محمد حمدى

55 يوماً

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد 55 يوما من الآن يصوت أهل جنوب السودان فى استفتاء تقرير المصير ليختاروا إما البقاء فى حضن الدولة السودانية، أو الانفصال عنها بلغة أهل الشمال، أو الاستقلال حسبما أصبح سائدا فى الجنوب.

ولا أتوقع أن يختار الجنوبيون البقاء ضمن الدولة السودانية، رغم أن هذه التوقعات تغضب أهلنا فى شمال السودان، الذين يأمل الكثير منهم عدم انفصال الجنوب، حفاظا على الدولة السودانية التى نعرفها الآن، لكن عجلة الانفصال دارت منذ اتفاق ماشاكوس عام 2004، ثم اتفاقية نيفاشا عام 2005، وكما يقول الفلسطينيون إن دولتهم على مرمى البصر، أو فى مرمى الحجر، فإن انفصال جنوب السودان لم يعد فى مرمى البصر فقط، وإنما فى " نن العين"!

شخصيا لا أرغب فى انفصال الجنوب، لكن ما أقوله لا يقدم.. ولا يؤخر.. وأعتقد أن حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان يتحمل الوزر الأكبر فى الوصول إلى هذه اللحظة، صحيح أنه لم يصنع مشكلة الجنوب، لكنه ساهم بشكل كبير فى تفاقمها.

ولعله من المهم التذكير بأن مصر وليبيا كانت تدعمان مبادرة عرفت باسم المبادرة المصرية الليبية كانت تهدف إلى جمع جميع القوى السياسية السودانية فى مؤتمر مصالحة واحد على قدم المساواة لبحث مشاكل السودان كافة والتوصل إلى حل فى إطار السودان الموحد.

لكن هذه المبادرة ماتت بفعل فاعل حين قررت الحكومة السودانية التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية على طريقة الرئيس الراحل أنور السادات الذى كان يقول ويكرر أن 99% من أوراق الحل فى الشرق الأوسط فى يد أمريكا، فترك كافة الأوراق والخيارات وذهب إلى الملعب الأمريكى وحصل على حل منفرد بين مصر وإسرائيل.

ولأن الحكومة السودانية كانت تعانى ضغوطا دولية وإقليمية وعقوبات دولية وأمريكية فقد اختارت منذ عام 2001 وبعد التضحية بالجناح الأكثر تشددا فى حزب المؤتمر الوطنى التعامل مع واشنطن ومساعدتها فى حربها ضد الإرهاب التى اشتعلت عقب الهجوم على برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك فى سبتمبر 2001.

ووفقا لشهادات أمريكية وسودانية ومقابلات شخصية لى مع مسئولين سودانيين قدمت الخرطوم الكثير من المعلومات المهمة عن القاعدة وجماعة الجهاد المصرية لواشنطن، بحكم العلاقات التى كانت تربط حزب الجبهة القومية الإسلامية السودانى بهذه الحركات، وبحكم أن أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وجماعتهما قضيا وقتا فى السودان استثمرا فيها الكثير من الأموال.

وكان فى تصور بعض النافذين فى الخرطوم أن مثل هذا التعاون المعلوماتى والمخابراتى من شأنه تخفيف حدة الضغوط التى تتعرض لها السودان، ومن خلال هذه الرؤية القاصرة شاركت الخرطوم بشكل مكثف فى اجتماعات الإيجاد التى رعتها واشنطن وشاركت فيها بشكل فاعل وانتهت بالتوصل لاتفاق نيفاشا الذى يقودنا بعد 55 يوما لاستفتاء تقرير المصير.

وفى تصورى أيضا أن الحسابات الخاطئة دفعت الحكومة السودانية للتخلى عن المبادرة المصرية الليبية واللجوء للحل الثنائى من خلال الإيجاد، وهى لم تستطع مقاومة الضغوط الأمريكية والغربية فوقعت اتفاقية نيفاشا، وربما كان فى ذهن من وقعها أنه خلال ست سنوات يمكن تغيير الأمور، لكن شيئا لم يتغير.. وأصبح الانفصال قادما لا محالة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة