جاء وصول 7 روائيات إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية هذا العام للمرة الأولى فى تاريخ الجائزة، ليفتح مجالا جديدًا لتعزيز مشاركة النساء فى الجائزة بالمقارنة بالأعوام السابقة وزيادة احتمالات فوزها بالجائزة.
وأكد عدد من الأديبات والروائيات المبدعات، لليوم السابع، أن وصول 7 كاتبات للقائمة الطويلة للجائزة يعد لفتة مهمة تجاه كتابة المرأة وخطوة فى اتجاه تثبيت أقدامهن فى المجال الأدبى، إلا أن بعضهن رأت أنه من الصعب أن تفوز امرأة بجائزة أدبية مثل البوكر العربية، ليس بسبب ضعف الكتابة النسائية وإنما بسبب حسابات خاصة تضعها الجائزة.
وأوضحن أن الكتابة الجيدة هى التى تفرض نفسها على الجائزة، حيث إن الأمر لا يتعلق بجنس الكاتب أو المؤلف سواء كان ذكرًا أم أنثى.
الروائية أمينة زيدان قالت إن هذا الفوز الذى حققته الروائيات يعد خطوة جيدة للالتفات للأدب النسوى، خاصة أن كل الكاتبات اللاتى دخلن القائمة الطويلة للبوكر، يمتلكن أسماء كبيرة فى عالم الأدب ولهن إنتاج أدبى مميز.
وأوضحت زيدان أنها لاتتوقع فوز روائية بالجائزة النهائية للبوكر، رغم أن عددًا كبيرًا من الروائيات النساء يستحققن الجائزة، مضيفة أن الكتابة النسائية ليست ضعيفة، وإنما البوكر العربية لها حساباتها الخاصة، موضحة أن هناك عددًا من المشكلات التى تواجه كتابة المرأة بشكل عام، ومنها أن كتابة المرأة لا تؤخذ بالجدية اللازمة، كما أنه يتم التعامل معها على أنها إضافة لكتابة الرجال وليست أساسية.
ومن جانبها قالت الروائية سلوى بكر إن وصول هذا العدد من الروائيات للقائمة الطويلة للبوكر يعد أمرًا إيجابيًا يبشر بالخير، حيث أصبحت كتابات المرأة ينظر لها بأنها قادرة على المنافسة والحصول على جوائز كبرى.
وأضافت أنها لايمكنها أن تتوقع فوز روائية بالجائزة هذا العام، حيث ترى أن العمل الأدبى هو الذى يفرض نفسه على الساحة بغض النظر عن كون كاتبه رجل أو امرأة.
أما الشاعرة والمترجمة، فاطمة ناعوت، فقد أشارت إلى أنه لاينبغى على الكاتبات أن ينظرن بنظرة أنثوية إلى الجوائز الأدبية، وإنما عليهن أن يعلمن أن الجائزة تمنح للمبدع الحقيقى الذى يستحق الفوز بها سواء كان رجلاً أو امرأة.
وأضافت أنه ينبغى علينا أن ننتصر للكتابة للمرأة من خلال الدفاع عن حقوقها بشكل عملى، وليس عن طريق وصولها للجوائز.
وأوضحت ناعوت أن هناك عددًا من الآليات التى ينبغى أن تتخذها إدارة الجائزة حتى لاتتحيز لأى كاتب، ومنها أن يتم إخفاء اسم كاتب الرواية وبالتالى تزول مخاطر وقوع لجنة التحكيم تحت سطوة الأسماء الكبيرة للكتاب أو التعاطف مع المرأة.
وأكدت أنها لاتتقدم لأى مسابقات أو جوائز أدبية مصرية أو عربية، لأنها ترى أن مثل هذه الجوائز يحكمها حسابات خاصة وتربيطات ووساطات، ووصفتها بأنها بعيدة تمامًا عن الإبداع.
وبررت ناعوت السبب الذى يكمن وراء قلة حصول النساء على الجوائز الأدبية بأن عدد المبدعات أقل فى كل المجالات وليس الأدب فقط، لأن النساء يقعن تحت سطوة مجتمع ذكورى يرى أن المرأة مكانها الخدمة فى المنزل .
وحول المشكلات التى تواجهها الروائيات فى الكتابة أوضحت ناعوت أنها تتمثل فى أن القارئ والناقد يسقط على الكاتبة ماتكتبه ويحاول التلصص عليها من خلاله، مضيفة أن هذه النظرة بها شىء من القصور والتخلف، وتجعل المرأة تكتب تحت وطأة الخوف من الكتابة حتى لا يؤول الكلام عليها، وهو ما يجعل المرأة لا تبدع شيئا جيدًا.
وضربت مثالا على ذلك برواية "الزمن الأخير" للكاتبة نوال مصطفى، والتى تتناول قصة سيدة خمسينية تقع فى الحب، حيث رأى البعض أن الكاتبة تروى قصتها الحقيقية،وأضافت أن مثل هذا التلصص على خصوصيات المرأة لا يحدث مع الروايات التى يؤلفها الرجال.
وأضافت أن الروائيات العربيات غالبًا يقعن تحت وطأة مشكلتين أساسيتان هما: البحث عن الأسرار الشخصية للكاتبة والتلصص عليها من خلال الرواية، وأن العمل الروائى فى العالم العربى يقوم على الحدوتة وهى أفقر أنواع السرد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة