قال الدكتور إبراهيم العسيرى مستشار هيئة المحطات النووية، إن حرق البترول والغاز لتوليد الكهرباء جريمة لا تغتفر، مؤكدا على أن مخزون البترول والغاز فى مصر ليس بالوفرة التى يظنها البعض، مشيرا إلى أنه ليس منطقيا أن يتم حرق الغاز من أجل تسخين مياه للاستحمام، بينما توجد لدينا بدائل أخرى.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بقاعة النهر بساقية عبد المنعم بالزمالك، حول أهمية الطاقة النووية لمصر ومفاعل الضبعة، وتحدث فيها كل من د.إبراهيم العسيرى مستشار هيئة المحطات النووية، والدكتور محمد الزرقة خبير البيئة الدولى ومستشار وزير البيئة المصرى، وأدار الندوة الدكتور ثامر المفتى الخبير البيئى.
وأكد العسيرى على أهمية الطاقة النووية لمصر، وأنها بمثابة عربة القطار التى ستتقدم بمصر فى كافة المناحى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وفى نفس السياق أشاد العسيرى بدولة الصين التى اعتمدت على الطاقة النووية وأصبحت الآن من الدول التى تصدر سفن الفضاء، وكذلك الهند وكوريا الجنوبية.
وأشار العسيرى إلى أن الهند عندما بدأت مشروعها النووى طلبت من مصر تدريب خبرائها مع الخبراء المصريين، مضيفًا "وللأسف تقدمت الهند وتأخرنا نحن كثيرًا".
مضيفا :" "الطاقة النووية ضرورة غاية فى الأهمية لمصر ولو ترددنا فلا رجعة لنا مرة ثانية".
وقال العسيرى ردًا على سؤال حول تأثير الطاقة النووية على البيئة، إن مثل هذه الأسئلة تذكرنى بالفكاهات القديمة عندما رأى أحد المواطنين النور لأول مرة فظن أنه شيطان.
وأضاف العسيرى أن الطاقة النووية لم تعد تكنولوجيا جديدة، والتخوف من آثارها سذاجة، فمصر دولة كبيرة ولا بد من امتلاكها لهذه القوة، ولا إفراط ولا تفريط فى حقوقنا القومية، فلسنا أقل من الدول العربية التى تمتلك الطاقة النووية، ولا يوجد لمصر بديل عن الطاقة النووية من أجل التنمية، فهى القاطرة الرئيسية فى قطار النهضة والتنمية.
وقال العسيرى "للأسف نحن الوحيدون فى العالم لا يزال لدينا تخوف من المفاعلات النووية، وعلينا أن ننظر لمفاعل "تشيرنوبل" على أنه حالة خاصة ولا يجب تعميمها".
وأضاف العسيرى أن الطاقة النووية تمثل عامل جذب سياحى، مشيرًا إلى أن دولة التشيك أعلنت منذ شهرين أن السياحة النووية فيها فاقت السياحة العادية لأن السائح يكون متلهفاً لرؤية المفاعلات من الداخل، ومعرفة طريقة عملها.
ومن جانبه أكد د.محمد الزرقة على أن الإنسان يعيش فى بحر من الإشعاعات، وأصبح من السهل جدًا معرفة حجمها بالأجهزة العلمية الحديثة، وأن الخوف من الإشعاعات "فوبيا" تدل على الجهل وعدم المعرفة.
وحول حديثه عن مفاعل الضبعة، قال الزرقة "أتمنى أن يراعى القائمون على المشروع مشكلة تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجة الحرارة، والعمل بقانون تقيم الأثر البيئي، تجنبًا لمشكلة غرق السواحل".
وعقب العسيرى مؤكدًا "لا بد من وجود تقرير شامل يستوفى شروط إنشاء وتشغيل أى مفاعل نووى فى العالم، ولا بد أن نتوقع حدوث تسونامى مرة ثانية".
وحول الطاقة البديلة لحرق الغاز والبترول، أشاد العسيرى بالطاقة الشمسية واستخدامات العالم لها، مشيرًا إلى أنه من شروط التراخيص البنائية فى إسرائيل إمكانية وجود أسطح شمسية على المنازل للاستفادة من هذه الطاقة الهائلة.
وردًا على دعوة أحد الحاضرين للدكتور ثامر المفتى بتوفير تقارير عن حلقات المنتدى البيئى بالساقية، أشاد المفتى بمتابعة "اليوم السابع" لفعاليات المنتدى أولاً بأول، والعمل على إتاحتها ونشرها على الموقع الإلكترونى للجريدة.
د. إبراهيم العسيرى: حرق البترول والغاز لتوليد الكهرباء جريمة لا تغتفر
الإثنين، 15 نوفمبر 2010 05:40 م