طالبت الجمعية المصرية لطب الأطفال بالعمل على إدخال التطعيم ضد الالتهاب الرئوى ضمن التطعيمات الإجبارية التى يتم إعطاؤها للأطفال، لأنه أفضل وسيلة لتجنب الإصابة بالالتهاب الرئوى والذى يتسبب فى وفاة طفل كل عشرين ثانية على مستوى العالم.
كما أنه سيوفر أموالا باهظة تدفع لعلاج هذا المرض ومضاعفاته الخطيرة، فالولايات المتحدة الأمريكية توفر سنويا نحو 9 مليارات دولار كانت تنفق لعلاج مرضى الالتهاب الرئوى ومضاعفته والمشكلات التى تحدث عنها نتيجة التغيب عن العمل وغيرها من المشكلات الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
أعلن ذلك اليوم، الأحد، أمام المؤتمر الطبى العلمى الذى عقدته الجمعية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة التنموى وإحدى شركات الدواء العالمية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للالتهاب الرئوى.
وتحدثت خلاله الدكتورة ماجدة بدوى، أستاذ طب الأطفال ومديرة مستشفى أبو الريش اليابانى، والدكتور حامد الخياط، أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس، والدكتور سامى الشيمى، مدير مستشفى الأطفال بأبو الريش، والدكتور شريف عبد العال سكرتير عام الجمعية المصرية لطب الأطفال.
وقال الخياط، إن هذا التطعيم يتم إعطاؤه فى نحو 90 دولة من دول العالم، حيث تتكلف الجرعة الواحدة حاليا نحو 340 جنيها وإذا تم إعطاؤه على نطاق واسع يمكن أن يصل ثمن الجرعة إلى 100 جنيه ويتناوله الطفل من خلال أربع جرعات أساسية عند بلوغه عمر شهرين وأربعة شهور وستة شهور، ثم الجرعة الرابعة فتعطى ما بين عمر 12 إلى 15 شهرا.
وأكد الدكتور حامد الخياط، أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس، أن الالتهاب الرئوى هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التى تصيب نسيج الرئتين، ويأتى الالتهاب الرئوى فى مقدمة أسباب وفاة الأطفال فى جميع أنحاء العالم، حيث يبلغ عدد الأطفال الذى يتوفون بهذا المرض سنويا نحو 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة، مما يمثل 20% من الوفيات التى تسجل لتلك الفئة العمرية فى جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن المرض يصيب نحو 155 مليون طفل سنويا ويلحق أضرارا بالغة بالأطفال وأسرهم فى العديد من مناطق العالم، مشيرا إلى أن نصف تلك الأعداد تقريبا تتوطن فى البلدان النامية.
ولفت الخياط إلى أن مرض الالتهاب الرئوى يحدث بسبب بكتيريا تستوطن الجهاز التنفسى العلوى وتنتشر إلى مناطق أخرى فى الجسم لتتسبب فى العديد من الأمراض المختلفة، مشيرا إلى أنه رغم توافر أنواع كثيرة من المضادات الحيوية لمقاومة تلك الأمراض، إلا أن هناك مقاومة كبيرة من البكتيريا لتلك الأنواع ولذلك يعد
التطعيم باللقاحات هو إحدى الوسائل الأساسية للحد من انتشار المرض وتقليل نسبة الوفيات دون سن الخامسة.
وعن أسباب مرض الالتهاب الرئوى، قال الدكتور الخياط إن هناك العديد من العوامل المعدية بما فى ذلك الفيروسات والجراثيم البكتيرية والفطريات ولكن تعتبر البكتيريا أكثر أسباب الالتهاب الرئوى الجرثومى لدى الأطفال يليه الفيروس التنفسى، مشيرا إلى أنه يمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوى بطرق عدة عن طريق الرذاذ
المتطاير الناجم عن السعال أو عبر العدوى خاصة أثناء الولادة أو بعدها، ويجب إجراء المزيد من البحوث للتعرف على مختلف العوامل المسببة للالتهاب الرئوى وطرق حدوثها.
واعتبر الخياط أن أعراض مرض الالتهاب الرئوى تظهر فى صورة سرعة وصعوبة فى التنفس وسعال وحمى وفقدان شهية وغيرها، موضحا أن الأطفال الذين يعانون ضعفًا فى جهازهم المناعى يواجهون مخاطر أكثر من غيرهم، ويأتى ذلك بسبب سوء التغذية أو نقصها خاصة لدى الأطفال الرضع الذين لايتغذون بلبن الأم.
وأضاف أن العيش فى بيوت مكتظة وتلوث الهواء داخل المبانى بسبب أدخنة المصانع كالدخان المنبعث من تدخين الآباء للتبغ أو السجائر أحد أهم المخاطر التى تزيد سرعة الإصابة بالالتهاب الرئوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة