ابنى عمره 11 سنة ويعانى من الكوابيس المتكررة أثناء الليل, هل هذا ناتج عن عسر الهضم وكيف أتعامل مع الطفل عندما يرى كابوس أثناء النوم؟
يجيب الدكتور مدحت خليل استشارى الجهاز الهضمى والكبد والتغذية العلاجية بجامعة القاهرة قائلا: أشارت الاحصائيات العلمية إلى أن حوالى 75% من الأطفال يعانون من كابوس واحد على الأقل خلال فترة طفولتهم وحوالى 10 - 50 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 10 سنوات يعانون من كوابيس متكررة تقل تدريجيا بعد سن العاشرة مع تطور الطفل من الناحيتين النفسية والاجتماعية وقد يظل بعض الأطفال يعانون من الكوابيس خلال فترات البلوغ والمراهقة أو مراحل متقدمة من العمر.
الكوابيس تظهر على شكل أحلام تحتوى على مكونات يومية حياتية أومعطيات خيالبة تبدو على أنها واقع يهدد وجود الشخص وأمنه الجسدى والنفسى تسبب له الخطر والخوف والاضطراب, يختلف محتوى الحلم المسبب للكابوس باختلاف عمر الطفل ومدى تطوره الجسدى والنفسى .
يستجيب الطفل للحلم المزعج بالاستيقاظ السريع مفزوعا متوترا باكيا يستنجد بالمحيطين به, خاصة الأب والأم, للشعور بالاطمئنان وغالبا ما يخاف الطفل من العودة إلى النوم ويظل متيقظا قلقا يلح فى طلب اللجوء إلى النوم مع أبويه خلال الفترة المتبقية من الليل, ويستطيع الطفل فى أغلب الحالات تذكر الحلم المسبب للكابوس لكن يصعب أحيانا على الأطفال الصغار تذكر الحلم أو روايته.
أهم الأسباب التى تؤدى إلى حدوث الكوابيس عند الأطفال..
• التوتر الناتج عن الاضطرابات العائلية أو الذهاب إلى المدرسة أو المرور ببعض المضايقات من الأصدقاء فى المدرسة أو الوسط المحيط بالطفل أو الخوف من الامتحان والعقاب, مما يؤدى إلى شعور الطفل بعدم الأمان وتترجم هذه المشاعر المكبوتة خلال نومه على هيئة كوابيس تعبر عن الصراع العاطفى والوجدانى الكامن لديه
• مشاهدة أفلام الإثارة والرعب, خاصة قبل النوم.
• متابعة الطفل بصورة مكثفة للألعاب الإلكترونية والحاسوبية مما يؤدى إلى الإصابة بما يطلق عليه علميا "صرع الألعاب الإلكترونية".
• تخويف الطفل وإرغامه على النوم وأحيانا تهديده بشخصيات خيالية مثل العفريت وخلافه.
• الإصابة بالحمى والالتهابات مثل التهابات اللوزتين أو التهاب الشعب الهوائية وخلافه.
• تناول بعض الأدوية مثل مخفضات الحرارة وبعض مضادات الالتهاب وأدوية السعال المحتوية على الكودايين والأدوية المضادة للهستامين والحساسية.
• التخمة وعسر الهضم .
• الإصابة بأحد اضطرايات النوم الأخرى مثل متلازمة الساق غير المستقرة أو المشى أثناء النوم أو التنفس عن طريق الفم والشخير.
• التاريخ العائلى (إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما يعانى من الكوابيس المتكررة تزداد فرص إصابة الطفل بالكوابيس المتكررة ايضا ).
ما النصائح المهمة للأباء للتعامل مع كوابيس الأطفال؟
• تقديم الحنان بشكل ملائم للطفل وعدم تعنيفه.
• محاولة تهدئة الطفل وإفهامه أن الكوابيس ظاهرة شائعة قد تحدث عند الكبير والصغير وأنها ليست حقيقية ولا تعنى شيئا إنما هى فقط أحلام مزعجة يجب عدم الاكتراث بها.
• مساعدة الطفل للتعبير عن الأشياء المزعجة التى تنتابه ومحاولة منافشته بشكل هادىء.
• التخلص من عادة إعطاء الطفل كميات كبيرة من الطعام قبل النوم.
• الحرص على أن تكون إضاءة الغرفة خافتة قليلا حتى يشعر الطفل بالأمان من خلال مصدر الضوء.
• الحرص على استخدام فراش خاص يمنح الطفل الإحسالس بالأمان.
• الحرص على مناقشة موضوع الحلم المسبب للكابوس مع الطفل خلال النهار, إذا تمكن من تذكره.
• استخدام تقنيات العلاج النفسى التحليلى للكشف عن الصراع النفسى العاطفى الكامن الذى يعانى منه والعمل معه بشكل مشترك لتفهمه وإخضاعه للمحاكمة المنطقية ومناقشة الطفل فى القضايا التى تثير اهتمامه.
• ينصح باللجوء إلى الاستشارة الطبية فى حالة تكرار الكوابيس أو اشتباه الإصابة بأحد اضطرابات النوم الأخرى أو أحد الأمراض العضوية أو تناول بعض الأدوية.
• يجب مناقشة طبيب العائلة عن الوسائل المتاحة للتشخيص أو طلب المساعدة من طبيب متخصص فى طب النوم إذا تكررت الكوابيس بصورة تؤثر على النوم الطبيعى للطفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة