من الأكيد أن كثيرا منا يسمع عن مرض التيتانوس الذى نصاب به من خلال تلوث جروحنا، ويتعين على المصاب بأن يقى نفسه هذا المرض عن طريق المصل المضاد للميكروب التيتانوس، وأنى لأعتقد أن كثيرا منا لا يعرف ما خطورة هذا الميكروب، وما هى المضاعفات التى يمكن حدوثها.
ويعرف الدارسون للعلوم الطبية هذا المرض بمسمى lock jaw ، أى الفك المغلق لأن هذا من ضمن وأول الأعراض التى تظهر على المصاب، ويليها تصلب الرقبة والكثير من العضلات الهيكلية( وهى تعتبر من العضلات التى يتحكم بها الإنسان بإرادته)، مما يعرض المصاب للموت إذا لم يتم علاجه.
واسمح لى يا عزيزى أن أشركك معى فى تساؤل: هل تمكن التيتانوس من المصريين وأغلق فكوكهم وجعلهم متصلبى الإرادة؟!، ولماذا لا يسارعون بأخذ المصل للشفاء منه؟
أنا شخصيا لا أعلم، حيث إنى مصرى وفكى مغلق مثلهم، ولا أعرف لماذا أرضى على نفسى هذا الهوان وهذه السلبية، ولا أخفى عليك.. لقد تعودت على ذلك، ولا أعرف متى فتحت فكى لأطلق لفمى عنان الاعتراض والغضب والثورة، إلا فى لحظات الظلم التحكيمى الذى يقع كثيرا على منتخبنا القومى أو النادى الأهلى فى مواجاهاته مع فرق شمال أفريقيا.
وعندما يسألنى أحد الأصدقاء المتحمسين سياسيا عن بطاقتى الانتخابية، فأرد عليه بتساؤل فلسفى بيزنطى " ولماذا أستخرجها؟" أنا أصلا بعيد عن السياسة وأمورها وأعتقد أن البلد ليست بحاجة لصوتى لتقرير مصيره، وأحيانا أتقمص دور معتزلى الفتن ( أنا مقاطع السياسة والانتخابات لما بها من فساد أخلاق)، وقليلا أجيب بصراحة (أنا عمرى ما كان لى صوت أبدا، والموضوع أعتقد أنه وراثة)، والدليل على أن الموضوع وراثة أن المصريين لم يثورا ثورة حقيقية منذ أكثر من 90 سنة من أيام ثورة 1919.
لقد رضينا أن تغلق فكوكنا عن قول الحق وأن تتصلب إرادتنا كما تتصلب عضلات مصاب التيتانوس، ولهذا إنى أرشح ميكروب التيتانوس لأن يكون الميكروب القومى للبلاد (على طريقة مقالات الأستاذ محمد المخزنجى والأستاذ وائل قنديل).
لقد سئم فكى المغلق، وفى نفس الوقت لا أتعاطى مصل التغيير متخفيا وراء خوفى من أن يحدث لى صدمة من فرط الحساسية anaphylactic shock ,ولكن الصراحة تقتضى أن أقول إن السلبية التى تملئنى تحتاج إلى جهاد النفس وتقويمها، وكما قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ".
نعم لقد قررت أن آخذ المصل وأن أغير ما بنفسى حتى أطلق فكى و لا أدع رقبتى تتصلب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة