود أرشيف يضم كل ما صنعه الإنسان من أفعال ولا نعلم إلا القليل عنها، كما أن الصمت هو أفضل شىء فى الوجود، ويضم أرشيف الصمت عدداً من المعلومات التاريخية حول حياة الإنسان بصفة عامة، فالتاريخ بالنسبة لى ليس هو التاريخ الذى كتبه المؤرخون، وإنما هو عدد الأعمال التى أنتجتها البشرية بأكملها وليس المؤرخين فقط.
- هل هذه هى الزيارة الأولى لك فى مصر، وهل تناولت مصر فى إحدى رواياتك من قبل؟
- هذه هى المرة الخامسة التى أزور فيها مصر، وأشعر أننى محبوب للغاية هنا، حيث استشعرت ذلك من خلال لقائى بالمصريين والجالية النمساوية فى مصر، كما أن روايتى "التيار" التى صدرت عام 2002، دارت أغلب أحداثها فى مصر حيث إننى قصدت بالتيار "نهر النيل" إلا إنها لم تترجم إلى اللغة العربية وأتمنى أن تتم ترجمتها.
- هل قرأت لأدباء مصريين أو عرب، وما رأيك فى كتاباتهم؟
- قرأت روايتين للأديب الكبير نجيب محفوظ هما زقاق المدق وبين القصرين، وأرى أن محفوظ هو أحد أهم وأعظم الأدباء فى العالم، كما أنه يمتلك شهرة واسعة فى النمسا بعد أن تمت ترجمة رواياته إلى النمساوية.
- هل ترى أن لدى الشعب النمساوى مخاوف من الإسلام ؟
- أعتقد أن معظم الشعب النمساوى لايشعر بأى مخاوف تجاه الدين الإسلامى أو مايسمى الإسلاموفوبيا، واتضح ذلك حينما ترشح حزب سياسى يمينى محارب للإسلام وصوت له فقط 27% من النمساويين بينما رفضه 73% منهم، كما أن هناك عددًا من المسلمين يعيشون بيننا فى النمسا ولايشعرون بأى اضطهاد أو تمييز ضدهم، وأنا بشكل عام ضد أى فوبيا أو خوف من أى دين.