يرتكب خطأ، بل وجريمة كل من يُشكك فى وطنية جماعة الإخوان المسلمين التى يحظُرها القانون، ويرتكب خطأ مماثلا أو جريمة مماثلة كل من يُشكك فى حُسن نواياهم وصدقها لصالح مصر، فهُم يملكون حقوق المواطنة كما يمتلكها غيرهم من المصريين، وإن كانوا يأملون لمصر حاضر مُشرف ومُستقبل باهر، فهو حال جميع المصريين!!
وإذا كانوا يحلمون بأن تتبوأ مصر مكانة تليق بمكانتها، وقيمة تليق بقامتها، وقوة تليق بقوة تاريخها مثل حضارات العالم أجمع، فهذا هو أيضاً حال جميع المصريين، ولكن مشكلة الإخوان الرئيسية هى أن رؤيتهم ووسائلهم لتحقيق أهداف مصر اختلفت دائماً عن واقع كل عصر، وعن فكر كل نظام حُكم !!
فهُم مثلاً - قد أرتأوا أن الإسلام هو الحل دون الأشارة إلى الكيفية المناسبة للواقع المُعاش لتحقيق هذا الشعار؟! ثم لمن هم يوجهون هذا الشعار؟!
أهُم يخاطبون به المسلمين فقط؟! وإن كان ذلك كذلك، فما (الحل) بالنسبة للإخوة المسيحيين من (المصريين) الذين لهم وفق الدستور حق المواطنة، وكيف التعامل مع اليهود الذين أصبحوا جيرانًا لنا، لهم حق الجيرة بأمر الرسول الخاتم الذى جاء بديانة حثت أول ما حثت على احترام كل الأديان؟!
وهل الإسلام الذى يريدونه حلاً لمشاكل مصر تضمن فى آياته الكريمات ما قاموا به من تهديدات اغتيالات وشروع فى قتل لمخاليفهم فى الرأى على امتداد نشأتهم وحتى الآن؟! وهل الإسلام تضمن الفكر الأصولى الجامد الذى يتبعونه رغماً عن واقع يرفضه؟!
وهل من الإسلام قيامهم بما سبق القيام بمحاولة التوحد مع مشاكل فئات معينة فى مجتمعنا كالقضاة أو حركة كفاية أو انتخابات محامين أو صحافيين لصالح فصيل عن فصيل بعيداً عن مصلحة الوطن! اللهم إلا نكاية (فقط) فى النظام الحاكم؟!
الإسلام يا أخوانى المسلمين هو الحل – نعم.. ولكن كيف؟! تلك هى المشكلة...
هل يكون حلاً بمعاداة المجتمع ومخاصمته والعمل الدائم على قلب نظام الحكم؟ هل بالبلطجة والترويع والتوعد بالويل والثبور إذا لم ننضم إلى الجماعة أو إذا لم نعط أصواتنا لهم فى الانتخابات!؟ هل بتكفير بعض فئات المجتمع وإهدار دمهم؟ هل يكون الإسلام هو الحل وفقاً لأسلوب حركة حماس فى فلسطين وآمريها فى إيران وسوريا، أم هو الحل بطريقة المحاكم الصومالية فى السودان أم بطريقة مجاهدى خلق بإيران أم بطريقة حزب الله فى لبنان، أم بطريقة ونهج الحوثيين فى اليمن؟!
هل يكون الإسلام الحل بإتباع كل هذه الطرق - والتى نهى الإسلام ذاته عن اتباعها؟!
أعلموا يا أخوانى المسلمين: أن الاسلام لا يكون حلاً إلا باتباع ما أمر به من مودة ولين فى التعامل مع الأعداء قبل الأصدقاء ومبارزتهم بالحجة لا بالسيف والبندقية!!
والإسلام لن يكون حلاً إلا بالمشاركة فى حوار شيك يحتمل الرأى والرأى الآخر وحرية التعبيربين مختلف أطياف المواطنين فى البلد الواحد، وأن الإسلام لن يصبح حلاً إلا عندما نلتزم بثقافة حرية العقيدة والأديان، وفقاً لما أشار اليه الإسلام.
وإذا كان الإسلام قد نهى عن ترويع الآمنين وترهيبهم، ونهى كذلك عن تكفير الآخر أياً كان مذهبه وانتماؤه!!
ونهى أيضاً عن ديكتاتورية الرأى، وضرورة احترام الرأى الآخر واحترام عقيدة قائلُهُ!!
وإذا كان الإسلام قد نهى عن العمل على خرق القوانين والدستور حتى تغييرها بالطرق المشروعة!!
فكيف يكون الإسلام هو الحل يا إخوانى - ونحن نتبع من الوسائل ما نهى عنه الإسلام ذاته؟!
سعيد سالم يكتب: الإسلام هو الحل.. نعم ولكن بأى كيفية!؟
الإثنين، 15 نوفمبر 2010 10:15 م