د.عبد الجواد حجاب يكتب: ابن النيل المصرى الأصيل

أدريانوس، إمبراطور رومانى زار مصر سنة 131 ميلادية وكتب رسالته من أدريانوس إلى سيرافيانوس القنصل.. سلام ..."أما بعد فإن مصر التى أطنبت لى فى مدحها أيها العزيز فقد وجدت أهل مصر على درجة عظيمة من الخفة والطياشة وقلة الحزم يصدقون كل ما يقال ويطيرون مع كل ريح تهب.

أعتقد أن أدريانوس كان كذابًا ومتغطرسًا لأن المصرى الأصيل اللى شرب من النيل هو نفسه المصرى اللى بنى الأهرامات هو نفسه المصرى اللى أظهر تقدم فى مجال العلوم قديمًا وهو نفسه المصرى الذى كتب آخر سطر فى عمر الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس فى معركة السويس 1956م وهو نفسه المصرى الذى أغرق المدمرة إيلات بقوارب صغيرة وصواريخ سطح سطح فى21 أكتوبر 1967م. وهو نفسه المصرى الذى انتصر فى حرب أكتوبر– رمضان 1973م وهو نفسه المصرى اللى حصل على جائزة نوبل فى الأدب وجائزة نوبل فى العلوم وجائزة نوبل للسلام وهو نفسه المصرى الذى وقف فى وجه الخديو وقال له لن نستعبد بعد اليوم وهو نفسه المصرى اللى شرفنا فى كل دول العالم عاملا ومدرسًا وطبيبًا ومهندسًا.

ومن كلام أدريانوس ومن واقع حالنا المشكلة مش فى المصريين المشكلة فى اللى حكموا المصريين على مر السنين وما أكثرهم ولكن قلة منهم اتسمت بالعدل وجعلت الشعب يشم رائحة الحرية وأعتقد أن كلام أدريانوس مش صحيح واللا كيف أن مصر بها ثلث آثار العالم وكيف أن مصر يأتيها جزء لا بأس به من سياح العالم.

المصرى طول عمره مبدع ونشيط ويقدس العمل وشجاع وعطاؤه بلا حدود وعندما يجد قيادة جديرة به كشعب بيعمل المستحيل وشوف القائد المصرى الذى هزم المغول وشوف القائد المصرى اللى هزم الصليبيين وحديثا قارن بين المصرى عندما رفض الاستعمار زمان وما يحدث الآن حتى فى مجال الطب قارن بين الطبيب فى الخمسينيات والستينيات والطبيب الآن وقارن بين المدرس فى الستينيات والخمسينيات والمدرس الآن.

الآن كل شىء ضعيف وكل القيادات ضعيفة وعطاؤها قليل وفاقدة لمقومات القدوة الحسنة وفاقد الشىء لا يعطيه والسبب واضح الكفاءة ليست هى المعيار ولكنى أعتقد أن الولاء والانتماء هو المعيار وصدق العجوز الذى قال إن العصا معووجة من فوق أى من أعلى وليس من أسفل، إذا رأيت إدارة أو مديرية ضعيفة فاعلم أن الضعف أكيد فى قيادتها وليس فى العاملين بها، لذلك من على هذا المنبر أطالب بوضع أسس ومعايير جديدة تعتمد على العلم والكفاءة والشرف والنزاهة لاختيار القيادات وإلغاء الانتماء السياسى كمعيار لاختيار قادة هذا الشعب العظيم..